قال البابا فرنسيس إن “الهوية الفرنسيسكانية ترتكز على الصغر والأخوة”، وذلك خلال لقاءه أمس الثلاثاء المشاركين في المجمع العام لرهبنة الإخوة الأصاغر (الفرنسيسكان)، بحضور الأب مايكل بيري الذي انتخب مؤخراً رئيساً عاماً للرهبانية الفرنسيسيكانية.
وقال البابا خلال اللقاء “لقد سمحتم، بشكل خاص خلال أيام التأمل والصلاة هذه، لعنصرين أساسيَّين في هويتكم أن يقودانكم وهما الصغر والأخوّة. فالصغر يدعونا لنكون ونشعر بأننا صغار أمام الله، وللاتكال على رحمته بالكامل”. وتابع “إن الصغر يعني أيضًا الخروج من الذات ومن مخططاتنا ورؤانا الشخصيّة، يعني الذهاب أبعد من الهيكليات والعادات والضمانات لتقدّم شهادة قرب ملموسة من الفقراء والمعوزين والمهمّشين في موقف حقيقيّ للمشاركة والخدمة”.
وأضاف “إن بعد الأخوة ينتمي بطريقة جوهريّة إلى الشهادة الإنجيليّة. ففي بدايات الكنيسة كان المسيحيون يعيشون الشركة الأخوية لدرجة أنهم شكّلوا علامة رائعة وجذّابة للوحدة والمحبة. فكان الناس يتفاجأون من رؤية المسيحيين متحدين هكذا في المحبة ومستعدين للعطاء والمغفرة المتبادلة ومتضامنين في الرحمة والمحبة والعضد المتبادل، يتقاسمون بقلب واحد الأفراح والآلام وخبرات الحياة. وجماعتكم الرهبانية مدعوة بدورها أيضاً للتعبير عن هذه الأخوة الملموسة لكي يرى العالم ويؤمن ويعترف بأن محبّة المسيح تشفي الجراح وتوحّد”.
ودعا البابا الرهبان الفرنسيسكان إلى “الخروج والانطلاق”، وقال “انطلقوا اليوم تدفعكم محبّة المسيح كما يدعوكم القديس فرنسيس في القانون المثبّت”، مؤكداً أن “الروح القدس هو محرّك الحياة الرهبانيّة. وكلما أفسحنا له المجال يصبح بإمكانه أن يحرك علاقاتنا ورسالتنا في الكنيسة والعالم. وعندما يعيش الأشخاص المكرسون ويسمحون للروح القدس بأن ينيرهم ويرشدهم يكتشفون في هذا المنظار الفائق الطبيعة سرّ أخوّتهم والإلهام لخدمتهم والقوّة لحضورهم النبوي في الكنيسة”.