“المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت، وبقيامته وهبنا الحياة. له المجد للأبد”
ايها المسيح الإله، ملك المجد، يا من تجسّدت من البتول القديسة، وصبرت على عذابات الصليب، نرنم لك بصوت واحد :” المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور “.
يا من تحمّل الدفن ثلاثة ايام، وقام من بين الأموات بثقة، نرنم لك بصوت واحد: “المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور”.
يا من حطّم ابواب الجحيم وألبس الكنيسة حلّةً بهية، نرنّم لك بصوت واحد: ” المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور” . ( صلاة مدخل القداس حسب الطقس الأرمني ) .
” حاملات الطيب يذهبن إلى القبر ” ( مرقس ١٦ : ٢ – ٨ )
بقيت النساء فقط أمينات ليسوع، حتى الصليب وإلى ما بعد الصليب. وأمنّ له الطيب ليطيّبّنه، عرفاناً لجميله ومحبته لهنّ.
كان فجر العهد الجديد، فجر قيامة الإنسان الجديد، الذي بقيامة المخلّص خلع عنه ثوب الخطيئة ليلبس النعمة ويسترجع كرامة بنّوته الإلهية التي أضاعها بأنانيته. وكانت النساء حاملات الطيب يدركن أنهن أمام من أصبح في عالم آخر، وهنّ بحاجةٍ لمن يدحرج حجر الشك الكبير عن عيونهن الروحية. فكان لهنّ ما أردن بمحبتهنّ وغيرتهنّ الثابتتين. فتفاجأن ووجدن الحجر قد دحرج وكل الصعوبات والمستحيلات تلاشت أمام من هو الحياة. فإذا داخل القبر يضيء بنور البياض نور بيت الرَّبُّ. وأبصرن شاباً، ملاك الله، الذي أنبأهنّ أنّ يسوع المسيح قام من بين الأموات وهو الآن جالس عن يمين الآب.
اللقاء الأول بين البشر والإله، لأول وهلة يُسبّب الخوف بسبب البعد والفرق بينهما ما هو أرضي وما هو سماوي . ولكن حضور الرب وعلاقة الإنسان الحميمة معه بالصلاة يطمئنان ويُعيدان السلام للقلوب.
يسوع الناصري الذي صُلب قد قام من بين الأموات، وهو اليوم حي إلى الأبد، لأنه ينبوع الحياة .
واللقاء بين الإنسان والرب يتبعه التزام وثيق .
وكانت النساء أول من التزمن بالبشارة ونشر خبر القيامة بين الشعوب. وفي اوائل تاريخ الكنيسة لعبت النسوة دوراً اساسياً في حياتها ورسالتها، بينما الرجال، ومع الأسف، قد انسحبوا، البعض ليلتحقوا به من بعيد، والبعض الآخر ليبتعدوا عنه وحسرة الخيبة تخنقهم .
المسيح الذي مكث تسعة أشهر في أحشاء البتول مريم العذراء، والقائم من بين الأموات، كافأ محبة النساء وغيرتهنّ، وأظهر نفسه لهنّ وحمّلهنّ مسؤولية حبّه وثقته لنشر إنجيل التفاؤل والفرح . المسيح قام … حقاً قام
في الحاضر ، كما في الماضي والمستقبل ، يتألم المسيح في الإنسانية المجروحة بكرامتها، والمتألمة بأنانيتها. وهو الذي سينفض عنها غبار الخطيئة والأنانية وينزع عنها ثوب آدم القديم ليلبسها ثوب نعمة آدم الجديد، القائم من بين الأموات .
المسيح قام … حقاً قام