أن المحاولات التركية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد لا تزال مستمرة، ومع توغل المعارضة المدعومة من تركيا والولايات المتحدة، فى إطار البروتوكول الموقع بينهم لتدريب عناصر للمعارضة السورية، أصدرت اليوم محكمة تركية مذكرة توقيف بحق 4 مدعين عامين وموظف في الجيش ، على خلفية اعتراض شاحنات تحمل أسلحة كانت متوجهة إلى سوريا العام الماضي، بعد أن أحالت السلطات التركية المدعين الأربعة إلى قضايا أخرى، وعلقت عملهم لاحقاً بعدما أصدروا أمرا بتفتيش مجموعة شاحنات وحافلات في محافظتي هاتاي وأضنة الحدودية مع سوريا في يناير عام 2014 بعد الاشتباه بتهريبها لذخائر وأسلحة إلى سوريا.
وأكدت مصادر تركية إلى أن الشاحنات تابعة لوكالة الاستخبارات الوطنية التركية وكانت تحمل أسلحة ومعدات عسكرية إلى جماعات إرهابية في سوريا تقاتل القوات الحكومية السورية، ومنعت الحكومة التركية وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مثل “الفيسبوك” و “تويتر” من نشر وترويج تلك المعلومات، كما وجهت اتهامات إلى المدعين العامين بمحاولة إسقاط الحكومة وتعطيل عملها، وقد يواجه هؤلاء السجن المؤبد في حال إدانتهم.
على الجانب الآخر كشفت صحيفة توداى زمان التركية على أن توافق السعودية وتركيا، على استراتيجية جديدة لمساعدة المعارضة ضد الأسد خطوة جديدة في إطار المحاولات التركية لإبعاد بشار الأسد عن السلطة، وبدء مستقبل جديد لسوريا بدون بشار.
وأكدت الصحيفة التركية في تقرير مطول لها أن التوافق السعودى التركى على الاطاحة ببشار الأسد، مع الدعم المقدم من الولايات المتحدة للمعارضة وتدريبهم في تركيا، يعمل على بدء مرحلة جديدة من تضييق الخناق على قوات بشار الأسد، واضعاف قواته، ومحاولة الاطاحة به بعد ان تكبدت قوات النظام السوري لخسائر عديدة خلال الأيام الماضية، وهو ما اعترف به الأسد منذ يومان.
الجريدة التركية أكدت على أن كل من السعودية وتركيا كانت لديهم خلافات في وجهات النظر للتعامل مع الأسد، ولكن في ظل التردد الأمريكي، وعدم أتخاذ خطوات فعالة نحو الاطاحة بالأسد، نتج هذا التوافق وتوصلت الدولتان إلى استراتيجية جريئة لتسريع وتيرة انهاء مرحلة الأسد.
وأعتبرت الصحيفة أن تردد الولايات المتحدة في الاطاحة بالأسد خوفاً من بروز نظام إسلامي راديكالي أكثر خطورة في مكان الأسد، وتركز الولايات المتحدة على الاطاحة بتنظيم داعش في إطار التحالف الدولى على أن تنظر فيما بعد لنظام الأسد، كما أن اهتمام الولايات المتحدة بفتح حوار مع ايران بشأن الملف النووى وتجاهل الحديث عن الاطاحة بالأسد، عمل على نشأة التقارب السعودي التركى، والتوصل إلى قيادة مركزية في شمال سوريا وخاصة محافظة أدلب، سيتم من خلالها تنفيذ العمليات والخطط التى سيتم الاتفاق عليها.
يذكر أن الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة في مارس الماضي على تدريب المعارضة السورية المعتدلة وجد مزيد من العراقيل للتنفيذ، وتأجل أكثر من مرة مرحلة البدء في تدريب العناصر المسلحة نتيجة اختلاف المواقف الأمريكية والتركية، حيث أعطت الولايات المتحدة أولوية لقتال تنظيم داعش، بينما اصرت تركيا على قتال عناصر النظام السوري وتنظيم داعش معا، وهو ما عمل على دخول الاتفاق حيز التنفيذ لأسابيع عديدة.