أنهى الوفد الروسي الذى يزور مصر منذ يومين و المصاحب لمجلس الأعمال المصرى الروسى لقاءته الرسمية ، حيث تم بحث فرص الاستثمار المشتركة بين البلدين ، ووقع الجانبان ٥ اتفاقيات الأولى بين الوكالة الروسية لتنمية الصادرات والشركة المصرية لضمان الصادرات المصرية، والثانية فى صناعة الأثاث بين شركة هاى بوينت فيرنتشروشركة أثاث روسية، والثالثة بين مجلس الأعمال الروسى وهيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والرابعة بين مركز تحديث الصناعة المصرى ومجلس تنمية الصناعة الروسى والأخيرة اتفاقية بين شركتين استشاريتين للدراسات، بالإضافة الى أنه تم الاتفاق النهائى على بدء عمل مجموعة افلافاز الروسية العملاقة للسيارات والشاحنات فى مصر لتجميع وتصنيع منتجاتها فى مصر. إذ ضم الوفد أكثر من ١٢٠ شركة روسية برئاسة ” دينيس مانتورف ” وزير الصناعة حيث التقى وفد رجال الأعمال وممثلى منظمات التجارة والصناعة الروسية بعدد كبير من المجموعة الوزارية المصرية برئاسة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ، إلى جانب اللقاءات التى جمعتهم بنظائرهم من قطاع الأعمال الخاص المصرى .
ومن ثمار هذه اللقاءات اتفقت روسيا ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة على إنشاء صندوق مشترك للاستثمارات المباشرة لتمويل مشاريع طويلة الأجل في مصر للاستثمار في مشاريع الصناعة والزراعة ، وقال وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف”مهمتنا الرئيسية كممثلين للدولة هو تأمين شروط مواتية لقطاع الأعمال للعمل في هذه المشاريع ، وأضاف: تم إنشاء الصندوق بمشاركة صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي وعدد من المؤسسات المالية العربية في الإمارات ومصر، وسيكون هذا الصندوق دعامة مالية لعدد كبير من المشاريع وبالأخص في مجال الصناعة والزراعة .
كما جرى توقيع 5 اتفاقيات ثنائية بين روسيا ومصر في مجالات التصدير والأثاث والأعمال والتصنيع وصناعة السيارات، وذلك في إطار اجتماع مجلس الأعمال المصري – الروسي المنعقد في القاهرة واستطرد : اننا مع مصر شركاء اقتصاديون والوقت الذى اختفينا فيه من السوق المصرى فى التسعينيات كنا تعانى من موقف صعب بسبب انهيار الاتحاد السوفيتي ، ولكننا نعزز عودتنا للسوق المصرى بعدد من المجالات فى الصيدلة والنقل والسيارات والصناعات الزراعية وغيرها ، بحضور ٢٠٠ شركة روسية . كما أعرب مانتوروف عن اهتمام موسكو بالسوق المصرية ورغبتها بتعزيز الاستثمارات في مشروعات البنية التحتية في مصر، مؤكداً إستعداد روسيا نقل الخبرات في مجالات السكك الحديدية والبنية الأساسية والموانئ وصناعة السفن .
إرادة قوية لتطوير العلاقات بين الدولتين
وشدد رئيس مجلس الوزراء المهندس ابراهيم محلب على أن مصر لن تنسى المواقف التاريخية لروسيا ودعمها المتواصل لمصر في تحقيق التنمية، مشيرًا إلى أن بناء السد العالي والذي تعاونت فيه روسيا معنا كان رمزًا للصداقة الوطيدة ونموذجا للتغلب على الصعاب والتحديات. منوهاً أن هناك إرادة قوية لتطوير العلاقات بين الدولتين، كما أن التوقيت الآن مناسب والفرص كبيرة والأبواب مفتوحة لتكثيف التعاون في شتى المجالات والتغلب على أية مصاعب. مشيرًا إلى أن الصندوق سيوفر فرصا استثمارية حقيقية، ومؤكدًا أن الحكومة تعمل جاهدة لنسف البيروقراطية، والقضاء على الفساد، وجذب الاستثمارات الأجنبية، منوها إلى الاتفاقات التي تم التوقيع عليها خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي والاستثمارات التي دخلت حيز النفاذ بالفعل.
صندوق سيادي للاستثمارات الروسية المباشرة
بينما أشاد منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة، بالحضور القوي في الحوار، مشيرًا إلى انه بمثابة رسالة تأكيد على الإرادة الواضحة للنهوض بالعلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر وروسيا، مؤكدا أن الجانب الروسي لديه العديد من الأفكار الايجابية لتعزيز التعاون مع مصر، كما أن هناك ترحيبا من الجانب الروسي بالمقترحات المصرية في هذا الشأن وبخاصة في مجالات التعاون الصناعي، والبترول، والبحث العلمي، والطاقة، والنقل والمواصلات. منوهاً أن الجانب الروسي طرح مقترحًا لإنشاء صندوق سيادي للاستثمارات الروسية المباشرة في قطاعي الصناعة والزراعة وغيرهما، وموضحًا أنه سيتم التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء هذا الصندوق والذي سيتم التعاون فيه مع البنوك الرئيسية بمصر. كما أعرب عن سعادته بالتواجد في مصر التي ارتبطت مع روسيا لعقود بعلاقات من الصداقة والمصالح المشتركة، مؤكدا عزم بلاده لاستعادة التعاون الاستراتيجي مع مصر وتنفيذ المشروعات المشتركة التي تخدم مصالح البلدين، مشددا على أن الوقت قد حان لتحقيق نقلة نوعية في علاقات الدولتين والقفز بمعدلات التبادل التجاري والتي ارتفعت إلى 5.5 مليار دولار خلال عام 2014 نتيجة زيادة صادرات مصر الزراعية إلى روسيا.
سوق مصر قوامه 90 مليون مواطن
من جانبه أعلن الدكتور خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية أن العائد علي الاستثمار في مصر هو الأعلي بين دول العالم خاصة بعد أن أصبحت مصر تتحرك بقوة نحو تغير فلسفة التوجهات الاقتصادية ووضع المكون المكاني في خطط التخطيط وإقامة مشروعات قومية وقيمة مضافة للصناعات للإستفادة من موقعها الإستراتيجي كمحور عالمي ومنها مشروع قناة السويس الجديدة ومشروعي المركز اللوجستي للحبوب والغلال والسلع الغذائية الذي سيقام في محافظة دمياط ومدينة التجارة والتسوق التي ستقام بالقرب من محور قناة السويس وتتولاهما وزارة التموين والتجارة الداخلية ومشروعات النقل والطاقة وغيرها من المشروعات . وقال خلال إفتتاح المنتدي الاقتصادي الذي عقده مجلس الأعمال الروسي المصري تحت عنوان “الحوار التجاري الصناعي بين روسيا – مصر” وذلك بحضور دينيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة بروسيا الإتحادية والمهندس هاني ضاحي وزير النقل وأحمد الوكيل رئيس الإتحاد العام للغرف التجارية ورؤساء أكبر الشركات والمنظمات والمصانع والمؤسسات الإنتاجية الروسية ورجال الاعمال المصريين أن مصر لم تستغل 90% من مساحتها ولديها طاقتها العاملة وخاصة الشباب التي تجعل تكلفة الانتاج هي الأدني وهي فرص أمام كافة المستثمرين مشيراً إلي أن بها سوق كبير هو 90 مليون مواطن بالاضافة الي إتفاقيات الكوميسا وغيرها من الاتفاقيات التجارية وقربها من دول الإتحاد الأوروبي والخليج تجعلها سوقا لحوالي مليار و600 مليون نسمة .
وأضاف أن هناك مشاعر طيبة بين الشعبين المصري والروسي وأيضا علي مستوي القيادة السياسية مؤكداً أن العلاقات المصرية الروسية تتطلب إقامة تحالف الإستراتيجي أكثر من تبادل تجارب أو إستثمارات محددة بشرط تؤسس علي إستفادة من المزايا التنافسية بين الدولتين .
تنمية 6 مواني بمنطقة القناة
بينما أكد المهندس هاني ضاحي وزير النقل إستهداف الحكومة المصرية طرح عدد من المشروعات المتصلة بتنمية محور قناة السويس على عدد من المستثمرين عقب الإفتتاح الرسمي لمشروع إزدواج الممر الملاحي بالقناة بحلول أغسطس المقبل وأن الحكومة إنتهت من إعداد كافة المخططات والدراسات الخاصة بتلك المشروعات المستهدف طرحها ، مؤكداً أن أبرز تلك المشروعات تتمثل في تنمية 6 مواني بمنطقة القناة بالإضافة إلى مشروعات خاصة بتطوير مواني ملاحية اخرى تتنظر تفعيلها بدعم مزيد من أوجه التعاون مع متخصصين في ذلك المجال ، مشيراً إلي أن مصر تتطلع إلى ترجمة الدعم السياسي من قبل بعض الدول الداعمة لمراحل خارطة الطريق بمصر وتحويلها الى دعم اقتصادي خلال المرحلة المقبلة وأن مصر تتمتع خلال المرحلة الحالية بالعديد من الفرص الاستثمارية في عدد من المجالات .
منوهاً إلى إقامة مشروعات مشتركة في عدة مجالات وهي تمويل المشروعات الاستثمارية وتكنولوجيا الإبتكار في صناعة السفن وهندسة الماكينات وصناعة الآلات للزراعة وهندسة الماكينات للنقل وإمكانيات التعاون الروسي المصري في مجال الطب والصيدلة وتكنولوجيا الإبتكار في صناعة الطائرات والخبرة الروسية في مجال الهندسة وتكنولوجيا الإبتكار في مجال الغاز والبترول .