أكد اللواء جون الن المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” أن التحالف يحتاج إلى ترابط استراتيجي لمعرفة مدى خطر المنظمات والجماعات المرتبطة بداعش من بلدان مختلفة ومتباعدة.
وقال المبعوث الأمريكي إن ذلك سيساهم في معرفة مدى ترابطها ومواجهتها وهل هناك تبادل للأموال بينها والرسائل العقائدية التي يحملونها مشددا على أن إلحاق الهزيمة بداعش كفيل بالقضاء على المنظمات التابعة له في البلدان المختلفة.
وأوضح اللواء الن في كلمته الرئيسية أمام الدورة الثانية عشرة لمنتدى أمريكا والعالم الإسلامي الذي يختتم أعماله في العاصمة القطرية أن التحالف الدولي لمحاربة داعش استطاع هزيمة التنظيم في عدة مدن عراقية واستطاع تحرير أكثر من 25 بالمائة من المناطق التي احتلها في العراق، لكن التنظيم يحاول دائما تحقيق انتصارات إعلامية وليس على الأرض.
وأكد أن التحالف بذل الكثير من الجهد وخطا العديد من الخطوات الاستباقية في حربه ضد داعش منها منع الدعم العسكري واللوجستي عنه ،والتعاون مع الشركاء ودول المنطقة في تبادل المعلومات لمنع الدعم المالي الخارجي والمحلي عنهم، مما اضطر زعماؤه إلى اللجوء إلى السطو على السكان وبيع الآثار واتباع نشاطات إجرامية كزراعة المخدرات والاتجار فيها وممارسة عمليات التهريب وغيرها من النشاطات الآثمة.
وأضاف أن التحالف قام أيضا بمواجهة أفكار داعش في العالم كله من خلال الشركاء عن طريق إنشاء مراكز ثقافية وفكرية في الإمارات العربية المتحدة والسعودية وغيرهما خاصة وأن السجن والاعتقال ليس الحل الوحيد بل يجب إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع ومعالجة أفكارهم ضاربا المثل بإندونيسيا والسعودية اللتين استطاعتا دمج المقاتلين في المجتمع عن طريق الفهم الصحيح والاحترام المتبادل بين طوائف المجتمع واستيعاب الآخر والتناغم معه ودون السجن والعقوبات المشددة.
وتحدث الن عن دور التحالف في إيقاف تدفق المقاتلين الأجانب عن طريق تشديد إجراءات التنقل في الدول المحيطة والتضييق على المقاتلين.. مشيرا إلى أن حدود تركيا مع سوريا هي آخر خط للوصول إلى داعش الذي يتم العمل على تأمينه خاصة وأن الحدود بين البلدين تمتد لأكثر من 900 كيلومتر.
وشدد على أن التحالف استطاع الكشف عن العديد من طرق تجنيدهم وانتقالهم رغم أنها أساليب مبتكرة ويصعب كشفها والسيطرة عليها لكن بتواجدنا في المنطقة وتراكم خبراتنا نستطيع التضييق عليهم والتقليل بشكل كبير من عدد المتدفقين إلى التنظيم.
ونوه إلى أن رؤية الإدارة الأمريكية وقوات التحالف والشركاء واضحة بشأن المشكلة السورية وقال إن كانت جهودنا تتركز على داعش فإننا ندعم السوريين كذلك لتقرير مستقبلهم مع عدم استمرار بشار الأسد في السلطة لأنه السبب الرئيسي لما آلت إليه الأوضاع في المنطقة ،وما حدث من مجازر وحشية في البلاد.. مشيرا إلى أن الحل العسكري لا يمكن أن يكون حاسما في هذا الوضع لكن دوره كبير في المفاوضات السياسية لإجباره على الحل السياسي.
وأوضح أن التحالف حريص على تمكين الحكومة العراقية من تقديم الدعم اللازم للمدن المحررة وإشعار السكان بالتنمية والاستقرار وقد أقامت الدول الشريكة صندوقا لإقامة المشاريع الإنمائية في هذه المدن تقوم عليه إيطاليا.