بمناسبة إعادة افتتاح متحف الدكتور نجيب باشا محفوظ بعد 90 عام من إنشائه، بقسم النساء والتوليد بقصر العيني.. وطني تعيد نشر حوار ثري مع الدكتور سمير سميكة ليروي لنا مقطتفات من حياة الدكتور نجيب محفوظ..
سطع نجمه فى سماء الطب وفاقت شهرته مصاف العالمية ، كشفت كتبه ودراساته وابحاثه عن ريادة صاحبها ، “اطلس محفوظ ” الذى يعد مرجعاً عالمياً فريداً ، متحفاً طبياً فريداً بين متاحف العالم ، ندر نفسه لدراسة طب النساء والولادة، الصعوبات زادته أصرارا على النجاح، لكن هذا لم يقف أمام قلمه فابدع فى الكتابة والشعر، أنه نجيب محفوظ باشا مؤسس أول قسم للنساء والتوليد فى مصر ، كان لابد أن نقترب من حياته من خلال حوارنا مع حفيده الدكتور سمير سميكة الذى اكمل مسيرة جده فى عالم طب النساء والتوليد ، بل تستمر المسيرة خلال الجيل الرابع الدكتور يوسف سميكة …..
بدأ حديثه بكل فخر واعتزاز عن جده الدكتور نجيب محفوظ فقال ” بداية لقد اعتكف الدكتور نجيب محفوظ على تدوين ذكريات حياته تلبية لرغبة بناته وأزواجهن واحفاده ، أراد أن يفيد أبنائه من شباب الجيل ببعض ما آمن به بأن أساس النجاح فى العمل والسعادة فى الحياة ، من أجل هذا كان كتابه “حياة طبيب”..ولد الدكتور نجيب ميخائيل محفوظ عام 1882 فى مدينة المنصورة من أسرة ميسورة الحال والده من تجار القطن ، قدر الله له الحياة بعد أن اعتقد الجميع أنه مات إذ كان مولود ضعيف لا حركة و لا تنفس ، ترعرع نجيب محفوظ والتحق بمدرسة الامريكان بالمنصورة ومنها انتقل إلى المدرسة الآميرية الابتدائية ، توسم اساتذته فيه نبوغًا مبكراً فتعهداه بالعناية والرعاية …
ثم انتقل إلى القاهرة بصحبة أخيه الأكبر فريد والتحق بالمدرسة التوفيقية الثانوية وكان يجيد اللغات الانجليزية والفرنسية وحصل على البكالوريا (الثانوية العامة) عام 1898 فى ثلاث سنوات بدلاً من خمس وجاء ترتيبه التاسع عشر على مستوى القطر ، وإذ بمفاجأة تقلب الموازين حيث يكتشف المسئولون أن خطأ غير مقصود حدث فى جمع درجات الطالب نجيب محفوظ ويعاد جمع الدرجات ليكون الأول على مستوى الجمهورية .. بعدها التحق نجيب بمدرسة الطب عام 1898 وبعد تخرجه بشهر واحد وفى 1904 عين مشرفاً على عمليات التخدير الجراحى بمستشفى قصر العينى .
*ولكن بزغ نبوغه عندما اجتاح وباء الكوليرا قرية “موشا” بمحافظة أسيوط عام 1902 وعلى الفور تطوع نجيب محفوظ للعمل فى القرية لمكافحة هذا الوباء وقام برسم خريطة للقرية واماكن تجمع الموتى وإذ به يكتشف وجود بئر موبوءة هو السبب فى انتشار الوباء وعلى الفور تقوم الجهات المختصة بردمه ويزول الوباء من البلاد .
*وعن السبب الذى جعله يغير مساره من طبيب تخدير إلى طبيب نساء .. قال حفيده الدكتور سمير سميكة : عندما كان فى الإسكندرية عام 1902 اصطحبه وكيل المستشفى الأميرى فى حالة ولادة متعسرة ليقوم بتخدير المريضة ، وحدثت كارثة فقد انفصل رأس المولود داخل الرحم وبقى جسد الطفل فى أيدى الوكيل ومساعده وتركت هذه الحادثة أثراً على نفسية نجيب محفوظ ، حيث ظل لعدة أيام فى حالة نفسية سيئة فقرر أن يخوض تخصص النساء والتوليد …
*عن انطلاقه فى تأسيس قسم النساء والتوليد بقصر العينى..
ذكر سميكة : لم يكن فى ذلك الوقت تخصص نساء وتوليد فى مصر وكان المتبع أن الجراح والداية يقومون بعملية الولادة والمريضة ولم يكن أحد فى قصر العينى يفكر فى انشاء قسم خاص بالنساء والتوليد ، اقترح نجيب على استاذه الجراح ملتون انشاء قسم للنساء والتوليد بقصر العينى ، فعرض ملتون الأمر على عميد القصر العينى “كيتنج” فوافق وأعطاه العيادة الخارجية لمدة شهر ، وكان نجيب يقوم بالعمل فيها فى ساعات الصباح المبكرة قبل أن يبدأ بغرفة العمليات كطبيب تخدير ، وبعد شهر حققت العيادة نجاحا وزاد عدد المترددين عليها من السيدات وكانت هذه البداية لتأسيس القسم وطلب نجيب احضار طبيب من الخارج ليتعلم منه هذا التخصص ويتولى رئاسة القسم وبالفعل حضر “روى دوبين”مساعد عميد مستشفى “الروتندا” فى دبلنوهو أشهر معاهد الولادة فى العالم. وفى غضون عام واحد قام نجيب بفحص 850 حالة من حالات المرضى ثم تضاعف العدد فى عام 1905، ، إلا أن عدد من كانت أحوالهن تقتضى دخول المستشفى زاد كثيرا عن عدد الأسرة المتوفرة بالقسم ، ولذلك كان محفوظ يقوم بمعالجة مئات المرضى مجانا فى بيوتهم.
فى بداية لقائى معك قلت لى أن الدكتور نجيب محفوظ متحدى الصعاب .. حدثنى عن هذه المقولة بالفعل قال سميكة : كادت صعوبات أن تقلل من عزمه وهو ابن الحادية والعشرين من عمره ، إذ لم يكن بالمستشفى حوامل ولا مريضات بأمراض نسائية تمكنه من تمرين الطلبة والطالبات ، ولم يكن بمدرسة التمريض كتب للتدريس باللغة العربية ، وبالتالى لم يتمرن طلبة الطب عمليا ولم يسبق لهم مشاهدة حالة ولادة و لا عملية نسائية واحدة ودون أن يفحصوا مريضة بمرض نسائى، وغيرها من الصعوبات ، آخذ نجيب محفوظ على عاتقه أن يذلل كل هذه الصعوبات فوضع كتابا فى الولادة وآخر فى أمراض النساء وطبعهما على نفقته الخاصة ..ولمهارته الفائقة لمدة خمسة عشر عاما كان يستدعيه مكتب الصحة لحالات الولادة المتعسرة دون أن يحصل على أجر وكان يذهب على الفور بل كان يظل متكئاً على دكة حتى تلد السيدة ويتابع حالتها الصحية وكان ينزل فى منتصف الليل فى الأحياء لحالات الولادة .
*اشار الدكتور نجيب محفوظ فى كتابه “حياة طبيب” عن الصعوبات التى واجهت الأطباء المصريين فى تلك الفترة حدثنى عنها باستفاضة قائلا : “الوضع كان مظلما ، حيث كانت فرص الطبيب المصرى فى ايجاد وظيفة فى مدرسة الطب أو فى المصالح الطبية ضعيفة للغاية ولم يكن الطبيب المصرى يعين إلا فى أتفه الوظاف وأقلها شأنا وكاد العمل يكون مقصورا على الأطباء الأجانب ، كان عصراً فقد فيه المصرى احترامه لبنى جنسه وضعف اعتقاده فى كفاءتهم ، ولم يكن يطمن إلا إلى الطبيب الأجنبى مهما ارتفع أجره ، لذا كان لابد من وضع حداً لهذه الحالة السيئة ، واستعادة مكانة الطبيب المصرى ، وبدأ كفاحا مرا اشتركت فيه جمهرة من اطباء وصيادلة وخريجات مدرسة التمريض وحدثت طفرة فى البحوث العلمية القيمة التى نشروها بالمجلات العلمية المصرية والأجنبية ساعد على ذلك الثورة الفكرية التى واكبت ثورة 1919 …
* كما تطرق الدكتور سميكة فى حديثه عن علاقة الدكتور نجيب محفوظ بالعائلة المالكة بقوله : ” اشتهر نجيب محفوظ جدا لدرجة أن الملك فؤاد استدعاه للحضور أثناء ولادة الملكة نازلى ، ولكفاءته طلب منه الملك أن يؤلف كتاب عن تاريخ الطب فى مصر فى غضون ستة أشهر وبالفعل قام بتأليف الكتاب بعنوان “تاريخ التعليم الطبى فى مصر” وهو مرجع هام داخل مكتبة قصر العينى ، كما استدعاه الملك فارق أثناء ولادة الملكة فريدة فذاع صيته فى العائلة الملكية وكان فاروق يقدره جداً بل حضر محاضرة له داخل قصر العينى وكان احيانا يطلبه للاستشارة.
* وفيما يتعلق بتقدير ملوك ورؤساء مصر فقال بصوت يملؤه الفخر : كثيراً جداً يا عزيزتى : “لقد قدره ملوك ورؤساء مصر ومنحوه النياشين والجوائز التقديرية ففى عام 1919 أنعم عليه بنشان النيل وفى عام 1930 برتبة البيكاوية ثم برتبة الباشوية عام 1937 ، عبد الناصر كان يحترمه جدا وكان طبيبا لاسرته وفى سنة 1959 منحه جائزة الدولة التقديرية للعلوم، يبقى لنا أن نتحدث عن “جائزة الدكتور نجيب محفوظ العلمية” ، فى سنة 1950 قرر الدكتور إبراهيم شوقى مدير جامعة القاهرة يومئذ إنشاء جائزة مالية يطلق عليها جائزة “نجيب محفوظ العلمية” لتشجيع البحوث فى علوم النساء والولادة .
* وامتد التقدير لخارج مصر …فى سنة 1935 عين محفوظ أستاذا لعلم الجراحة فى جامعة القاهرة وفى 1937 منح محفوظ الزمالة الفخرية لكلية أطباء النساء والولادة ببريطانيا وقد منحته عدة كليات وجمعيات الزمالة الفخرية منها وقد نال الزمالة الفخرية لكلية الجراحين الملكية فى إنجلترا عام 1943 ، قام بإلقاء سلسلة من المحاضرات فى كلية الدراسات العليا لأمراض النساء والولادة جامعة لندن وقتها أثنى عليه عميد الكلية “جيمس ينج” قائلا: “لا أظن أنه يوجد طبيب فى العالم حاز الخبرة التى حازها محفوظ .. فأنا على يقين من أنه لا يوجد شخص آخر استطاع أن ينتفع بخبرته وأن يبلغها للعالم الطبى بمثل المقدرة التى أظهرها محفوظ ” .
* ولا يفوتنا أن تحدثنا عن زوجته السيدة فايقة محفوظ فقال : “تنتمى إلى اصول عائلتها إلى المعلم رزق غبر يال – فى أواخر عهد المماليك – الذى منحه محمد على لقب أغا ، تزوجها الدكتور نجيب محفوظ عام 1911 كانت تساعد الفقراء حيث سنة 1939 انشأت “جمعية صديقات الكتاب المقدس” لعمل الخير ومدراس للبنين والبنات ممن يعجز أهاليهم عن العناية بهم وعندما فارقت الحياة قال عنها زوجها الدكتور نجيب محفوظ “لم أكن أعرف الأعمال الخيرية التى كانت تقدمها زوجتى للفقراء” توفت عام 1952، وكان لنجيب أربعة بنات وولد ، وكانت مشيئة الله حيث فقد ابنه الوحيد ” سامى” أثر حادث أليم وكان لفارقه أثراً سيئا على نفسية نجيب لكن زوجته قوت عزيمته قائلة له “استعن بالله”.
* “متحف النساء والتوليد” ماذا تعنى هذه الفكرة ؟ فقال بداية : “فكرة المتحف بدأت عندما قام نجيب محفوظ بشراء برطمانات زجاجية من فرنسا لوضع عينات قام بتحضيرها داخل عيادته الخاصة ، ثم نقلها إلى مدرسة الطب ليدرس عليها الطلاب وفى عام 1929 قرر مدير مدرسة الطب تخصيص مكان لحفظ هذه النماذج ويكون نواة لمتحف خاص بأمراض النساء والولادة ، وفى سنة 1932 قدم محفوظ هذا المتحف هدية لكلية الطب وعرف باسم “متحف محفوظ الخاص بالولادة وأمراض النساء” يحتوى المتحف على 3000 نموذج فى ذاك الوقت وقد قالت عنه مجلة الولادة وأمراض النساء البريطانية “إن كلية الطب المصرية جديرة بأن تحسد على المتحف العظيم الذي أهداه لها الدكتور نجيب محفوظ أستاذ الولادة وأمراض النساء بالجامعة المصرية” .
وحسب حديث الدكتور سميكة كون نجيب محفوظ متحفا على نفقته الخاصة ، أستفاد منه جميع الاطباء أخذت منه عينات لمستشفى القبطى ومستشفى الدمرادش وغيرها..
*يضاف إلى هذا ايضا ” صدر له أكثر من 30 كتابا وبحثا تكشف ريادة هذا الطبيب المصرى القبطى فى مجال امراض النساء والتوليد ، كما قدم “اطلس محفوظ” الذى بلغت صفحاته 1500 صفحة قال عنه “كومنز باركلى” طبيب النساء العالمى (لم يظهر فى كتب الولادة وأمراض النساء مثيل يعادله) ، وطبع بلغات عديدة واعتبر مرجعاً عالمياً فريدا فى هذا المجال . ايضا الموسوعة العلمية فى أمراض النساء والولادة التى يبلغ عدد صفحاتها 1350 صفحة وقد قال عنها السير “أردلى هولاند” رئيس كلية أطباء النساء والتوليد ببريطانيا ” بدون شك أعظم كتاب ظهر فى أمراض النساء والولادة إلى اليوم ويفوق بمراحل أى كتاب ظهر فى بريطانيا أو ألمانيا أو أمريكا..هذا الكتاب يرفع شأن كلية الطب بمصر فى العالم أجمع” كما قال عنها اللورد “ألفرد وب جونسون” رئيس كلية الجراحين الملكية في بريطانيا فى خطاب أرسله لنجيب محفوظ عام 1949 “موسوعتك العلمية آية فى الفن ، وتستطيع اليوم أن تقول .. إننى أبنى للأبدية والخلود”.
*لم يقف عطائه عند هذا الحد ولعل ابرز ما قدمه هو انشاء مدرسة الممرضات والحكيمات .. فبالإضافة إلى عمله كأستاذ لعلم أمراض النساء والولادة لطلبة كلية الطب كان الدكتور نجيب محفوظ يدرس التمريض العام وفن الولادة للطالبات على أسس جديدة وتخرج على يديه ما لايقل عن الألف مولده أو حكيمة ، وكتاباه “فن التمريض” و”فن الولادة” بقيت مشكلة تمرين الطلبة على التوليد ومشكلة رفع مستوى توليد الفقيرات فى منازلهن عن طريق الحكيمات لضمان القضاء على حمى النفاس ، لذا قام نجيب محفوظ بافتتاح قسم للتوليد الخارجى
* تطرق الدكتور سمير سميكة إلى جانب فى غاية الأهمية .. وهو كيف أن نجيب محفوظ جعل مصر أول بلد قبل انجلترا فى مجال العناية بالأم قبل الوضع .. بقوله : قام بإنشاء أول عيادة للحوامل فى مصر لتباشر السيدة الحامل والعناية بالأم قبل الوضع وأول مركز لرعاية الطفل بقصر العينى أثمر بعد ذلك مراكز رعاية الطفل والأمومة على مستوى الجمهورية وعلى غراره أنشأت وزارة الصحة فى عام 1937 قسم رعاية الطفل والأمومة ومراكز رعاية الطفل وتتواكب أعماله التى كاد أن يتحمل نفقاتها من جيبه الخاص حيث تأسيسه لجمعية الولادة وأمراض النساء المصرية التى تقوم بدور هام فى البحث العلمى ونجاحه فى تحضير أفلام سينمائية ملونة ناطقة للجراحات التى ابتكرها للأمراض التى كان الأمل ضعيف فى شفائها .
*لم يكن نجيب محفوظ طبيب فقط هناك جوانب آخرى فى حياته ما هى .. قال الحفيد سمير سميكة : “مثلما برع فى الطب برع ايضا فى الكتابة والشعر والزجل فكما جاء فى كتابه “حياة طبيب” ، أنه نبغ فى كتابة الموضوعات الإنشائية منذ المرحلة الابتدائية فقد كتب قصة بعنوان “جمعية السكوت” أثنى عليها “الشيخ حمزة فتح الله” مفتش اللغة العربية وقتئذ قالا له “يا نجيباً قد فزت رأيا وقولا ..فاز من يهتدى إلى ما اهتدينا” ، وبعد تخرجه من مدرسة الطب نظم شعرا عاميا إبان الحرب العالمية الأولى كتب فيه:
تهدم البيت فى دقيقة .. وتموت بالألافات
لا الدور الأرضى نافع .. لا ولا البدرونات
آدى الخوازيق الأصلى .. ما فيهاش كانى ولا مانى
دول لا ترك ولا بلغار.. دولا خوازيق ألمانى
ومن الوقائع التى يجب أن نذكرها أنه فى 1911 قام السيد عبد العزيز الباشا باستدعاء الدكتور نجيب محفوظ لولادة تعسرت ، وتمت الولادة ومن شدة فرح الأب بالمولود أيده فى مكتب الصحة باسم” نجيب محفوظ” ، الذى أصبح أديبا وانتقلت العالمية من نجيب محفوظ الطبيب إلى نجيب محفوظ الأديب …..
*ماذا يمثل الدكتور نجيب محفوظ للدكتور سمير سميكة …اكد بقوله :” أنه رجل عظيم ، علمنى أن الطبيب يجب أن يحترم المريض ويلتزم بالمواعيد ولا ينظر للماديات ، غاية فى التواضع وأذكر أنه عندما كان يصعد باسانسير مستشفى القبطى كان يقف أذ أراد أحد الصعود معه ، كان رجل متدين مسالم للجميع حتى للذين يسيئون إليه ، كنت بالنسبة له الحفيد الذى عوضه فقدان ابنه الوحيد .
*هل من منطلق الحب لنجيب محفوظ اكملت مسيرته فى عالم النساء والتوليد قال الدكتور سمير سميكة : لم أكن أرغب فى الالتحاق بقسم النساء والتوليد فكنت أعشق التاريخ ، لكن والدى أصر على أن اتمم دراستى بالقسم العلمى وان التحق بقسم النساء والتوليد ووحققت رغبة والدى فعشقت مهنة طب النساء والتوليد وأعطيت فيها الكثير لاستكمال مسيرة جدى نجيب محفوظ واصر ابنى الوحيد يوسف وفى هذا الشأن قال ابنه الدكتور يوسف سميكة : كان عندى اصرارا أن التحق مثل والدى بقسم النساء والتوليد ونجحت فيه وتكفى فرحتى أن طفلا جديدا يأتى إلى الدنيا على أيدينا وفرحة الأم برضيعها…
لم ينتهى الحديث عن الدكتور نجيب محفوظ ، إنما انتهى وقتى مع الدكتور سمير سميكة ، ومن هنا سألته كيف تحب أن تنهى حديثك عنه فقال : للتعرف عن قرب من هو نجيب محفوظ لم اجد سوى الحكمة التى نشرها فى مقدمة كتابه “حياة طبيب” اذا لم تكن قد اعطيت الناس نفسك فأنت لم تعطيهم شيئا” !.
هذا هو الدكتور نجيب محفوظ