بعد نجاح المؤتمر الاقتصادى : عودة ريادة مصر فى المحافل الثقافية الدولية 

يطول الحديث دائماً عن مصر وقوتها الناعمة ، فهناك اتفاق عام بين المثقفين المصريين على أفضلية القوة الناعمة والدور المصري في المنطقة ، فقد صاغت الثقافة المصرية في العصر الحديث جانباً كبيراً من وعي ووجدان الشعوب العربية عبر أعلامها في الأدب والفنون والثقافة، ورموزها الفكرية ونوابغها في العلوم الطبيعية والإنسانية، الامر الذى سهل من عودة مصر الى دورها الريادى عبر العديد من المحافل الدولية التى سوف تضمها وضمتها أرض الكنانة ودرة الوطن العربى مصر 

شملت هذه الفاعليات الدولية الرواية والشعر والسينما والسياحة الثقافية وفنون الطفل ، بالاضافة الى فعاليات عالمية فى المستقبل القريب فى ترينالي الجرافيك و بينالي دولى للطفل ، و مهرجان شرم الشيخ الدولي الثالث للفن التشكيلي ، بينالي مصر الدولي للفوتوغرافيا المعاصرة وغيرها من أحتفالات ثقافية وفكرية وفنية دولية .

أقيم ملتقى القاهرة الدولى السادس للرواية العربية مؤخراً ، تحت عنوان “تحولات وجماليات الشكل الروائى، دورة فتحى غانم بمشاركة 250 روائياً وناقداً من مختلف الأقطار العربية والعالم بالمجلس الأعلى للثقافة، تأتي أهمية الدورة الحالية للملتقى، كونها أول دورة تعقد بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو حيث ترصد مدى تفاعل الأدب والأدباء مع التغييرات السياسية والمعيشية التي أحدثتها ثورات الربيع العربي وما أعقبها من أحداث؛ ومدى دور المثقف في إحداث هذه التغيرات ، ويعد الملتقى أحد أهم الملتقيات العلمية المتخصصة في مجال الرواية العربية، على مستوى الوطن العربي ويعقد كل عامين ويحظى بمشاركة واسعة ويخصص جائزة قدرها 200 ألف جنيه كل دوره تحت مسمى جائزة الإبداع العربي. وقد عقدت آخر دورة له عام 2010 تحت عنوان” الرواية العربية إلى أين؟” ، والجدير بالذكر فوز الروائى بهاء طاهر بجائزة الملتقى الدولى للرواية هذا العام عن رحلته الابداعية ، بعد أن أعلنت لجنة التحكيم ( التى ضمت فى عضويتها نقاداً ومبدعين دوليين ) بالاجماع حيثيات هذا الفوز العالمى و شهدت دار الاوبرا المصرية حفل الختام واعلان الجائزة . 

ووعد الدكتور محمد عفيفي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الضيوف العرب المشاركين، بأن تبقى القاهرة العاصمة الثقافية للعالم العربي، مؤكداً أنه لن ينجح أحد في أن ينفي عنها ذلك، فالقاهرة عادت، وستظل عاصمة للثقافة العربية …

أيضا يأتى الاتحاد العالمي للشعراء تحت عنوان «نحو أنسنة العالم»،”، والذى أطلق مؤخراً من مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة بمبادرة سعودية ، ولهذه المناسبة تم أطلاق مشروع المؤتمر العالمي للشعراء. وإطلاق الموقع الألكترونى ومسابقة الإبداع وحفل توقيع ديوان “أقتلكم بموتي” أولى إصدارات سلسلة الإتحاد للنشر والتى تتضمن 12 إصدارا مختلفا بأكثر من 3 لغات، كما تم توقيع وثيقة الإتحاد ضد التطرف والعنف على ورق البردى والتى سوف تكون ميثاق لكل مؤتمرات الإتحاد القادمة فى دبى و باريس ، ليستكمل الإتحاد مسيرته من أجل نبذ العنف والتطرف فى العالم والعودة الى الإنسانية المنشودة.

ويعتبر الاتحاد العالمي للشعراء المظلة والمرجعية الأولى لمختلف الشعراء المبدعين في العالم بمختلف اللغات واللهجات، وقد تأسس هذا المشروع من خلال الحاجة الماسة إلى هذه المظلة والتي لم تتوفر للشعراء في أنحاء العالم على مر التاريخ ، ويعتبر الاتحاد نافذة حرة تعبر بموضوعية وعدالة مطلقة عن قيم الإبداع والحرية والتواصل وتحقيق الأهداف التي من أجلها وجد هذا الاتحاد ليكون الصوت الأول للمبدعين الشعراء على وجه هذه الكرة الأرضية .

من عنوان الاتحاد جاءت كلمة الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة الذي أكد على ضرورة أنسنة العالم ، والبحث عن نقاط الاتفاق بيننا ونبذ كل نقاط الخلاف، قائلًا: نحتاج كل أسلحتنا لمواجهة كل فكر هدام كي نبني ونعمر أوطاننا، ونخرج الإنسان الخير المحب للجمال والإنسانية الحقة التي تضعنا بشكل قوي ومهم.

من جانبه قال الدكتور نبيل العربي، إن اللغة العربية هي الثقافة المشتركة بين الجميع برغم اختلافات العرق أو الجنس، مؤكدًا أن التنمية هي في الأساس عملية ثقافية مرتكزة على العلم والاقتصاد، مشيرًا إلى أن الشعر عند العرب أصبح مثل الرسم والنحت والموسيقى، فدرجة تقدم الأمم تقاس بمقدار تقدم الفنون والتي تمنعها من السقوط في دوائر العنف والتطر، فالشاعر هو نبض الأمة والشعر ديوان العرب. 

أما مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الذى عقد فى دورته الرابعة فقد ساهم في الترويج السياحى لمدينة الأقصر التاريخية فى تلك اللحظات التى تعيشها مصر والمصريون ، ويدعم الروابط الإنسانية والتبادل الإقتصادي بين دول القارة الإفريقية ومصر. وقد اختيرت الاقصر ليقام بها المهرجان سنويا لان الاقصر هى قلب الصعيد وأكبر متحف مفتوح فى العالم وجغرافياً هي الأقرب للقارة الإفريقية . والمهرجان شارك فى دورته هذا العام 31 دولة إفريقية سواء بعروض أفلام أو مشاركة فى لجان التحكيم والورش والندوات، بالإضافة إلى مشاركة 10 دول من خارج القارة السمراء فى مسابقة أفلام الحريات “الحسينى أبوضيف” والإنتاج المشترك مع الدول الأفريقية وشهدت الدورة الرابعة هذا العام عرض 86 فيلماً، وحضور 100 ضيف إفريقى وأوروبى و40 من دارسى السينما بالقارة الإفريقية.

ويهدف مهرجان الأقصر للأفلام الإفريقية إلى دعم وتشجيع الإنتاج السينمائي الإفريقي والشراكة بين دول القارة من خلال توطيد الروابط الإنسانية والسياسية بين شعوب إفريقيا عمومًا وبين فناني إفريقيا بشكل خاص. وقد انطلقت أول دورة للمهرجان فى فبراير 2012 .

يعتبر مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية أحد أهم مشروعات مؤسسة شباب الفنانين المستقلين وقد كانت فكرة المهرجان ‏للكاتب والسيناريست سيد فؤاد . لأول مرة فى مصر تقوم مؤسسة غير حكومية بتنظيم حدث ثقافى بذلك الحجم الكبير الذى يتطلب تنظيما فائقا . حيث أن النجاح الذى حققته مؤسسة شباب الفنانين المستقلين فى تنظيم ذلك الحدث ‏كان نتاجا طبيعيا لكفاءة وقدرات القائمين على المؤسسة وإيمانهم العميق بضرورة التواصل مع العالم بشكل عام ومع إفريقيا ‏بشكل خاص .

أما عن الفعاليات فى المرحلة القادمة ، فمنها على سبيل المثال : مهرجان شرم الشيخ الدولي الثالث للفن التشكيلي الذى سوف ينطلق في 27 ابريل القادم ويستمر حتى 3 مايو. وقال إيهاب السيد المسئول الإعلامي للمهرجان ، كانت رؤية الفنان مرتضى أنيس رئيس المهرجان قد اجتمعت مع ” إدارة جنينة سيتي وشرم وان للتسويق السياحي والإعلام الإلكتروني وشيمي آرت جاليري” بأن المؤتمر الاقتصادي سيحقق نجاحاً باهراً وصدقت رؤيتهم وكانوا قد أعدوا في الأشهر الماضية لمهرجان عالمي يكون باكورة الاحتفال بنجاح المؤتمر وتعافي مصر الحبيبة وبدء مرحلة بناء مصر المستقبل. 

بعد غياب نحو 9 سنوات كاملة، يعود مجددًا “ترينالي الجرافيك الدولي” وذلك بعد أن قرر ا.د. أحمد عبدالغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية إستئناف نشاطه مرة أخرى مع مجموعة من الفعاليات الفنية الكبرى المحلية والدولية والتي يهدف من خلالها إحداث حراك وزخم فاعلين على خريطة النشاط التشكيلي في مصر، وكذا الإرتقاء بطرق التواصل مع الجمهور بما يليق بمكانة القطاع وطبيعة رسالته الفنية والتنويرية والثقافية.

وقد تم اختيار الفنان الدكتور أحمد رجب صقر عميد كلية فنون جميلة بالمنيا سابقًا ” قوميسيرًا عامًا ” لدورة الترينالي القادمة والتي تحمل رقم (6) في تاريخ هذا الحدث الفني الدولي الهام الذي انطلقت أولى دوراته في فبراير من العام 1993 على يد الدكتورأحمد نوار رئيس القطاع حينئذ، واستمر إقامته بإنتظام حتى الدورة الخامسة فبراير 2006 والتي وصل عدد عدد الدول المُمثلة بها 74 دولة من مختلف أنحاء العالم وبلغ عدد الفنانين المشاركين نحو 730 فنان، وهو ما يوضح المكانة التي حققها هذا المحفل الفني الكبير على الصعيد العالمي، وقد أُدرجت هذه الدورة المرتقبة على خريطة النشاط في موعد مبدئي مارس 2017 ومن المُقرر إقامتها بقصر الفنون بدار الأوبرا ، ومن المتوقع لهذة الدورة عرض 1400 عمل تقريبًا من نحو 75 دولة، كما ستكون هناك أجندة نشاط موازية لفعاليات لهذا الحدث الهام، حيث ستقام ندوة دولية يشارك فيها كوكبة من الباحثين والنقاد على مستوى العالم من المهتمين بهذا الفن، بالإضافة إلى تكريم قامات مصرية ودولية في هذا المجال كضيوف شرف للدورة السادسة .

خطوة هامة طال إنتظارها سنوات، وحُلمًا طالما راود المعنيين بالتنشئة الثقافية والفنية للطفل حتى قرر الدكتور أحمد عبدالغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية تنظيم ” بينالي الطفل الدولي الأول ” واختيار الفنان الدكتور خالد سرور قوميسيرًا عامًا للبينالي المُقرر إفتتاحه في 15 نوفمبر 2016 بقصر الفنون بدار الأوبرا.

وأوضح الدكتور أحمد عبدالغني انه قد آن الآوان للاهتمام بالثقافة البصرية للطفل وذوقه الفني ، خصوصًا بعد إهمال حصص النشاط الفني في المدارس، وإن بناء مصر الجديدة كما نحلم بها لن يتأتي إلا برؤية مستقبلية للنهوض والتنمية يكون الطفل في مقدمة أولوياتها من حيث الإرتقاء بذوقه الفني وبناء شخصيته الثقافية والمعرفية السليمة، فرعاية الموهبة لا تقل أهمية عن أي رعاية تؤثر في نماء شخصية الطفل كالرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية، مشيرًا الى أن هذه الخطوة تأتي متسقة مع توجه وزارة الثقافة نحو دعم وتنمية وتطوير مواهب الأطفال، وتوفير جميع الإمكانات اللازمة لتهيئة بيئة إبداعية تفتح أمامهم أبواب الإبداع في المجالات كافة.

وقال الدكتور خالد سرور: إن المواهب الفنية لدى الأطفال تُعد واحدة من مكونات الشخصية التي لابد من أن يعي المجتمع ومؤسساته أهميتها ويعمل على رعايتها وتنميتها تحقيقاً للتوازن النفسي للطفل ، فالبينالي نقلة كبيرة ومهمة .. ويتوقع مشاركة نحو 80 دولة تقريبًا، وأنه أتفق مع دكتور عبدالغني على إقامة ندوة دولية تستضيف عددا من الشخصيات الفنية الدولية المهمومة والمهتمة في أبحاثها وإبداعاتها بعالم الطفولة، وكذا سيكون هناك ورش عمل وندوات في محاولة لتسليط الضوء على كافة الجوانب المرتبطة بالتنشئة الثقافية والفنية للطفل، مؤكدًا أن أهمية البينالي تكمن في أهمية الفن في حد ذاته كأحد نوافذنا على العالم وعلينا أن نغتنمه وننمي في أطفالنا بوادره ونوجهه لهدف ثقافي كبير يحمل قيم مجتمعاتنا وهويتنا.

نظرًا للتفاعل الدولي الكبير الذي تخطى كل التوقعات بعد ساعات قليلة من إعلان قطاع الفنون التشكيلية تنظيمه “صالون مصر الدولي للفوتوغرافيا المعاصرة”. قررالدكتور أحمد عبدالغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية في استجابة سريعة لردود الفعل المحلية والدولية وبالتشاور مع الفنان أيمن لطفي القوميسير العام، تحويله لـ “بينالي مصر الدولي للفوتوغرافيا المعاصرة” ليكون بذلك أول بينالي مصري وعربي في هذا المجال، والذي من المُقرر إقامته في فبراير2016.

وفؤجى الفنان أيمن لطفي بهذا الكم الهائل من الرسائل والمكالمات التي أشادت بهذه الخطوة، وأن الجميع أتفقوا في مطالبهم على تغيير المسمى ليصبح “بينالي” تقديرًا لأهمية هذا الحدث الغير مسبوق حيث سيكون بينالي مصر الدولي لفن الفوتوغرافيا أول بينالي عربي وإقليمي، وأن هذا الصدى الكبير إنما يعكس مكانة مصر وتقدير الجميع لدورها التاريخي والريادي .

و يرأس الإذاعي أحمد نور رئيس إتحاد المبدعين العرب الحملة المصرية الشعبية لرد الجميل ، التي ستشمل بعض الدول العربية والأجنبية التي دعمت مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013 ، وشاركت في المؤتمر الإقتصادي الذي أقيم مؤخرا في مدينة شرم الشيخ.

وقال الإذاعي أحمد نور : إن فكرة هذه الحملة جاءت من منطلق توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قدم الشكر والإمتنان لكل الرؤساء والملوك الذين قدموا يد العون لمصر، لذلك وجب علينا كظهير مجتمعي أن نظهر لكل المجتمعات العربية والأجنبية أن كافة طوائف الشعب المصري أيضا تقدر من ساندها وساند دولتنا شعبا وحكومة.

وأضاف نور: أن الحملة المصرية التي يتبناها إتحاد المبدعين العرب ستقدم أوسمة شكر وعرفان من الشعب المصري لكل الملوك والرؤساء وقادة هذه الدول التي وقفت مع مصر وقفة الأخ وقت المحن .

تحية الى أم الدنيا التى ستظل دائما القاهرة الساهرة الرائدة تصد ر للعالم قيم الحق والخير والجمال …