فقدت الصحافة الوطنية برحيل الأستاذ أنطون سيدهم علماً من أعلامها فقد كان مثالاً للوطنية والشجاعة والجرأة، ولقد كان التزام الكاتب الراحل بالأمور الوطنية بارز في خط جريدة وطنى وحافظاً عليها منبراً وطنياً خالصاً، وكانت كتاباته تعبر عن هذا الالتزام الوطنى من خلال الحملات المتتالية التي كانت تشمل كل اتجاهات هذا الخط من ديمقراطية ومواطنة وتعليم.. الخ وفيما كان يكتب فى هذه الأمور كان يكتب بكل صراحة وبكل جرأة وبمناشدة واضحة دون التفاف حول الموضوع ولكن بكل عفة ونزاهة ودون تجريح فى واحد مما اكسب مقالاته شعبية كبيرة بين قراء هذه الجريدة الغراء…
ولم يكن خط هذه الجريدة فى المسائل القبطية سوى دوراً رائداً مكملاً لرسالة الكنيسة مسانداً لها ولم تسخر يوماً ما ضد الكنيسة بل كانت سنداً قوياً من خلال مقالات الراحل الكريم فى عرض بعض الهموم التى كان يقابلها الناس بنفس الشجاعة والنزاهة فى وقت عز على كثيرين أن يكونوا كذلك حين تلون الكثيرون بألوان متعددة وكان هو ثابتاً فى كتابته جريئاً فى أسلوبه شجاعاً فى عرضها.. إن كان يعز علينا انتقال الراحل العملاق فى النزاهة والأسلوب والشجاعة لا يسعنا إلا أن نقدم عزاءنا لأسرته الكريمة وأسرته الصحفية بجريدة وطنى.