ودعت مصر بعد ظهر الأحد 3 مايو 2015 أحد وزرائها الذين تحلو برؤية وطنية مخلصة وهو د. فؤاد إسكندر نقولا، آخر وزير دولة لشئون الهجرة والمصريين فى الخارج (1987 – 1993). وُلد راحلنا الفاضل فى عام 1925، وحصل على دكتوراه فى الإدارة الاقتصادية،
كان يرى أن سبب سقوط نظام الحزب الوطنى هو أنه لم يحقق العدالة في توزيع الثروة بين الاغنياء والفقراء، وأن ثورة يناير قامت لتغيير النظام وليس للقضاء علي الدولة، وأنه قد الأوان لأن تنتهي الفوضي والإثارة والمليونيات والتخريب بكل الحسم لأن جسد مصر الجريح أصبح لا يتحمل مزيداً من الملح. وكانت له مقولة اقتصادية يؤمن بها وهي: رؤية بدون عمل تساوي أحلام يقظة، وعمل بدون رؤية يساوي هباء منثوراً.
فى الفترة من1980 إلى 1985 شغل وظيفة وكيل أول وزارة الاقتصاد، وفى عام 1987 عُين وكيلاً لوزارة التخطيط والتعاون الدولى، وبعد عام عُين وزيراً للدولة لشئون الهجرة حتى عام 1993 وكان آخر وزير يتولى مهام تلك الوزارة قبل أن يتم إلغاؤها، وكان يقترح ضرورة فتح ابواب برلمان ليضم ممثلين عن المصريين بالخارج ليحقق ما نرجوه من طموحات.
أما عن الدور الذى يجب أن تقوم به وزارة الهجرة والمصريين بالخارج فهو أن تصبح حلقة اتصال حقيقي بين مصر وابنائها وحتي نحافظ علي انتمائهم لمصر، وهذا لن يأتي الا من خلال تحقيق مصالح متبادلة بين الوطن الام وابنائها أي انها توفر لهؤلاء الابناء كل الخدمات التي يحتاجونها من مصر مثل التأشيرات وعمليات تحويل الأموال وشراء الأراضي والمساكن وفى المقابل تعرض عليهم المشروعات التي يمكن أن يقوموا بها في مصر وبذلك تربطهم ببلدهم بكل الطرق والوسائل ، ولابد أن ينقسم مجال عمل الوزارة الي قسمين: الأول مع المصريين العاملين بالخارج والثاني مع المصريين الذين هاجروا الي الخارج.
وهناك من المصريين فى الخارج كثيرون ناجحون في مختلف المجالات والتخصصات ولكنهم آثروا الانزواء والاكتفاء بما حققوه من نجاح في الخارج لأنهم لم يجدوا من يستقطبهم أو يشجعهم علي عمل مشروعات اقتصادية أو علمية تسهم في تقدم مصر والاستفادة من خبراتهم وعلمهم ولهذا انحصر علماء مصر في الخارج علي عدة اسماء فقط أمثال مجدى يعقوب وأحمد زويل وفاروق الباز ومصطفى السيد …
كان د.فؤاد اسكندرعضواً بجمعية الصداقة المصرية الإمريكية، وعضو لجنة الحوار الوطنى عام 1972 – بعد أحداث الفتنة الطائفية – وكان يرى ضرورة التركيز علي السلوك الحميد الذي ندعو إليه بدلاً من أن نتحدث عن الأديان، وبينما كان يرفض مبدأ عدم التحاور حول الأديان كان يؤدى التحاور حول التعايش بين الاديان ، وبدلاً من التحدث عن الأديان يجب أن نركز علي السلوك الحميد الذي تتضمنه الاديان.
له العديد من المؤلفات فى الاقتصاد باللغاتالعربية و الإنجليزية ، كما شارك فى العديد من المؤتمرات السياسية والتعليمية، وكان يرى أن البنية الأساسية للاقتصاد المصري سليمة وأن لدينا مقومات اقتصادية گثيرة، كما أن الاقتراض من الخارج ليس عيباً. وكم ناشد كل العرب بضرورة مساندة مصر.
وبعد أن أكمل مسيرة حياته ، رحل عن عالمنا وهو يبلغ من العمر تسعون عاماً، تاركاً لنا سيرتة العطرة ومنزلتة الرفيعة فى قلوب عارفية ومحبية.