اختتمت أعمال منتدى الدوحة الخ عشر ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط والذي استمر 3 أيام بمشاركة أكثر من 100 دولة استمرت مناقشاتهم ما يزيد على 27 ساعة عمل تناولوا خلالها موضوعات الربيع العربي وآفاق التحول الديمقراطي وقضايا الأمن الاجتماعي والاستقرار الإقليمي والدولي وقضايا التنمية الإنسانية وأمن الإنسان والاقتصاد والطاقة والإعلام وحقوق الإنسان بالإضافة إلى التحديات والأزمات الإقليمية مثل تدخل القوى الإقليمية في شؤون الدول وأيضا الإرهاب والهجرة الذي يجب التعامل معها بجدية والتصدي لها بالحوار والوسائل السلمية.
كما تطرق المتحدثون إلى مسائل مهمة مثل أهمية الاستقرار والتنمية في شرق إفريقيا والأمن والعدالة والمساواة ومكافحة الإرهاب في العراق والاستقرار الحقيقي المطلوب والذي تأمل الشعوب في الحصول عليه من خلال المنظمات الدولية والمجتمع الدولي ومجلس الأمن.
وفي كلمته بالجلسة الختامية للمنتدى أوضح محمد بن عبدالله الرميحي مساعد وزير الخارجية للشؤون الخارجية القطري أن منتدى الدوحة تناول على مدى ثلاثة أيام بالبحث ومن خلال النقاش الحر والشفاف المحاور المدرجة على جدول الأعمال.
وأضاف أن المنتدى قدم نظرة شاملة للقضايا الساخنة المتعلقة بالديمقراطية والتنمية والتجارة في الشرق الأوسط والدول العربية والعالم منوها بأنه من خلال النقاشات فقد توصل الجميع إلى رؤى مشتركة حول مسائل مصيرية تتصل بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والاستراتيجية في المنطقة التي تعيش حالة من عدم الاستقرار بسبب العجز الواضح للمجتمع الدولي.
بدوره قال البروفيسور ستيفن سبيجل مدير مركز تنمية الشرق الاوسط – جامعة كاليفورنيا – لوس انجلوس رئيس الجلسة الختامية ان المشاركين في منتدى الدوحة قضوا 27 ساعة من المناقشات حول عديد القضايا والتحديات التي تواجه منطقة الشرق الاوسط لافتا إلى قناعتهم بان الولايات المتحدة بدأت تنسحب من المنطقة في نفس الوقت الذي تزداد فيه شكوك سكان المنطقة حول التدخل الغربي بها.
وأشار سبيجل إلى اتفاق المشاركين على ان الصراعات التي تشهدها المنطقة في العراق واليمن وسوريا ليست طائفية أو مذهبية ولكنها صراعات لتحقيق طموحات جيوسياسية وأكدوا أن الدول ذات التعددية الطائفية لم تكن تشهد أي صراعات من هذا النوع حتى جاء المحتل أو الحكومات الفاسدة وصعدت طائفة على حساب أخرى فظهرت المذهبية والطائفية والدليل على ذلك بمجرد تعرض العراق للغزو الامريكي تحول الى صراع طائفي وحين أحس الأسد بالخطر في سوريا حول الصراع إلى طائفي.
ولفت الى تناول المشاركين في منتدى الدوحة ثورة الغاز الصخري وبدائل الطاقة في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وانها قللت من اعتماد الغرب على الشرق الاوسط وان التحول التجاري باتجاه الشرق ربما يصرف الاهتمام أكثر عن الشرق الاوسط.
وتابع: على الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي دعم دعوات الاصلاح في المنطقة لأن أمن الشرق الاوسط يؤثر على أمن الغرب كما حث المشاركون الغرب على اتباع استراتيحية اكثر وضوحا ودعما لحقوق الانسان والاصلاحات السياسية ودعم هذه الاصلاحات بالموارد اللازمة.
وأضاف، هناك كثير من المؤشرات على افتقار امريكا لسياسة واضحة في المنطقة كما رأى المشاركون ان المحاولات الامريكية لإبرام اتفاق مع ايران لا تستجيب لبواعث القلق بالمنطقة ولا تتعامل مع تدخلات ايران في اليمن وسوريا.مؤكدا أن مشكلات المنطقة لن يتم حلها الا عبر دول الاقليم ومن خلال الحوار والتفاهم المتبادل وليس الحروب.
من جانبه اشار البروفيسور جين بلوك رئيس جامعة كاليفورنيا بلوس انجلوس في كلمته إلى تركيز المنتدى على قضايا مهمة تسعى الى استشراف المستقبل الاقتصادي للمنطقة مؤكدا أن المنتدى وفر منبرا لالتقاء جميع المهتمين بمستقبل المنطقة وأصبح يحظى بسمعة دولية كبيرة.
وأضاف، أن الموضوعات التي تم تناولها، ناقشت قضايا تاريخية استمرت في المنطقة لعقود ولكنها تصدت لقضايا وتحديات ما بعد الربيع العربي والتي تصدرت واجهة الاحداث بما فيها البطالة والفجوة بين الجنسين والرعاية الصحية ودور الديمقراطية والشباب.
وأشار بلوك الى انه خلال فترة التغيير كان هناك ثابت واحد حيث قدم مركز تنمية الشرق الاوسط منبرا وآلية حوار بين كافة القطاعات الاكاديمية والحكومية والاقتصادية والدبلوماسية وفى العام الماضي قدم المركز جائزة الدوحة للابتكار الاقتصادي خلال المنتدى وفاز بها خمس شباب من رواد الاعمال لمشروعاتهم في تحفيز الاستثمار في المشروعات الصغيرة والمتوسطة وهذا العام أكثر من 500 مشارك يمثلون أكثر من 100 دولة قضوا على مدار 3 ايام في مناقشة قضايا وتحديات اقتصادية ملحة تواجهها المنطقة كما ناقشت قضايا امنية وسياسية ينبغي التصدي لها ومناقشتها على هذا المستوى.