في يوم التراث العالمي، استضافت مكتبة الإسكندرية حملة “أبو سمبل 50” في ندوة بعنوان “أين تكمن العبقرية في إنقاذ معبدي أبو سمبل؟” والتي دارت حول عملية إنقاذ معبدي أبو سمبل كأحد الأمثلة المصرية القوية في كيفية التعامل مع التراث الإنساني.قدم الندوة المهندس أحمد النفيلي المدير التنفيذي للحملة والذي شكر مكتبة الإسكندرية على استضافة الحملة في يوم التراث العالمي للاحتفال باليوم العالمي للتراث.ومن ثم بدأ المعماري حمدي السطوحي الندوة بتأكيد ان اختيار مكتبة الإسكندرية لتحفل معها الحملة باليوم العالمي للتراث تم التخطيط له منذ فترة، فاذا كانت الشمس تتعامد على وجه رمسيس في معبد ابو سمبل مرتين في العام، فاليوم الذي يوافق 18 ابريل سيحدث تعامد جديد، فاليوم ستشرق شمس المعرفة من مكتبة الإسكندرية لتتعامد على الجدران التي تحمل المعرفة ذاتها، جدران معبدا ابو سمبل.
ثم تناول التعريف بقيمة آثار النوبة الشاهدة على حضارة عظيمة والتي كانت مهدده بالغرق بعد بناء السد العالي وكيف بدأت فكرة التحرك لإنقاذها، وعرض بشكل تفصيلي عملية النقل وكيف تم تقطيع المعبد ونقله ومن ثم إعادة تجميعه مرة أخرى بمنهج وأسلوب عبقري شهد له الجميع. ثم شرح فكرة القبة الخرسانية المشكلة للجبل الاصطناعي الذي يحتوي على معبدي ابو سمبل تلك القبة التي تعتبر أهم عمل هندسي في العالم له علاقة بأثر.وعرض المشروع الذي تم اقتراحه منذ عام 2009 ويضم متحف توثيقي يوثق عملية الانقاذ داخل القبة الخرسانية، ومركز للبحث والدراسات متخصص في إنقاذ الاثار والذي مقترح ان يقام في مدينة ابو سمبل ليكون نواة للتنمية.
وقد عقب على الندوة المعماري العالمي د. طارق ابو النجا، و أشاد بقيمة المعلومات التي تم عرضها في الندوة وأكد على توثيق العملية الانسانية التي أحاطت بعملية الانقاذ وتعريف الاجيال القادمة بها، كما تطرق الى بعض التفاصيل التقنية الخاصة بعملية تقطيع المعبد وبناء القبة الخرسانية المشكلة للجبل الاصطناعي، وقد حضر الندوة بعض ممثلي الكيانات المشاركة في الحملة واساتذة وطلبة من كليات الهندسة والفنون الجميلة واقسام الاثار بالإسكندرية واعضاء من النادي النوبي العام.
وفي كلمتها أكدت م. سمر شلبي نقيب مهندسي الإسكندرية على اهمية دور النقابة كشريك في الحملة ، وكذلك الدور الانساني والهندسي في الحياة بوجه عام.. مع التأكيد علي ان النقابة سوف تقدم كل العون للحملة ايماناً منها بأهميتها.ومن جانبه اكد د. احمد راشد رئيس مركز دراسات الاستدامة والمستقبل بالجامعة البريطانية علي ضرورة الاهتمام ببناء الانسان القادر على بناء حضارة المستقبل .. وان هذا الملف هو الدافع الاساسي للانضمام والتشارك في هذه الحملة حيث ان الدور الدعوي في الحملة مهم وله تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على المجتمع بوجه عام.جدير بالذكر أن الحملة تقام تحت رعاية وزارة الآثار وبمشاركة مجموعة من الكيانات الحكومية والغير حكومية مثل: نقابة المهندسين، جمعية المعماريين المصريين، المركز القومي لبحوث البناء والإسكان، مجلة Next، مؤسسة بكرة بأيدينا، هيئة تنشيط السياحة، محافظة أسوان، جامعة أسوان، النادي النوبي العام بالإسكندرية، ومجموعة من الجمعيات ومراكز البحوث و الكليات.
وستتبنى وتدعم الحملة العديد من الأنشطة في خلال الأعوام الثلاثة القادمة تبدأ بالتعريف بالقيمة الحضارية وذلك من خلال إقامة مجموعة من الندوات التعريفية بالتعاون مع كيانات مختلفة مثل نقابة المهندسين وجمعية المعماريين ومتحف الحضارة و نادي الزهور برعاية هيئة تنشيط السياحة وصالون الجنوب بالأقصر ومجموعة من الكليات كما تسعى لتكريم الجهات والأشخاص الذين شاركوا في عملية الإنقاذ، وتتضمن الحملة إقامة مؤتمر علمي عالمي في أبو سمبل، وستنتهي بشهر احتفالي ما بين 22 سبتمبر 2018، و22 أكتوبر 2018، والذي يتزامن مع مرور 50 عام على افتتاح المشروع.