يواجه “محمود خلف الله محمود “طالب من قرية السلاموني في مركز اخميم في محافظة سوهاج البالغ من العمر 17 عاما الآن مشكلة في أخذ جلسات إشعاع “كيماوي” نظرا لإصابته بالسرطان منذ 3 سنوات، حيث أن جهاز الإشعاع في معهد الأورام بسوهاج معطل منذ أكثر من شهر، ويتم إصلاحه ليعمل لأيام قليلة ثم يتوقف مرة أخرى، كما انه والده”خلف الله” لا يستطيع تحمل تكلفة ثمن جلسات الكيماوي في مركز الأورام في المستشفي العسكري حيث بلغ سعر الجلسة الواحدة 250 جنيه ويعتبر والده بلا عمل حيث كان مزارع في قطعة ارض بالكوثر غلا أن أخذتها الدولة منه لعدم مقدرته على دفع إيجارها السنوي.
وكان محمود قد أصيب بالسرطان وهو يبلغ من العمر 14 عاما، وأصر على عدم ترك دراسته حتى وصل إلى الثانوية العامة الا أنه اصيب بقليل من اليأس مع كثير من الخجل بسبب تمكن السرطان من إسقاط شعره فانقطع عن الدراسة، وأجرى العديد من العمليات الجراحية لاستئصال المناطق التي تمكن السرطان من السيطرة عليها وكانت آخر هذه العمليات استئصال خصية.
من جانبه حاول والد محمود”فتح “كشك” على رصيف الكوثر لمحاولة كسب أي مبلغ مالي ليستطيع دفع ثمن جلسات الإشعاع في المستشفي العسكري بسوهاج، الا أن الوحدة المحلية رفضت إعطائه ترخيص بإنشاء الكشك بالرغم من إعطائها ترخيص الى كشك آخر في نفس الرصيف وبتساؤله عن بسبب إعطائ لذلك الكشك ترخيص كان الرد” دواعي أمنية” فأجابهم”خلوني دواعي أمنية علشان اقدر افتح كشك واعالج ابني قبل ما يموت مني” على حد تعبيره.
وسمع والد محمود عن الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج وانه عنده كثيرا من الرأفة لكونه طبيبا ممارسا للمهنة ووكيلا لوزارة الصحة في 4 محافظات قبل تولي منصب المحافظ فظن أن ذلك يدفعه لمساعدة نجله، فأوصل له مشكلته، فقدم وعد بعمل زيارة مفاجأة الى معهد الأورام بسبب عطل جهازين الإشعاع الكيماوي، ولم يفعل شيئا عقب ذلك، وكأنه نسي تماماً الوعد الذي قدمه، كما نسي أيضا أن كل يوم يمر دون تدخله يقوي السرطان في جسد محمود ويعجل من انتهاء حياته.
وبفقدان الأمل في مساعدة المحافظ قرر محاولة الوصول الى الدكتور محمد عبدالعال وكيل وزارة الصحة في سوهاج الذي قام بدوره بتقديم وعد بحل المشكلة كما ارسله الى احد العاملين بالصحة ووعده أيضا بحل الازمة، دون تقديم أي شيئ عقب ذلك أيضا. ومازالت حياة محمود في خطر ويتمكن منها السرطان بشكل مستمر لعدم مقدرته على أخذ الجلسات المقررة له.