قال لى أحد المتعصبين فى السبعينيات: الحقيقة أن جريدة وطنى طائفية!فقلت له إنها تدافع عن القضايا الوطنية، بل أنها تتناول دائماً سماحة المسيحية والإسلام.. لقد كتب مقالها الافتتاحى أكثر من مرة فى الستينيات فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقورى، وتنشر دائماً مقالات وأحاديث منتظمة للأستاذ الدكتور عبد العزيز كامل.. وشيوخ الأزهر الأجلاء محمد الفحام ومحمد عبد الحليم محمود ومحمود شلتوت وفضيلة الشيخ محمد خاطر مفتى الجمهورية الأسبق وغيرهم وغيرهم.. ناهيك عن أعلام الفكر والأدب نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وعباس العقاد ومحمد زكى عبد القادر ويحيى حقى وحافظ محمود وصبحى الجيار ود.عبد اللطيف حمزة وفكرى أباظة وأمينة السعيد ود. سهير القلماوى وإبراهيم نوار ومحمد الخضرى عبد الحميد ومحمود سالم..
وفى شهر رمضان المبارك خصصت وطنى باباً أسبوعياً للمواد الدينية الإسلامية الرمضانية وآراء كبار العلماء والدين الإسلامى واحتفالات شهر رمضان فى أنحاء العالم تحت إشراف الصحفى الكبير الأستاذ سيد العقاد رحمه الله.. إنها تتبنى قضايا الإسلام والمسيحية على حد سواء.. هذا هو أنطون سيدهم وسياسة جريدة وطنى.. فهل تجرؤ مجلة الدعوة على نشر مقال افتتاحى لقداسة البابا شنودة الثالث أو تنشر أحاديث للأنبا غريغوريوس والأنبا صموئيل وأنبا ميخائيل والقمص أيوب مسيحة؟ أريد أن أسمع رد من الشيخ عمر التلمسانى!
سكت الرجل مذهولاً وأنصرف!!!
عقب إغلاق جريدة وطنى عام 1981 قال لى الأستاذ أنطون سيدهم: “تحدث معى منذ أسبوع ممثل إحدى الصحف الخليجية الكبرى، وعرض على عرضاً مذهلاً مقابل أن أواصل كتابة مقالاتى فى جريدته ولكنى رفضت، لأن قلمى لا يباع ولن أكتب فى الخارج.. سأظل أكتب الهموم المصرية من قلب مصر”.
لقد كانت قضية الوطن هى قضيته التى عاش من أجلها وناضل فى سبيلها إلى آخر لحظة من حياته تشهد على ذلك كتاباته عبر أربعة عقود.. ولذلك عاش فى قلوب الملايين شامخاً خالداً.
أحمد حياتى