قداسة البابا: أرجو ألا تلتفتوا لما يشاع على المواقع الإليكترونية عن الكنيسة
في حفل ليتورجي كنسي مهيب بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية ، رأسه قداسة البابا تواضروس الثاني وبمشاركة اكثر من خمس وستون من الآباء المطارنة و الأساقفة وعدد كبير من الكهنة والرهبان، جرى طقس سيامة ستة من الرهبان الى رتبة الأسقفية ، وتجليس نيافة الأنبا يوأنس على كرسي أسيوط ونيافة الأنبا لوقا على كرسي جنوب فرنسا وسويسرا .
بدأ طقس السيامة بموكب دخول الرهبان الستة يحيط بهم الآباء المطارنة والأساقفة ، ثم ألقى قداسة البابا كلمة أعلن فيها عن سيامة الأساقفة الستة كأساقفة عموميين وفقا للائحة المجمع المقدس بالإضافة إلى تجليس نيافة الأنبا يوأنس علي كرسي إيبارشية أسيوط ونيافة الأنبا لوقا على كرسي جنوب فرنسا .
من جانبه ، قال قداسة البابا – فى كلمته خلال قداس السيامة – “إن الأسقف رئيس وسيد ومسئول ولكن عند الأرجل، وهذه هي المسيحية وهذه هي الكنيسة ” .
وأضاف “أن هذا اليوم – الأحد الذي يسبق أحد العنصرة- تسميه الكنيسة أحد الفرح وهو يتوسط عيدي الصعود والعنصرة ( إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي، اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً) (انجيل القداس)، وهذه دعوة ربنا يسوع المسيح “الفرح” ، يزداد الفرح بسيامة الآباء الأحبار الأجلاء”.
وتابع قداسته “نفرح بتجليس نيافة الأنبا يؤانس في أسيوط وهو محبوب بين الآباء الأساقفة ويخدم بدير العذراء درنكة وسيخدم الايبارشية كما خدمها سابقا المتنيح نيافة انبا ميخائيل وكان مشرفا عليها لمده ستة شهور، وهي ايبارشية لها احتياجات كثيرة وأمامه عمل كبير في مناطق كثيرة ساحل سليم البداري ودير العذراء درنكة وتأسيس دير القديس هرمينا و العمل الذي تقوم به الأخوات المكرسات في مناطق كثيرة”.
وأضاف قداسته ” نيافة الأنبا لوقا- أسقف لجنوب فرنسا- وهي أول اسقفية قبطية للأقباط المصريين تتأسس في جنوب فرنسا ويخدم كنائسنا في جنيف القطاع الفرنسي في سويسرا وبها عدد كبير من الطلبة يدرسون في جامعات فرنسا ونثق في أن لديه المقدرة علي هذه الخدمة وتوفير الرعاية لكل فرد فيها”.
كما تحدث البابا عن كل من نيافة الأنبا بقطر في خدمة الوادي الجديد والواحات ،قائلا “نحن نعلم أن جهود الدولة تمتد لهذه المناطق ونسمع عن المشروع الذي تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي عن استصلاح الأراضي هناك ، وهذه المحافظة هي المحافظة الوحيدة التي لم يكن لنا بها أسقف مقيم بها ولكن رعاها نيافة الأنبا لوكاس لسنوات وإهتم بها”.
وتحدث أيضا عن نيافة الأنبا يواقيم في مناطق اسنا وأرمنت وهي مناطق بها قري ومدن كثيرة و أديرة وهذه المناطق تحتاج لعناية ورعاية متكاملة، كما أن نيافة الأنبا إيلاريون “سيخدم معنا هنا في القاهرة في أحياء تحتاج لخدمة كثيرة وهي مناطق بها كثيفة السكان مناطق الهجانة و ألماظة وجزء من مدينة نصر ، في كنيسة الشهيد مارمينا.”
وقال قداسة البابا “أيضا نيافة الأنبا إكليمنضس سيخدم في مناطق شرق كندا وهي منطقة واسعة وبها رعية قبطية كبيرة وقد تم تجليس نيافة الأنبا مينا منذ عامين في مناطق غرب كندا وهي مناطق تحتاج إلى كثير من الجهد لخدمتها ، وشرق كندا أيضا يحتاج إلى تدبير فوقع اختيارنا على نيافة الأنبا إكليمنضس الذي خدم في فرنسا سنوات طويلة مما يؤهله للخدمة في شرق كندا حيث أنهم ايضا يتحدثون الفرنسية ، ونيافة الأنبا مارك سيخدم مناطق شمال فرنسا باريس وضواحيها ، وقد خدم هناك في البداية أبونا جرجس وهو كان يمثل تواجد الأقباط هناك ، والخدمة هناك تحتاج لتنظيم وتنسيق شديد وربما تصير فيما بعد ايبارشية مستقلة”.
وقال البابا “نيافة الأنبا هرمينا سيخدم مناطق عين شمس و المطرية وكان يخدم هذه المناطق سابقا نيافة الأنبا تيموثاوس وخدم بها خدمة ناجحة وأرجو أن تكون خدمته هو أيضا ناجحة.
وأختتم البابا كلمته هؤلاء الآباء نفرح بسيامتهم لأن هذه السيامة لها معاني كثيرة في مسيرة الكنيسة القبطية موجها كلامه لهم قائلا ” أن دعوة الأسقفية ليست دعوة عادية فهي مثلثة الجوانب أولها فيض الحب بروح الأبوة ثانيا تقديم الخدمة بروح الشمول والأمر الثالث هو تعب بروح الإتضاع”.
ووضح البابا الثلاث نقاط قائلا “أن فيض الحب بروح الأبوة عندما تدعو الكنيسة أحد للأسقفية تدعوه ليفيض بالحب بروح الأبوة ، فالأسقفية ليست رئاسة أو سلطة أو مجرد إدارة بل هي فيض الحب بروح الأبوة أي يصير أب للكهنة ، الخدام ، الشعب ..فهو يستلم الحب الأبوي من ربنا يسوع المسيح ويسلمه لكل أحد ونجاحه يتضح عندما نسأل الشعب عنه فيقول عنه أنه أب ، ودعوة الأسقفية ليس لها معاني سوي فيض الحب لكل أحد فنحن لا ننظر لسنين عمره وإنما لروح الأبوة التي ننظرها فيه في قراره في خدمته في افتقاده في معاملاته ، لذلك تكون طلبته صباحا ومساء( أعطني يارب هذه الروح لتظهر في حياتي)”.
وقال عن تقديم الخدمة بروح الشمول” الأسقف مسؤل عن كل أحد ، وكل نفس ، في كل مكان .. والخدمة تكون في كل ربوع الإيبارشية فهو يوفر الرعاية الروحية لكل شخص ، فالكنيسة عندما وجدت أن لها ابناء كثيرين في مناطق متفرقة أوجدت خدمة المذبح المتنقل لكل أحد في كل مكان”.
وأشار قداسته الى أن ” كلمة أسقف تعني (ناظر من فوق) وكلما ارتفع الإنسان إلى فوق يستطيع أن يري أوسع ، يري احتياجات الخدمة التعليمية والطقسية وكل مايلزم الخدمة ، ويعمل كل شئ بالتساوي ، يعمل في كل الأماكن مع كل الفئات ، فهو مثل (المايسترو) مسئول عن تنسيق الخدمات باختلاف نوعياتها لتعمل بشكل متناغم ، وحين تصلي الرعية عنه بحرارة لله لكي يعطيه نعمة يستطيع حينئذ أن يرعى شعبه ويشبعه ويرويه” ، أما تعب الأسقف بروح الاتضاع فقال ” الأسقفية دعوة إلى التعب بروح الاتضاع فكما قلت أمس فإن مفهوم الترقية في المعنى المسيحي والأرثوذكسي ليس هو الارتفاع إلى فوق وإنما النزول عند الأقدام ، ليكون الأب الأسقف مثالا للتعب و المجهود ، من أجلك (نمات كل النهار) ، هذه هي وصية الانجيل، فالأسقف طلب أن يكرس نفسه فهو ليس من هذا العالم ، فهي دعوة للتعب و المجهود ، وبولس الرسول يقول (لأعرفه وقوة قيامته وشركه آلامه ) ، شركة آلام ، فالخدمة بها آلام متعددة و كثيرة وهذا هو الصليب الذي يحمله فيقدم مزيد من التعب والجهد ولكن بروح الاتضاع، فهو ليس سيدا ، فأمام الله لا يوجد سيد ..! .. وترتيبات الكنيسة تؤكد هذا ، فوجود كاهن وأسقف فأنما هو لتكميل الخدمة ، تكميل القديسين ، التعب ، الدموع ، الصلوات ، المجهود ، القلب الحار … هذه هي صور التعب. وروح الاتضاع تحفظه من أي ذات أو كبرياء فهو رئيس وسيد ومسؤل ولكن عند الأرجل وهذه هي المسيحية وهذه هي الكنيسة ..!!، فهي معادلة صعبة ، يعمل من أجل مجد المسيح ونعمة المسيح هي التي تعمل وتصنع كل شئ وتستخدم ضعفنا ، وكل هذا بروح الاتضاع وهي التي تحفظ خدمته ومكانته بغير اعوجاج”.
وقال البابا “نصلي من أجلهم ومن أجل كل الرعاة وأنا أعلم أن الجميع يتعبون في الخدمة ، والمسيح يبارك في كنيستنا ، وكل الإيبارشيات داخل مصر وخارجها”.
وأختتم قداسته كلمته قائلا “أرجو ألا تلتفتوا لما يشاع على المواقع الإليكترونية عن الكنيسة ، فالكنيسة مسنودة بعمل الروح القدس وآباؤها يحيون معا في وحدانية القلب بالمحبة التي تفيض من قلوبهم ، نصلي أن يبارك الله عمله وأن يبعد عن الكنيسة أولئك الذين يستخدمهم عدو الخير لإعاقة عمل الخدمة”.
وبعد كلمة البابا بدأ الآباء أعضاء المجمع المقدس في تلاوة صلوات السيامة ثم جاءت اللحظة المرتقبة حيث وضع قداسة البابا تواضروس اليد الرسولية على رأس كل من الرهبان الستة مناديا إياهم بالاسم الجديد باسم الثالوث القدوس وهم:
– الراهب القمص بيشوي المحرقي أسقفا عاما لإيبارشية الوادي الجديد باسم الأنبا بقطر.
– الراهب القمص باخوم الباخومي أسقفا عاما لإسنا وأرمنت باسم الأنبا يواقيم.
– الراهب القمص إيلاريون آفا مينا أسقفا عاما لمنطقة عزبة الهجانة وألماظة وزهراء مدينة نصر باسم الأنبا ايلاريون
– الراهب القمص أكليمنضس آفا مينا أسقفا عاما لشرق كندا باسم الأنبا أكليمنضس.
– الراهب القمص أبوللو الأنبا بيشوي أسقفا عاما لباريس بفرنسا باسم الأنبا مارك.
– الراهب القمص هرمينا البراموسي أسقفا عاما لعين شمس والمطرية باسم الأنبا هرمينا
وتجليس نيافة الأنبا يوأنس على كرسي أسيوط ونيافة الأنبا لوقا على كرسي جنوب فرنسا وسويسرا (وهي إيبارشية جديدة تضاف لإيبارشيات اوروبا).