حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف من المخاطر التي يفرضها تفشي وباء الكوليرا في جنوب السودان على الاف الاطفال هناك، في أحدث ضربة لبلد يترنح على شفا أزمة شاملة، في خضم القتال المتواصل وعمليات النزوح الجماعية بسبب الصراع.
وقال ممثل منظمة اليونيسيف في جنوب السودان جوناثان فيتش، ان “أكثر من 5 الاف طفل تحت سن الخامسة يواجهون خطر الموت من وباء الكوليرا، اذا لم يتم اتخاذ اجراء عاجل لاحتواء التهديد”.
وكانت وزارة الصحة في جنوب السودان قد أعلنت، يوم أمس، عن وفاة 18 شخصا بسبب انتشار الكوليرا، فيما سجلت 171 حالة إصابة.
وقال وزير الصحة رياك غاي كوك، في تصريح صحفي، “تأكد لنا تفشي وباء الكوليرا الذي بدأ ببعض مخيمات النازحين القريبة من العاصمة جوبا وانتشر منها”، مشيرا إلى أن الحالة الأولى سجلت في الأول من يونيو الجاري.
وبدأ الصراع المستمر في جنوب السودان في ديسمبر عام 2013، واتسم باعمال عنف وحشية ارتكبت ضد المدنيين وأدي الى تعميق المعاناة التي يعاني منها بالفعل هذا البلد الافريقي الأحدث نشأة في العالم.
ويتم إيواء نحو 120 الف مواطن من جنوب السودان في مخيمات تابعة للامم المتحدة هناك، فيما تشير تقديرات الأمم المتحدة الى ان عدد الاشخاص الذين يحتاجون الى مساعدات في عام 2015 قد يصل الى 1.95 مليون شخص مشرد داخليا ونحو 293 الف لاجئ خارجيا.
ومع تدهور حالة البلاد بسبب استمرار القتال ودفع اعداد اضافية من المواطنين للنزوح عن منازلهم والاتجاه الى مخيمات ومعسكرات مكتظة بالنازحين، فان مخاطر الامراض والأوبئة تزداد بشكل مطرد.
وتفشي وباء الكوليرا في مايو من عام 2014، ليحصد ارواح 167 شخصا قبل ان تنجح الحكومة وشركائها من الأمم المتحدة في السيطرة عليه.
وتشارك حاليا اليونيسيف في سلسلة تدابير طارئة تهدف الى زيادة التوعية العامة حول كيفية اكتشاف والوقاية من وباء الكوليرا والتعافي منه.