قال الروائي والباحث في علم الاجتماع السياسي عمار علي حسن إن الحرية بالنسبة للكاتب بمنزلة الروح بالنسبة للجسد، ومن دونها يقع الموت لا محالة، مؤكدا أن الحرية لا تقايض بأي شيء آخر تحت أي ظرف بل إن وجودها مهم لكل الأشياء، المادية والمعنوية.
وأضاف عمار في سياق محاضرة افتتاحية بكلية الآداب جامعة القاهرة عن “الحريات وحقوق الإنسان” تناولت الأدب والحرية وشارك فيها باحثون ونقاد من دول عديدة “تعريفات للحرية فاقت المائتين تعريف، واختلفت باختلاف الأمكنة والأزمنة والأيديولوجيات، لكن جميعها بينت أن الحرية السلبية تعني غياب القيود وانتفاء الإكراه المادي والمعنوي، بينما تعني الحرية الإيجابية حصول الفرد على حقوقه وامتيازاته”.
وأوضح عمار في المحاضرة التي قدمه فيها د. حمدي إبراهيم العميد الأسبق للكلية، أن من سمات الحرية القدرة على الاختيار، والخصوصية، وتمكن الإنسان من تحقيق أهدافه، مؤكدا وجود شروط للحرية منها الوعي، والاستقلال المادي للفرد حيث لا حرية لجائ ولا كرامة لعريان، وغياب الإكراه، وانتفاء الظروف التي تمنع اتخاذ قرار حر، وامتلاك الفرد لوسائل القوة التي تمنكه من أن يصل إلى ما يريد”.
وقسم عمار الحريات إلى ثلاث وهو التفكير والتعبير والتدبير، وعرج على الحرية السياسية شاملا إياها في حق الشعب في اختيار الحاكم ونوع الحكم، وعدم استئثار فرد بالقرار، وإزالة كل أنواع التمييز بين أبناء الشعب، وأن يكون الفرد آمنا على حياته وكرامته وماله، وأن يكون له الحق في إبداء رأيه السياسي”.
وقال عمار “هناك أربعة جدران تقف دون تحررنا في العالم العربي، الأول بفعل السلطة السياسية في استبدادها، والثاني بسبب تجار الدين في فرضهم الوصاية على الناس وإرهابهم وتكفيريهم وقتلهم، والثالث يتعلق ببعض العادات والتقاليد الجامدة والمتخلفة، والرابع هو ما في أنفسنا من قيود ذاتية ليس بوحي الضمير إنما بوحي الخوف”.
ونفي عمار أن تكون الثورات مسئولة عن الفوضى وقال “جاء الانفجار نتيجة الكبت الطويل والعميق المسئولة عنهما أنظمة الحكم المستبدة”، إلا أنه استدرك “الحرية لا تعني الانفلات بل هي مقيدة باحترام حريات الآخرين في عقائدهم وأفكارهم، والمهم أن يتم التعبير عن هذا سلميا وعبر الحوار” مؤكدا أن العلاج يكون بتعميق فهم الحرية وليس بتقييدها.