افتتح الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة والكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، المؤتمر العلمى الثالث لثقافة القرية بعنوان “التنمية فى القرية المصرية” والذى تقيمه الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الشاعر أشرف عامر والذى يختتم غداً بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، يرأس المؤتمر الدكتور محمد عفيفى رئيس المجلس الأعلى للثقافة ويتولى أمانته محمد فهمى درويش مدير عام ثقافة القرية بالهيئة.
بدأت فعاليات المؤتمر بتفقد معرض نتاج ورش الحرف التقليدية ومعرض إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة، تلاه إلقاء كلمات بدأها محمد فهمى درويش أكد فيها على أن اهتمام الدولة بالريف بدأ منذ أواخر الأربعينات من القرن الماضى وزاد هذا الأهتمام بعد ثورة 1952 ثم تطور بعد تطبيق نظام الإدارة المحلية عام 1960، وفى غضون الثمانينيات شهدت القرية المصرية عدداً من البرامج والمشروعات التى سعت إلى تغيرات اقتصادية واجتماعية وثقافية، لكنها أفتقدت إلى التنسيق والتكامل فيما بينها مما أدى إلى عدم الوصول إلى الأهداف المنشودة فى إحداث التنمية على القرية.
وأكد أشرف عامر على أن للحديث عن القرية المصرية شجونه وتداعياته, فمن منا لم تترك أجواء القرية فى نفسه أثر من إحتشاد حافل بالذكريات وتدوين الكثير من الانطباعات التى عادة ما تسهم فى تفجير العديد من الأسئلة الشائكة فينا ومنها كيف يمكننا تنمية القرية المصرية ثقافياً؟, وهل يمكن فعل ذلك بمعزل من مجمل أشكال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية؟, وما هى ملامح التغيير التى حدثت وتلك التى ينبغى أن تحدث مستقبلاً؟.
وأشار عبد الحافظ إلى أن الهيئة قامت بعمل أكثر من 500 قافلة ثقافية وصلت الى أكثر من 500 قرية بهدف توصيل الثقافة اليها, هذه القوافل أحتوت على ورش فنية وتعليم للحرف, وأضاف أن الهيئة تسعى إلى إقامة بقع ثقافية منيرة تهدف إلى ملء الفراغ الذى تعانى منه القرية وعلينا أن ندعم وجودنا فى القرية المصرية حتى لا تحتلها أفكار متطرفة وهدامه
وأوضح د. محمد عفيفى أنه فى البدء كانت القرية ، نعم من يقرأ التاريخ المصرى ويدرك ذلك جيداً, حيث تجمع المصريون حول نهر النيل فى قرى عديدة أمتدت عبر وادى النيل شمالاً وجنوباً ثم ظهرت الرغبة فى إتحاد القرى مع بعضها فى شكل أقاليم ثم تجمعت النواحى والأقاليم مع بعضها فظهر لنا الوجهان البحرى والقبلى، ولذلك كانت مصر وستظل هى أقدم دولة فى التاريخ.
وأكد د. عبد الواحد النبوى على أنه فى العام القادم لن يكون المؤتمر العلمى الرابع لثقافة القرية بالمجلس الأعلى للثقافة وأنه سيكون فى إحدى القرى المصرية, وأضاف أنه لا يريد توصيات تكون صالحة للنشر فى الصحف فقط، بل يريد توصيات قابلة للتنفيذ والتطبيق, ولابد من مشاركة أبناء القرية فى المؤتمر لعرض مشاكلهم وتقديم يد العون لهم, حيث أن 57% من سكان مصر فى القرى ولابد أن تصل الثقافة إليهم ويجب أن تنتقل من المركزية إلى الأطراف، ولابد أن نعيد اكتشاف أجيال جديدة من المبدعين والمثقفين، كما يجب على اللجنة القائمة على المؤتمر أن تدرس ما الذى يمكن أن تقدمة وزارة الثقافة لإخراج القرية مما هى فيه, وأشار إلى أن التكليف الأول من رئيس الجمهورية هو الإهتمام بالثقافة الجماهيرية.
وفى نهاية الافتتاح قام د. عبد الواحد النبوى والكاتب محمد عبد الحافظ بتقديم درع الهيئة العامة لقصور الثقافة للدكتور محمد عفيفى, ود. أحمد زايد عميد كلية الأداب, سميح شعلان عميد المعهد العالى للفنون الشعبية, محمد فهمى درويش أمين عام المؤتمر.