منذ 77 عاماً نشرت مجلة “الصخرة” وهى من أشهر الصحف الارثوذكسية انذاك معلومات نادرة عن تاريخ الجلجثة حيث ذكرت أن لفظة الجلجثة لفظة آرمية سريانية ومعناها مكان الجمجمة وزعم المسيحيون الأولون أنها سميت بذلك بناءً على تقاليد اليهود القديمة وأن هذا الاسم أطلق عليها من جمجمة ادم الانسان الاول وانها دفنت فيها، حيث إن اليهود لديهم تقليد عام يفيد بأن نوح لما دخل الفلك أخذ معه عظام ابينا أدم وقسمها بعد الطوفان على أولاده الثلاثة فحصل أبنه سام وذلك لأنه البكر على الجمجمة ودفنها فى هذا المكان لذا دعى بـ جمجمة وزاد على هذا التأكيد أن اليهود عندما أستتب لهم الحكم فى مدينة أورشليم أكتشفوا جمجمة بشرية جميلة شكلاً وهيئة فنسبوها لأبينا أدم..
أما العالمfritzsch فرتزشه وغيره من المفسرين فيرون أن هذا المكان دعى جلجثة من جماجم اقتلى التى طرحت فيه … أما القديس كيرلس الأورشليمى وتبعه الكثير من المفسرين مثل بليك يرون أن المكان أشبه بجمجمة البشر وهذا الرأى ضعيف لأنه لو كان كذلك لدعى جمجمة واحدة وليس بالجمع، وقيل أيضا أن لوقا الأنجيلي عندما أستخدم لفظة جمجمة دون الجمع فكان قصده هو مراعاة القراء اليونان الذين وجه لهم إنجيله لأن الكلمة فى الأصل اليونانى تأتى بـ “جمجمة”
أما عن تاريخ القبر المقدس فيرجع إكتشافه للملكة هيلانة التى ذهبت إلى أورشليم وهدمت الأصنام وأزالت الأتربة والحجارة عن مكان الجلجلثة والقبر المقدس، فوجدت تحت الأتربة ثلاثة صلبان والخشبة التى كتب عليها بيلاطس ووضعها فوق الصليب، وبقي السؤال أيهما صليب المخلص؟ وصلي الأب مكاريوس أسقف أورشليم من أجل هذا الأمر فأعطاه الرب أية وهو أن امرأة فى تلك النواحى كانت مريضة مقبلة على الموت فوضع الاب مكاريوس الصليب الاول والثانى فلم يحدث لها شئ بقيت كما هى على سريرها وعند وضع الصليب الثالث انتعشت وقامت من مرضها فمجد الكل الرب يسوع ويذكر أن هناك حادثا آخر للصليب إذ وضع على جثة ميت فأعاد إليها الحياة وحفظت الملكة هيلانة جزءا من الصليب فى صندوق من فضة وتركته فى عهدة أسقف أورشليم وأرسلت الجزء الآخر إلى أبنها قسطنطين وكتب حينها الملك قسطنطين إلى الأسقف مكاريوس ما يلى : “أنى ملزما أن أبذل قصار عنايتى فى إجلال المحل المقدس الذى جرى منه ينبوع خلاصنا فيجدر بمحبتكم أن تبذلوا كل ما فى وسعكم لإعداد كل ما يقتضيه تشييد كنيسة ملكية تفوق بجمالها وإتقانها وزخرفتها كل ما بنى من المعابد إلى اليوم”. وبالفعل شرعوا فى البناء سنة 326 م وأنجز العمل بها سنة 335م
وكانت الكنيسة الأصلية أية فى الجمال والزخرفة والمواد الثمنية والتى شهد بها كتب التاريخ وأفتتحت فى موكب هائل حضره كل الأساقفة من كل جهة وأصبحت مزارا للشعب حتى هدمها عساكر الفرس عندما أستولوا على أورشليم سنة 614 م فدمروا الكنيسة وأتولوا على الصليب فلما سمع ملك الروم هرقل هذا الخبر ذهب إليهم وهزمهم فى معركة نينوى وفى تلك الأثناء جمع الشعب والأساقفة لإعادة بناء الكنيسة غير أنهم لم يستطيعوا أن يكونوا فى غنى قسطنطين ليردوا الكنيسة إلى رونقها الأول بل أقتصر البناء على أربع كنائس أولهما كنيسة القيامة وبها القبر المقدس والثانية كنيسة الجلجثة مبنية محل الصليب، والثالثة كنيسة عود الصليب مبنية تحت الارض حيث وجد الصليب المقدس، والرابعة كنيسة العذراء التى بنيت على الصخر، وبعد البناء جاء هرقل بصحبة البطريرك حاملا الصليب المقدس الذى أستولوا عليه الفرس إلى أورشليم وهو حاف ومكشوف الرأس إقتداء بمخلص العالم فى موكب أقشعرت له الأبدان وبعد دخول العرب أورشليم أبقي هيكل القيامة فى ايدى البطريرك صفرنيوس ولكن لبث أن عاد الإعتداء على الأماكن المقدسة حيث قام الحاكم بأمره وهو المشهود عنه فى كتب التاريخ بغرابة مواقفه حيث أمر بهدم الكنائس الأربعة، إلا أن البطريرك نيكيفوروس أعاد البناء وحفظت الكنيسة لعام 1808 حيث شبت بها النار حتى أعاد بناءها البطريرك الأورشليمى بوليكربوس وظلت أعمال التجديد قائمة حتى وقتنا الحالى لتصبح قبلة لكل مسيحى العالم لمشاهدة نور القبر المقدس وأخذ بركة قيامة السيد المسيح.