فاز فريق الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالمركز الأول في أفريقيا والشرق الأوسط في مسابقة البرمجة الجامعية الدولية ICPC والتي تقيمها رابطة آلات الحوسبة ACM والتي عقدت في المغرب هذا الشهر. و قد فاز فريق الجامعة ايضا في عام 2003 من قبل بالمركز الأول في أفريقيا والشرق الأوسط.
يتألف الفريق من الطالب حسام سامي، وطالب الدراسات العليا محمد غنيم والطالب إسلام الطيار بالسنة النهائية وقام بتدريب الفريق مدرب الجامعة محمد عبد الوهاب والذي يقوم حاليا بالإعداد لشهادة الدكتوراه. يعد فريق الجامعة أحد ستة فرق تأهلت من مصر للاشتراك في المسابقة. نجح الفريق في تحطيم الرقم القياسي لأفريقيا والشرق الأوسط من خلال حل خمس مشاكل بدلا من ثلاثة.
الطيار سامى ، الذي يدرس الكمبيوتر والرياضيات بالجامعة، و بدأ المشاركة في المسابقات منذ أن كان في المدرسة الإعدادية في مسابقات البرمجة منذ 8 سنوات. يقول :” “نساعد الطلاب المستجدين بالجامعة في التعرف على المسابقات، ومساعدتهم على حل مشاكل مماثلة، وتوجيه وتقديم الدعم لهم لتشجيعهم على التنافس.”
“كنا نعلم أننا سنحقق نتائج جيدة ولكن لم نكن نتوقع أن نحصل على لقب أفضل فريق في أفريقيا والشرق الأوسط .. “في المسابقة، يتم إعطائنا 8 مشكلات أو أكثر من مشاكل الحياة الحقيقية لحلها في خمس ساعات من خلال ابتكار برنامج للكمبيوتر لحلها والفرق الفائزة هي التي تقوم بحل معظم المشاكل في أقصر وقت ممكن وفي أقل عدد من المحاولات.” ووفقا للطيار، يحتاج الطلاب المشاركين في مثل هذه المسابقات إلى أساس جيد في الرياضيات، وفهم الخوارزميات ومهارات البرمجة العامة.
يضيف الطيار، والذي سيتدرب في شركة جوجل بالولايات المتحدة الأمريكية لمدة ثلاثة أشهر الصيف القادم، أن المشاركة والفوز بالمسابقات يؤثر بشكل إيجابي على مستقبل المشاركين، حيث أن الشركات القائمة على التكنولوجيا تقدر من لديهم العقلية القادرة على حل المشكلات.” وقد تدرب الطيار أيضا في شركة فيسبوك بكاليفورنيا العام الماضي لمدة ثلاثة أشهر.
يقول عبد الوهاب، الذي يقوم بتدريب فرق الجامعة منذ 2011 أن الوصول إلى النهائيات يعد إنجازا في حد ذاته، فضلا عن أهمية الفوز بلقب المنطقة، “يأتي فريق الجامعة في المرتبة رقم 75 على مستوى العالم وتعد الجامعة الأمريكية بالقاهرة أحدى الجامعات القليلة جدا في العالم العربي التي تنضم لمصاف أفضل 100 فرقة من فرق الجامعات عالميا في أقدم وأعرق مسابقة للبرمجة. ويوضح عبد الوهاب أن سبب تفوق هذا الفريق هو أنه بدأ التدريب على البرمجة مبكرا مما ساعد إلى حد كبير في فوزهم بهذا المركز. “بدأ غنيم، الذي يعد أحد أفضل الطلاب في هذا المجال في العالم العربي، التدريب منذ 6 سنوات، وقام بتكريس العام الماضي فقط للتدريب والدراسات العليا إلى جانب كونه مساعد مدرس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.”
ويقوم عبد الوهاب، الذي كان مدربا لمدة 15 عاما لفرق مختلفة من مختلف الجامعات، بتدريب فرق الجامعة الأمريكية بالقاهرة منذ عام 2011. وقد درس عبد الوهاب علوم الحاسوب في جامعة القاهرة وحصل على العديد من الألقاب بما في ذلك الفوز بالمركز الأول في العالم العربي في نفس المسابقة عام 2001 عندما كان طالبا بجامعة القاهرة، وتم تكريمه من شركة IBM كأحد أفضل المدربين حول العالم. ويقول عبد الوهاب، أنه كان يجتمع مع الفريق نحو 20 ساعة أسبوعيا على مدار العام الماضي للتحضير للمسابقة الإقليمية والنهائيات وتدريبهم على العمل الجماعي واستراتيجية الفريق، وحل المشكلات والمهارات الفردية.
يعد التحدي الكبير الذي يواجهه عبد الوهاب الآن هو تدريب فريق جديد لأن الفريق الفائز لا يمكن أن يشارك أكثر من مرتين في النهائيات الدولية. “سنبدأ في البحث عن طلاب جدد للاستعداد للمشاركة في المسابقة المقبلة”.
الجدير بالذكر أن مسابقة البرمجة الجامعية الدولية توفر لطلاب الجامعات الفرص للتفاعل مع الطلاب من الجامعات الأخرى، وشحذ وإظهار مهارات حل المشكلات، والبرمجة، والعمل الجماعي. كما تعد المسابقة منبراً لرابطة آلات الحوسبة، وللعاملين بمجال البرمجة، والأوساط الأكاديمية لتشجيع وتركيز الانتباه على الجيل القادم من المحترفين في مجال الحاسب الآلي الذين يسعون للتفوق.
تم تنظيم المسابقة للمرة الأولى في جامعة تكساس عام 1970 ثم أصبحت مسابقة متعددة المستويات وعقدت في مؤتمر رابطة آلات الحوسبة لعلوم الحاسب عام 1977. بدأت المسابقة في العالم العربي عام 1998 وتم تنظيمها من قبل الجامعة الأمريكية بالقاهرة عامي 2001 و 2002.”
يشترك في المسابقة طلاب يمثلون مؤسسات التعليم العالي حول العالم حيث يبدأون بالمنافسة محليا، ثم إقليميا، ثم تتأهل الفرق الفائزة إلى النهائيات الدولية.