إخلاء ميدان رمسيس من الباعة الجائلين الذين كانوا يفترشون الأرصفة ويشغلوا الطريق العام ،تجربة رائدة وخطوة نحو إعادة الانضباط الى الشارع المصرى مرة أخرى ..لكن فى ظل العديد من الحطوات التى تقوم بها محافظة القاهرة تجاه تحقيق هذا الهدف نجد مدينة حلوان خارج كل الخطط ولاتجد إهتماما فى ظل تفاقم مشكلات العشوائية وإنتشار بل وسيطرة الباعة الجائلين على الشوارع ،وتفشى البلطجة من قبلهم على المارة فى الشوارع والميادين المختلفة بمدينة حلوان .
ومن أكثر الأماكن الحيويه والتى تعتبر الان رمزا للعشوائية والفوضى والبلطجة هوميدان المحطة بحلوان وخاصة الشوارع المحيطة بمحطة مترو حلوان بمترو الانفاق ،حيث أصبحت مأساة حقيقية يعانى منها سكان حى حلوان بالكامل ،فلاحدود للعشوائية والبلطجة من قبل الباعة الذين إفترشوا الشوارع واقاموا سدودا فيها منعت السيارات من المرور وجعلت المواطنيين يسيروا فى طوابير يعانوا من البلطجة والتحرش بكافة انواعه ..وحى حلوان حتى الآن يقدم الوعود وفقط بإخلاء الميدان من الباعة .
جميلة مراد – سكرتيرة بشركة خاصة بوسط القاهرة ومن قاطنى حلوان – تقول :”
الباعة اللى حوالين المترو غالبيتهم من البلطجيه ومنهم من يبيع أشياء مخالفه للقانون أحد الباعه بجوار سور مترو حلوان كان يبيع مطاوى وشماريخ دون اى رقيب علي باب المحطه .
وكمية التحرش رهيبه في المنطقه دي ،من كتر الزحمه وبلطجة الباعه التى لايحاسبهم عليها أحد…حتى ان سيارات الاجرة – التاكسى – ترفض الوقوف للركاب فى هذه المنطقة فالباعه يمنعون السيارات من التحرك فى الشوارع المحيطة بمحطة مترو حلوان .هذا بالاضافة الى التحرش بكل صوره وعادة الفتاة أو السيدة الضحية لاتجد من يساندها وسط مجموعات من الباعه والبلطجيه الذين يحملون أسلحه تحت البضائع التى يفترشونها فى الشوارع .ولقد حدث ذلك معى بالفعل ووجدت الباعه ينظرون الى ويضحكون ضحكة بلهاء دون ان يهمهم اى شىء فهم فى الشوارع دون اى حساب على اى شىء سواء بلطجتهم او تحرشهم أو سرقتهم للكهرباء من أعمدة الانارة ..الخ . “
وأضاف عادل ملاك – قائلا :” واضح ان حلوان مش علي الخريطة ومافيش اى خطة للسيطرة علي الفوضى اللي فيها ،وخاصة عند ميدان المحطة بتكون مش عارف تعمل اية انت بين 3 نيران نار العربيات اللى هتدوسك ونار الفرش اللى مضيق الشارع ونار اللى بيبيعوا انك لو اتكلمت ممكن يطلعولك آلى او سلاح ابيض .”
طرحنا المشكلة على اللواء وجيه صادق – مدير الإدارة العامة للنقل والمواصلات ونائب وزير الداخلية سابق ،وأحد المشاركين فى إخلاء ميدان محطة حلوان منذ سنوات حينما كانت محافظة مستقلة فى عهد المهندس حازم القويضى المحافظ آنذاك– فقال :” من وجهة نظرى لا توجد عقبات تمنع إخلاء ميدان محطة حلوان والشوارع بمدينة حلوان من طغيان الباعة عليها ، ولكن يجب الا نلقى العبء كله على الشرطة فلا يجب ان نلقى على عاتقها وحدها هذه المهمه ،فهناك جهات أخرى من المهم أن تتعاون مع الشرطة حتى يصلوا لحل جذرى .
المحليات دورها مهم ،ويجب ان تقوم بدورها على أكمل وجه ،فهذا هو دورها الأساسى .وعلى محافظة القاهرة أن تتعاون مع المحليات لحل هذه المشكلة .
فالعملية تنظيمية يجب ان يكون هناك خطة تشمل إيجاد أماكن بديله لهؤلاء الباعه و يكون هناك حسم فى مسأله نقلهم اليه بحيث لايعودوا مرة أخرى الى ميدان المحطة .
وأضاف :“جميع الوزارات المعنية يجب أن تتعاون مع الشرطة حتى يوجدوا حلا صحيحا وجذريا والأليه التى يتم العمل بها ..حتى الان لا أجد احد يلتزم .
الباعة اذا تم توفير أماكن ملائمه لهم يستطيعوا ان يعملوا فيها ويدفعوا رسوما وضرائب مخففه أعتقد انهم لن يمانعوا .”
وشدد اللواء وجيه صادق على ضرورة أن تقوم وزارة العدل بتشديد العقوبات بعد عمل محاضر النيابة للاسف تخلى سبيلهم ويعودوا مرة أخرى لما كانوا عليه ،لذلك يجب ان يتم تشديد العقوبات عليهم بحيث يكون هناك ردع لهؤلاء الباعة .
وإستطرد قائلا :”أتذكر ان إخلاء ميدان محطة حلوان من الباعه تم فى ظل خطة من قبل مختلف الجهات وقتما كان المهندس حازم القويضى محافظا لحلوان – قبل عودة إنضمامها للقاهرة مرة أخرى – وتم إخلاء ميدان المحطة بالكامل من الباعه الجائلين ولقد كنت من المشاركين انذاك فى هذه الخطة والعمل .”