فشل مجلس النواب اللبناني للمرة الثالثة والعشرين على التوالي وبعد ما يقارب العام من الفراغ الرئاسي، في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس المنتهية ولايته في الخ والعشرين من شهر مايو من العام الماضي العماد ميشال سليمان، وذلك نظرا لعدم اكتمال النصاب القانوني لعقد الجلسة التي كانت مقررة .
وأرجأ نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني جلسة انتخاب الرئيس إلى 3 يونيو المقبل، وذلك لعدم اكتمال نصاب الجلسة التي حضرها 48 نائبا، علما بأن النصاب القانوني هو 86 نائبا.
ونبه النائب اللبناني دوري شمعون رئيس حزب “الوطنيين الأحرار “، في تصريح خاص لمراسلة وكالة الأنباء القطرية على هامش الجلسة، “من التداعيات السلبية لانتظار، بعض الفرقاء السياسيين في بلاده، حل الملف الرئاسي بإيعاز من الخارج “، معربا عن آسفه بإطالة أمد فراغ منصب رئيس للجمهورية اللبنانية.
واعتبر أن عدم التوافق على رئيس يعود إلى عقدتين وهما عدم التوافق بين الفرقاء اللبنانيين وانتظار أن يأتي الحل من خارج لبنان.
وعبر النائب دوري شمعون عن مخاوفه من انفراط عقد الحكومة جراء تهديد أحد الفرقاء السياسيين بسحب وزرائه على خلفية التمديد للقادة الأمنيين بالبلاد، مؤكدا على ضرورة التفكير بخطورة الوضع القائم في البلاد في ظل الشغور الرئاسي لما يقارب العام.
وأكد أن حل مسألة الفراغ الرئاسي والتداعيات الدستورية لهذا الوضع لا يتم إلا من خلال تغليب القوى السياسية في البلاد مصلحة لبنان على مصالحهم الخاصة، منبها إلى أزمة التشريع التي تشهدها البلاد في ظل الفراغ الرئاسي.
وقد تم إرجاء جلسة بعد ما يقارب العام من الفراغ الرئاسي وسط استمرار مقاطعة كتلتي الوفاء للمقاومة ” و” الإصلاح والتغيير” الذي يحول دون تأمين النصاب القانوني الذي يتطلبه انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية علما بأن النصاب القانوني هو 86 نائبا أي ثلثي أعضاء المجلس النيابي المؤلف من 128 نائبا.
يشار إلى أن هذه الجلسة هي رقم 23 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، حيث بدأت الجلسات في 23 أبريل من العام الماضي ثم تباعا في : ” 30 أبريل، 7 و15 و 22 مايو، 9 و 18 يونيو، 2 و 23 يوليو، 12 أغسطس، 2 و 23 سبتمبر و 9 أكتوبر، 29 أكتوبر و29 نوفمبر و19 نوفمبر و 10 ديسمبر و 7 يناير و 28 يناير و 18 فبراير و11 مارس و2 أبريل و 22 أبريل و “.
وكان قد حضر الجلسة الأولى والوحيدة التي عقدت شهر أبريل من العام الماضي 124 نائبا، حيث حصل كل من الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية ومرشح قوى الرابع عشر من آذار على 48 صوتا، والنائب هنري الحلو مرشح كتلة ” اللقاء الديمقراطي على 16 صوتا، و52 ورقة بيضاء، وصوت واحد للرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل رئيس حزب الكتائب و7 أوراق ملغاة.
وينتخب رئيس الجمهورية اللبنانية بالاقتراع السري، ويفترض بالمرشح نيل ثلثي أصوات أعضاء البرلمان ال 128 لينتخب من الدورة الأولى، في حين يتم بدءا من الجلسة الثانية انتخاب الرئيس بغالبية النصف زائدا واحدا من الأعضاء .