أن يكون هناك كورسا متخصصا فى معهد المشورة يرفع شعار ” للرجال فقط ..!! ” فانه أمر مختلف ويحدث للمرة الأولى .
حيث قدم معهد المشورة الأرثوذكسية بالمعادى كورسا متخصصا بدأ من الجمعة أول مايو ولمدة شهرين متتاليين كل يوم جمعة بمقر معهد المشورة الأرثوذكسية بإيبراشية المعادى داخل كنيسة مارجرجس بكوتسيكا بعنوان ” كلام رجالة ” وهذا الكورس مقدم للرجال فقط وغير مسموح للفتيات والسيدات المشاركة فيه أو حتى بحضور المحاضرات .
يطرح هذا الكورس الذى يقدم للمرة الأولى العديد من التساؤلات التى تتبادر الى أذهاننا جميعا ،منها : لماذا للرجال فقط ؟وهل يقدم الكورس العديد من الموضوعات التى تفيد الرجال فى حياتهم العامة والخاصة داخل الأسرة ؟ وماهى الموضوعات التى يتطرق اليها الكورس ؟
للتعرف أكثر على كورس ” كلام رجاله ” تحدثنا الى برسوم القس إسحق – مسئول التنسيق لكورس “كلام رجالة “بمعهد المشورة الارثوذكسية بالمعادى، فقال:” إن معهد المشورة الأرثوذكسية بالمعادى يقدم لأول مرة كورسا متخصصا مقدم للرجال فقط ،وهو مقدم للرجال سواء متزوجين أو غير متزوجين .ولقد قمنا بالتفكير فى كورسات متخصصة للرجال بعد أن لاحظنا أمرين مهمين ،الأول هو أن الاقبال بشكل عام ،فى المشاركة والحضور فى الكورسات داخل معهد المشورة من قبل الفتيات والسيدات أكثر بكثير عن الرجال ،فيما عدا مؤخرا كورس الاستعداد للارتباط الذى أصبح الزاميا فى إيبراشية المعادى قبل الخطبة والزواج للطرفين هذا هو الكورس الذى نجد فيه إقبالا من الرجال عليه . لكن الكورسات الأخرى أو حتى المؤتمرات المشورية الخاصة بتربية الأبناء أو التربية الجنسية وغيرها نجد ارتفاع فى حضور الفتيات والسيدات وغياب للرجال بشكل واضح .
الأمر الثانى هو مالاحظناه بوضوح فى جلسات المشورة الأسرية وهو اننا وجدنا ان الرجال ومشاكلهم الخاصة بهم والتى يتعرضوا لها فى حياتهم العامة والخاصة لايوجد اهتمام خاص بهم أوبتطويرهم وتنميتهم وتغيير حياتهم للافضل .فتأكد لنا أن هناك إحتياج للرجال لأن نهتم بهم بشكل خاص ونقدم لهم كورسات متخصصة تقترب أكثر من عالمهم ومشكلاتهم وأمالهم وطموحاتهم وكذلك همومهم ومايتعرضون له من تحديات فى الحياة العملية والأسرية خاصة فى ظل التغيرات المجتمعية المتواترة التى يتعرضون لها .”
وأضاف برسوم القس إسحق قائلا :” بالاضافة الى أن هناك الكثير من المشكلات الأسرية التى ترجع الى عدم المرونه فى تفكير بعض الرجال ووجود بعض المفاهيم المغلوطة لديهم عن دور رب الأسرة ،وللاسف حينما يظل الرجل فى هذا الاسلوب من تصلب الرايى فهذه المنظومة تجعل الرجل لايتطور على مختلف المستويات ولديه صعوبة فى التعامل مع المشكلات الحياتيه اليوميه سواء داخل الأسرة أو خارجها .فعلى سبيل المثال نحاول فى هذا الكورس ان نهتم بمختلف الفئات من الرجال الذين لا يهتمون فى حياتهم بشىء سوى العمل وفقط ويتجاهلون العديد من الجوانب الأخرى فى الحياة مما يؤثر سلبا عليهم وعلى أسرهم وابنائهم ايضا فى المستقبل.حيث انه للاسف الشديد هناك بعض الرجال لديهم مفاهيم مغلوطة بان نجاحهم فى عملهم وفقط هذا هو النجاح فى الحياة ولايهتم باى شىء اخر فى حياته .”
حول الموضوعات التى يناقشها كورس “كلام رجالة ” قال برسوم القس إسحق :”
يهدف الكورس الى زيادة مهارة الرجل فى التعامل مع التحديات والمشكلات التى تواجهه فى شتى المجالات لذلك يناقش الكورس موضوعات أساسية منها: تحديات الصحة النفسية للرجل ، تحديات الرجل مع المجتمع ، تحديات الحياة الزوجية ، تحديات خاصة بالأبوه .
كذلك يقدم الكورس العديد من الموضوعات للرجال فقط منها : الصورة الذاتية للرجل وكيف تؤثر فى تصرفاته ؟ ( النقص – التردد – المسؤلية)- و النساء تصرخ نريد رجالاً ،و( مفاهيم خاطئة عن الرجولة – شعور الرجل بالأمان )،و كيفية ( ادارة الوقت وترتيب الأولويات )،و رؤية مختلفة للحياة ( العلاج بالمعنى – تحديد الهدف)
كما يتطرق الكورس لموضوع فى غايه الاهمية وهو ” سى السيد ” ( الزوج المتسلط – الهدام – العنيف – الرأس والمعين – الحدود الزوجية الإستقلالية )
كما يتطرق الكورس لمشاكل الخيانه الزوجيه والعلاقات الغير سويه خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعى على الانترنت .والانحرافات فى السلوك الجنسى من خلال مناقشة ( النظرة المسيحية للجنس – الخيانة – التحرش والمعاكسات ).
كما يقدم الكورس بعض الموضوعات التى تساعد الرجال فى التعامل مع زوجاتهم وابنائهم منها : كيف اتعامل مع شخصية زوجتى ؟،و ماذا تنتظر الزوجة من الرجل
( النظرة المسيحية للمرأة وللزواج ومفهوم الذكورة والأنوثة )،و دور الرجل كقائد للأسرة . و كارثة الغياب عن الأسرة وعدم تسديد الإحتياجات النفسية ،و دور الأب فى التربية فى كل مرحلة عمرية .”
أوضح برسوم القس إسحق أن الكورس يقدمه مجموعة من اساتذة معهد المشورة ،وأن الكورس فى المرة الاولى لاطلاقه مقدم للرجال متزوجين او غير متزوجين، لكن فى المستقبل اتمنى ان نقوم بتقسيمه لفئات مختلفه سواء بالنسبة للمراحل العمرية او الفئات الاجتماعية المختلفة .
جورج حكيم – احد المحاضرين بكورس “كلام رجالة ” – قال :” ان فكرة تقديم كورس متخصص فى المشورة للرجال فقط أمر جيد ويلاقى الترحيب من الكثيرين ،ومن المنتظر أن يؤتى ثماره المرجوه . خاصة وان هناك ضرورة لهذا الكورس المتخصص فى ظل وجود الكثير من المشكلات الأسرية التى تاتى نتيجه ان الرجل مشغول ويقوم بالتركيز فى شغله وفقط ،او انه مكتفى بفهمه وقدرته ولا يوجد لديه الرغبه فى التطوير والتغيير . لكن حينما يفهم الرجل مسئوليته ودوره داخل الأسرة والمجتمع والعمل فان أمورا كثيرة ستتغير للأفضل .”
وإستطرد جورج حكيم قائلا : ” لقد دعيت وشجعت الكثيرين لحضور هذا الكورس وهو الامر الذى من المتوقع أن يكون فارقا كثيرا على مستوى الرجال واسرهم وعلى المجتمع بشكل عام .وأوضح لهم أن كورس متخصص كهذا يجعلهم أكثر قدرة على تطوير أنفسهم والتغيير فى حياتهم .وأكثر الأشخاص الذى يمكنه الاستفادة من كورس كهذا هم الرجال الذين يهتمون بأشغالهم وفقط ،حيث نحاول فى هذا الكورس تقديم العديد من الموضوعات التى تفتح أفاقا جديدة امام الرجال ،ومن أكثر الأشياء التى جعلت هناك ترحيب بكورس كلام رجالة هو الانطباع بان هناك اهتمام خاص بهم مما يشجعهم على المشاركة .”
وأشار جورج حكيم الى انه سيقدم فى محاضراته فى الكورس موضعات حول أنواع الشخصيات بحيث نحاول ان نساعد كل رجل على التعرف على نوع شحصيته ويقدرها ويعرف نقاط قوته والنقاط التى تحتاج لتطوير .وفى ذات الوقت يكون لديه استيعاب لاختلاف طبائع الاخرين وشخصياتهم من حوله بشكل عام ،وبشكل خاص زوجته .فنحن نحاول ان نساعده على فهم نفسه وتقبلها وتطويرها وفهم الاخرين وخاصة الزوجه .
وأكد جورج حكيم على أن الكورس يصب فى النهاية فى صالح الأسرة والمجتمع بشكل عام فيما بعد ،لان الرجل حينما يقوم بدوره ومسئولياته على كافة المستويات فإن الامر سيختلف كثيرا للافضل .