* الدولة في المنيا تتراجع أمام القانون القبلي
* المستقبل للصحافة الإلكترونية .. ووطني تأثرت بتراجع سوق الإعلانات
“المواطن الصالح اللي بيحب بلده مش كفاية يكون متميز في دراسته ومش كفاية يكون بيتقن عمله مهم اوي انه يعايش ٱحوال بلده ويبلور رأي في أحوال بلده ويكون جزء في صناعة الحاجات اللي محتاجة تتغير فما بالك بأنه يكون عنده منبر يقدر يعبر منه عن رأيه منه رأيه”
تذكر يوسف سيدهم هذه الكلمات التي قالها والده الراحل أنطون سيدهم مؤسس جريدة وطني، وذلك في معرض حديثه مع مينا ملاك عازر في برنامج لسعات بموقع الأقباط متحدون الذي عرض أمس السبت.
وقال يوسف سيدهم رئيس تحرير جريدة وطني إنه بالرغم من نجاحات والده المهنية في أكثر من مجال لكنه ظل مهموما بتأسيس منبر وهو جريدة وطني حتى يستطيع التعبير عن رأيه وتكون أيضا لسان حال المسيحيين في مصر.
وأوضح يوسف أن أنطون سيدهم لم يكتب إلا في العام 1975 لأن تلك الفترة هي التي شهدت بداية هموم المسيحيين حيث تم ايقاظ التيارات الإسلامية التي منع أنشطتها عبد الناصر، وعودة العمالة المصرية من الخليج محملة بأفكار الوهابية، وذلك بالتزامن مع قيام ثورة الخميني في إيران ونظرت لها حينها التيارات الاسلامية في مصر على ان ذلك فيه نصرة على الإسلام وبدا واضحا انهم يريدون القفز على السلطة لتحقيق ثورة مماثلة في مصر وعندما تجمعت تلك العناصر تجمعت الضربات الموجعة للأقباط سواء الخطابات الحض على الكراهية أو دعوات عدم التعامل مع المسيحيين أو حرق الكنائس، كما بدأت مؤسسات الدولة تسلك سلوك ضد المسيحيين العاملين فيها لمنعهم من الوصول إلى مناصب قيادية بها.
وأشار سيدهم إلى أن دور جريدة وطني إزاء حادثتي الخانكة والزاوية الحمراء كان دورها توثيقي لما يحدث لأن تلك الأحداث كانت باكورة الاعتداءات ضد المسيحيين، ولم يكن يتصور أحد انها ستستمر فالكل كان يتعامل مع تلك الاحداث على انها عارضة وضد السياق. مضيفا إلى أن العصر الذهبي للمسيحيين أيام عبد الناصر لأنه لم يكن هناك تيارات تحاربهم لم يكن هناك عمل ممنهج ضدهم.
وقال يوسف سيدهم إن وطني برايل تم بمبادرة من شريفة مسعود مديرة تحرير وطني برايل والتي كانت عضوة ببرلمان شباب وطني، فلم يكن مخططا إصدار نشرة للمكفوفين.
وحول الأزمة التي تعرضت لها وطني مؤخرا أفاد يوسف إن وطني تأثرت بانكماش المجال الاعلاني والتراجع الاقتصادي في البلاد لكن المؤشر الايجابي هو إن خسارتنا في 2014 أقل بنسبة 25% من خسائرنا في 2013، مشيرا إلى أن الجمعية العامة صوتت بالاجماع على استمرار المؤسسة وليس حل الشركة المسئولة عن إصدار وطني وذلك بسبب دورها التنوري فهي ليست شركة عادية انما منبر اعلامي مهم.
واستطرد يوسف سيدهم قائلا أنه كان هناك حلم بتحويل جريدة وطني إلى جريدة يومية، غير أن هذا الحلم مضى . وأضاف:”لم نعد نفكر في تحويل وطني إلى يومية لأن المستقبل يقول يجب أن نتجه للاستثمار في الصحافة الإلكترونية.”
وحول الوضع في المنيا قال: “المنيا هي نقطة ارتكاز قوية جدا للتطرف التي تفرز إرهاب وعندما زادت قبضة الدولة الامنية على تعقب الإرهاب ظهر الثقل العائلي والعشائري في العائلات التي يخرج منها الفكر المتطرف، صحيح انه مضى الوقت الذي كانت فيه المنيا مسرح الضربات الانتقامية ضد المسيحيين لأنهم مثلهم مثل كل المصريين لفظوا نظام الاسلام السياسي بسبب القبضة الامنية الشديدة لكن ما ظهر بديل عنها امر خطير وهو انسحاب القانون ودخول المجتمع العرفي القبلي الذي فرض قانونه الخاص. مايفرض نفسه على الوضع في المنيا لا تنصب خطورته على المسيحيين كضحايا فقط لكنه هو تفريط للمؤسسة السياسية والامنية لهيبة الدولة فمنتهى الخطورة ان المصريين يشعروا ان الدولة تتراجع امام القانون القبلي.