-فما هو الطعام الباقى للحياة الأبدية؟
دعوة إلهية.. وأمر من السيد المسيح يقول أعملوا من أجل الطعام الباقى للحياة الأبدية.. والآن ندرك أن هناك نوعين من الحياة- الحياة الأرضية والحياة الأبدية.. كما أن الإنسان مكون من عنصرين الجسد من تراب الأرض يحتاج إلى الغذاء الذى ينبت من الأرض- ومهما أكل الجسد.. من طعام عشرات السنوات إلا أنه فى النهاية سيعود إلى التراب مرة أخرى- أما العنصر الآخر.. فهو نسمة الحياة التى من الله نحن يا عزيزى أنفاس الله- وهذا النفس خالد.. كما أن الله خالد.. أما طعامه فقال عنه الكتاب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.. بل بكل كلمة تخرج من فم الله وهكذا ايضا للانسان روح الله.. تحتاج إلى أن تنمو وتتغذى كما أن اللمبة محتاجة إلى شحن دائم من المولد الكهربائى لكى تضئ .. والسؤال هو كيف نغذى أروحنا.. أو كيف نغذى أنفاس الله التى تعيش فينا.. تلك الأنفاس التى تسكن فينا إذ أنتم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم.. كيف نغذى روح الله الساكن فينا؟
1. الشحن المستمر.. كانت مريم تجلس عند قدمى المسيح تستمع إليه.. فكم من الوقت تسمع لصوت الله- وتردد تكلم يارب فإن عبدك سامع كثيرا يطلبنا الله ويقرع الأبواب فيجدنا مشغولين عنه.. فإلى متى لا نسمع.. ونحن طول اليوم منصرفين عن الله بسبب انقطاع الكهرباء الروحية.
2. سماع صوت الله.. هناك من يسمع صوت الله فيهرب منه كآدم لأنه عريان(من المحبة الإلهية) فاختبأ من وجه الله.. وهناك من يسمع فيقول تكلم يارب فإن عبدك سامع.. وعامل..
3. قال السيد المسيح عن من يسمع كلامه ويحفظه هو أخى وأختى وأمى.. فهل تريد أن تكون أخا أو أختا للسيد المسيح الطريق سهل هو حفظ وترديد كلام الله بالفم إلى أن يتحول فيك إلى حياة.. عندئذ تقول مع بولس الرسول لا أحيا أنا بل المسيح يحيا فى.
4. الطعام الباقى للحياة الأبدية هو خاص بالإنسان صورة الله الحقيقية وحده دون سائر الحيوانات.. فطعام الجسد يأكله الإنسان والحيوان.. لأن كلاهما من تراب الأرض مخلوق- أما الإنسان فإنه يتميز بروح الله الساكن فيه دون سائر المخلوقات.
5. الطعام الباقى للحياه الأبديةلا يسرى عليه عملية الهضم.. فالإنسان يأكل ثم يهضم الطعام فيجوع فيأكل ثانية وهكذا أما الطعام الباقى للحياة الأبدية فهو رصيد مخزون يزداد من عام إلى عام كما رصيد البنك.. يزداد من عام الى عام مادام الإنسان لا يستهلكه أو يسحب منه- فالمحبة الإلهية تزداد عاما فوق عام ألى ان نصير ملء قامة المسيح نفسه- لذلك يقول عن داود فتشت قلب عبدى داود فوجدته حسب قلبى تمام.
6. الطعام الباقى للحياة الأبدية ليس أكلا ولا شربا إنما هو التصاق وعشرة الله- إلى أن يصير الإنسان صديقا وخليلا لله كإبراهيم أو يصير الإنسان كليما لله مثل موسى النبى.. وكان وجهه يلمع لذلك كان يضع برقعا على وجهه حينما يريد أن يتكلم مع الشعب.
خلاصة الكلام.. الإنسان لأنه مخلوق من تراب الأرض فهو جسد معتم.. لكن حينما يلتصق بالله ويتحد به اتحادا كاملا فإنه يضئ أو يعكس نور الله للعالم عندئذ إيرى الناس أعمالكم الحسنة عتجئذ يمجدون الله الساكن فيكم.
7. الطعام الباقى للحياة الأبدية- لا ينفذ ولا يستهلك.. من يعيش به
