واصل المسلحون الحوثيون لليوم الثالث على التوالي خروقاتهم للهدنة الإنسانية التي اقترحتها السعودية لمدة خمسة أيام. وذكرت مصادر سياسية وحقوقية يمنية أن المسلحين الحوثيين واصلوا عملياتهم العسكرية في قصف أحياء سكنية في عدد من المحافظات التي تشهد مواجهات مسلحة, كما حاولوا التقدم والسيطرة على مواقع ومناطق جديدة.
وقالت المصادر ” إن محافظة تعز جنوبي العاصمة صنعاء شهدت معارك عنيفة بين لجان المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والمسلحين الحوثيين بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة, بعد أن حاول المسلحون الحوثيون التوغل مجددا إلى مناطق وسط المدينة التي تسيطر عليها لجان المقاومة الشعبية”..
مضيفة أن الاشتباكات التي تركزت في مناطق ” جبل صبر ” المطل على المدينة و” حوض الإشراف ” و” الأشبط ” أسفرت عن مقتل 12 مسلحا حوثيا وأحد عناصر المقاومة، وكذا إصابة ستة حوثيين وخمسة من عناصر المقاومة.
وأكدت أن المسلحين الحوثيين أقدموا مجددا على قصف عدد من الأحياء السكنية وسط المدينة بالمدفعية الثقيلة والدبابات, حيث سقط عدد من القذائف على مستشفى الثورة الحكومي وحي ” حوض الإشراف ” ومنطقة “جبل صبر”, وأدى ذلك إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين واحتراق عدد من المنازل، كما شهدت محافظة الضالع جنوبي اليمن بحسب المصادر مواجهات عنيفة بين لجان المقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي والمسلحين الحوثيين باستخدام مختلف أنواع الأسلحة المتوسط والثقيلة.
وقالت المصادر إن المواجهات اندلعت على خلفية قيام المسلحين الحوثيين بتحركات صامتة على الأرض بغرض السيطرة على مناطق جديدة , وكذا استقدام تعزيزات لهم من محافظة إب المجاورة.
وأكدت أن المسلحين الحوثيين قصفوا بالمدفعية الثقيلة عددا من الأحياء وسط المحافظة, ولم يعرف إن كان قد سقط ضحايا جراء ذلك أم لا.
ولفتت المصادر إلى أن الهدنة تعد مخروقة في محافظات تعز والضالع وعدن وأبين بفعل تحركات المسلحين الحوثيين في هذه المحافظات وإقدامها على شن هجمات على مواقع لجان المقاومة الشعبية والقيام بتحركات عسكرية صامتة.
وكان قد بدأ مساء الثلاثاء الماضي سريان الهدنة لمدة خمسة أيام، بعد نحو خمسين يوما من المواجهات بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي والمسلحين الحوثيين في عدة محافظات يمنية، بالإضافة إلى القصف الجوي الذي تشنه طائرات التحالف منذ السادس والعشرين من شهر مارس الماضي.
وتعيش المحافظات اليمنية التي تشهد قتالا عنيفا منذ نحو شهرين، أوضاعا إنسانية صعبة بسبب الحصار الذي فرضه المسلحون الحوثيون، والذي تسبب في غياب الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والصحة، وانعدام المواد الغذائية الأساسية، حيث يأمل سكان تلك المحافظات بأن تساعدهم الهدنة الإنسانية على تجاوز الأوضاع المأساوية التي يعيشونها.