يصعب علي المرء أن يكتب في أمر أو يلفت النظر في مساءلة واضحة مثل الشمس وتثير الحزن في النفس حينما يخوض فيها وهي تجاهل الأخر من أبناء الوطن وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأم رمز العطاء والحب والحنان، فهل الأمهات المثاليات علي مستوي الجمهورية لم يكن بينهن أم مصرية مسيحية، فلو تركنا المجتمع المصري كله ألم يكن من الواجب اختيار أم مصرية ممثلة للأمهات اللاتي صمدنا عندما ذبح أبناءهن علي مرأي ومسمع من العالم كله ولم يثورن أو يعترضنا بل تقبلن البلاء في إيمان وصمت ولسان حالهن يقول “أبناءنا فداء لله والوطن” بينما تم أختيار من ضمن الأمهات المثاليات أم كل أبناءها معاقين ذهنياً وهي أم كان يجب أن تسأل ولا تكرم فهي أم جاهلة وغير واعية فأين المثالية في أم جلبت للمجتمع أطفال ليسوا أسوياء وكان يجب أن تتنبه عندما جاء الطفل الأول معاق ذهنيا أن تعرف كيف سيكون باقي أطفالها الباقيين وخصوصا أن منذ سنوات طويلة كان هناك تحذير في كل وسائل الإعلام من زواج الأقارب أو حتى بالنسبة للأطفال المعاقين ذهنياً كان يجب التنبيه عليها أو حتى أن تتنبه هى نفسها بضرورة فحصها طبياً حتى لا يأتي مزيد من الأطفال المعاقين، وهذا لا علاقة له بتقديم الدولة للحب والرعاية وكافة الخدمات للمعاقين أنفسهم إذ لازم لهم ” هذا جناه علي ابي وما جنيت علي احد”
أين الشروط المثالية التى وضعتها وزارة التضامن الاجتماعي حتى يتم اختيار أم جلبت للمجتمع أطفال ورغم ضيق العيش وصعوبات الحياة أصبحوا أبناء صالحين في المجتمع، ومتعلمين على أعلي مستوي وبعضهم في مراكز بارزة وكان لهم دور في بناء ونهضة الوطن، أو كما قال الشاعر “الأم مدرسة اذا اعدتها اعدت شعبا طيب الاعراق”
كذلك أين شرط إلا يزيد شرط عدد الأبناء عن ثلاثة وخاصة عند وجود وزارة للسكان قناعة من الدولة بان الزيادة السكانية غول يبتلع أي جهود للتنمية والتقدم.
المساءلة الوحيدة التى تم مراعاتها في الأمهات المختارات أنهن جميعاً كنا محجبات أو منقبات
ونحن نوجه اللوم والعتاب لوزارة التضامن الاجتماعي التى كان يجب ان تتحلي بالعادلة والموضوعية وعدم التحيز لان هذه الوزارة تأخذ اشتراكات التأمينات من موظفي الدولة والعاملين فيها من جميع طوائف المجتمع، واذ كان يوجد لديها جميعات أهلية مسيحية وإسلامية تمثل جميع افراد المجتمع، كما ان لديها افراد منتجة ممثل فيها اسر مسيحية واسلامية فكيف عندما يتم اختيار امهات مثاليات لم تأخذ في اعتبارها امهات تمثلن جميع طوائف المجتمع.
ولو افترضنا جدلا ان لم تأتي ترشيحات لأمهات مسيحيات أو قبطيات كان يجب أن تتنبه الوزارة وتسعي من خلال الجمعيات علي توجيها بترشيح امهات مسيحيات حتى لا تتهم بالتحيز، فهناك احصائية دائما نذكرها في مؤتمرات الدفاع عن حقوق المرأة أن نسبة المعيلة كادت أن تصل في بعض الأسر إلي 40% في المجتمع، فهل هذه النسبة صدت فقط المرأة المعيلة المصرية المسلمة ولم ترصد قرينتها المصرية المسيحية؟
ولو نظرا حولنا في المجتمع لوجدنا عشرات النماذج من السيدات المسيحيات أو المسلمات خرجنا للعمل في ابسط المهن وتصل حتى العمل في المنازل وخرج من تحت يدها اطباء ومهندسين، ويكفي ان نذكر ان الدين الاسلامي نفسه اعتبر العذراء مريم انها افضل نساء العالمين، وكل أم تعد بالنسبة لاسرتها وابناءها أم مثالية والمهم أن تكون مكرمة عند الله افضل من تكريم البشر لها .و
جورجيت صادق