ليلة أحد السعف ليلة فريدة في الاسرة المسيحية ، مهما كانت المشغوليات ومهما طغت استعدادات عيد القيامة ومهما زاحمت الامتحانات فأن شغل وضفر السعف يتربع على العرش في هذه الليلة بل وينافس أكثر مواقع النت تشويقاً واحب العاب الفيديو جيم لدى الأطفال .
والحقيقة أن الموضوع يتعدى أن يكون مظاهر للفرحة الى يوم اشبه بطرق التعليم النشط التي ينادى بها التربويون في العصر الحديث .
فالسعف الأبيض يشير الى القلب النقى الذى يجب أن نستقبل به السيد المسيح، واذ يقطع من قلب سعف النخيل وليس من الاغصان الخارجية و يحتاج الى مجهودشاق للوصول اليه فأنه يذكرنا بالجهاد الروحى اللازم لاقتناء نقاوة القلب .
وأول مايتم شغله من السعف يكون الصليب الذى يجب ان نبدأ به أى عمل ، أما شغل الجحش بالسعف على الرغم مايحتاجه من مهارة – تعلمتها من والدى وعلمتها لاولادى – فإنه يذكرنا بدخول المسيح الملك اورشليم على جحش متضعا ولم يركب جواداً مثلاً . وجراب القربانه التي تشير الى أن الرب يسوع هو حمل الله الذى يرفع خطية العالم وأن هذا هو غاية إيماننا .
من مشاهد ليلة أحد السعف الجميلة جلوس الأطفال حول الإباء والامهات والاجداد والجدات ليتعلوا منهم شغل وحدات السعف المختلفة ..هذه الجلسة الحميمية التي ربما يفتقدونها طوال العام والتي لا تخلو من حكى مواقف المناسبة التي أستقبل فيها الشعب السيد المسيح الداخل اورشليم راكباً على أتان و جحش إبن أتان ، هاتفين اوصنا في الاعالى… وفى اثناء اللعب النشط الممتع بالسعف يتعلم الأطفال كتابهم المقدس و”يدندون” بلحن الشعانين ” الجالس فوق الشاروبيم اليوم ظهر في اورشليم” ويتعلمون اهم درس في الحياة وهو أن الخامة المرنة في يد الصانع المتشابكة مع نظرائها تنتج عملاً جميلاً متقناً .
ويصبح هذا الالتفاف حول شغل السعف فرصة للحوار مع الأبناء ليس فقط لمعرفة اخبارهم وانشغالاتهم وانما ليحكي معهم الكبار أيضا فهو فرصة للقاء الأجيال .
الابداع وتبادل الخبرات في شغل أوراق السعف من مميزات ليله أحد السعف والتي يتبارى فيها الكل صغاراً وكباراً الى أن يخرجوا في الصباح للكنيسة راسمين صورة بديعة الاشكال وكلها من اغصان السعف المزينة بالورود .