افتتح الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والمهندس هاني المسيري؛ محافظ الإسكندرية، والأمير تركي الفيصل؛ رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، صباح اليوم، معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الحادية عشر، والذي يشارك فيه 60 دار نشر مصرية بالإضافة إلى مشاركات من دول عربية وأجنبية، ويصاحبه 75 حدثاً ثقافياً ما بين ندوات ومؤتمرات ومحاضرات وأمسيات شعرية وورش عمل ولقاءات إعلامية.
وقال الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع الخدمات والمشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية، إن مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، وهو ضيف شرف المعرض لهذا العام، هو من أوائل المراكز التي تعاونت مع المكتبة منذ افتتاحها. وأضاف أن المركز أحدث نقلة نوعية في الحياة الثقافية في العالم العربي بقيادة الأمير تركي الفيصل.
وقام الأمير تركي الفيصل بتسليم درع وميدالية المركز للدكتور إسماعيل سراج الدين وللمهندس هاني المسيري، كما قام سراج الدين بتقديم نسخة نادرة من كتاب “وصف مصر في عهد الملك فؤاد” للأمير تركي الفيصل، بالإضافة إلى موسوعة “ديوان الخط العربي في مصر”، ونسخة من كتابه “التجديد والتأصيل في عمارة المجتمعات الإسلامية” كإهداء خاص.
وفي كلمته، قال الدكتور إسماعيل سراج الدين إن الإقْبَالَ المُتزايدَ عامًا بعْدَ عامٍ على مَعْرضِ مكتبةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ للكتابِ من قِبَلِ الجمهورِ والناشرينَ، أحيانًا يُجعَلُنا نتمنَّى أن يكونَ في الإِسْكَنْدَرِيَّةِ قاعةٌ دوليةٌ للمعارضِ تتناسَبُ مع مُتطلباتِ النُّمُوِّ والإقْبالِ المتزايِدِ علَى مَعْرَضِ مَكْتَبةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ للكِتَابِ. وأكد أنمَكْتَبَةَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ تَحْرِصُ مِنْ خِلالِ هَذِهِ المُظَاهَرَةِ الثَّقَافِيَّةِ الكبرى أنْ تُؤَكِّدَ اِهْتِمَامَهَا بِالْكِتَابِ فِيهَذَا العصر الَّذِي تسيطرُ عليه ثقافةُ “الصورة” ويَسبَحُ الخيالُ في فَضَاءِ الإنْتَرنِت الذِّي يمُوجُ بِكُلِّ الأفْكَارِ مِنَ الانْدِماجِ إلى التفكِيكِ ومنَ اليقينِ إلى التمرُّدِ، ومِنَ الدَّعْوةِ إلى التَّطَرُّفِ إلى الانغِمَاسِ في المَادِيَّةِ المُفْرِطَة.
وشدد على إيمانه بِأَنَّ الكتاب هُوَ الآلِيَّةُ الأسَاسِيَّةُ لِحِفْظِ الذَّاكِرَةِ، وَتَأْكِيدِ الهُوِيَّةِ، وَالتَّوَاصُلِ عَبْرَ الزَّمَانِوَالْمَكَانِ، فَالْكُتُبُ بِمَثَابَةِ الجسورِ بَيْنَ الأجْيَالِ، وَالْكُتُبُ تَرْبِطُنَا بِالْمَاضِي، وَتُوثِّقُ الحاضِرَ وَتَسْتَشْرِفُالمُسْتَقْبَلَ، كما أن الْكِتَابُ يَحْتَاجُ إِلَى إِبْدَاعِ المؤلِّفِ وَاهْتِمَامِ القارِئِ. وَأَيًّا كَانَ لأُمَّةٍ مِنْ تُرَاثٍ وآثَارٍ، فَقُوَّتُهَاالثَّقَافِيَّةُ الحَيَّةُ المُتَجَدِّدَةُ بِالْكِتَابَةِ وَالْقِرَاءَةِ هِيَ الَّتِي تُمَثِّلُ الطَّاقَةَ المتجددَةَ وَالْمُبْدِعَةَ لِلإِنْسَانِ، وَالْقُدْرَةَالمُجْتَمَعِيةَ عَلَى مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ الطَّبِيعِيَّةِ وَالْبَشَرِيَّةِ، وَالتَّفَوُّقِ عَلَى ضَرُورَاتِهَا.
وأكد أن مَكْتَبَةَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ تفتح النَّوَافِذِ عَلَى إِنْتَاجِ العَالَمِ أجْمَع، وَتفَتْحِ الأَبْوَابِ لِلشَّبَابِ وَالْجِيلِ الصَّاعِدِ مِنْ مُجْتَمَعِنَا. وشدد على أنه ينتمي إِلَى هَؤُلاءِ الَّذِينَ يؤمنونَ بِدَوْرِ الثَّقَافَةِ فِي المُجْتَمَعِ وَلا يرى قِيَامَ مَشْرُوعٍ حَضَارِيٍّ عَرَبِيٍّ بِدُونِ التَّرْكِيزِ عَلَيْهَا.
وأضاف: “لا غَرَابَةَ أن يَكُونَ ضَيْفَ هَذَا المَعْرَضِ هُوَ سُمُوُّ الأَمِيرِ تَرْكِي الفَيْصَلِ، وَكَذَلِكَ مَرْكَزُ المَلِكِ فَيْصَلِلِلْبُحُوثِ وَالدِّرَاسَاتِ الإِسْلامِيَّةِ، فَسُمُوُّ الأَمِيرِ رَجُلٌ يَعْتَزُّ بِدِينِهِ وَبِثَقَافَتِهِ فضلاً عَنْ كَونهِ مُفَكِّرًا منفتحاً عَلَى ثَقَافَاتِ العَالَمِ متفاعلا مَعَهَا، يَسْمَعُ لِلرَّأْيِ وَالرَّأْيِ الآخَرِ وَيَلْتَزِمُ بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ فِي المُوَازَنَةِ بَيْنَ الأُمُورِ”.
وشدد على أهمية الكتاب، خُصُوصًا فِي هَذِهِ الفَتْرَةِ الَّتِي تَعَثَّرَتْ فِيهَا مَسِيرَةُ الشُّعُوبِ العَرَبِيَّةِ، وأنه يرىقُوَى التَّخَلُّفِ وَالْوَحْشِيَّةِ تَقُوِّضُ أعْمِدَةَ المُجْتَمَعَاتِ وَالدُّوَلِ، وَتَطِيحُ بِكُلِّ مَا حَوْلَهَا مِنْ شَوَاهِدِ الرُّقِيِّوَالْحَضَارَةِ، وَتَسْفِكُ الدِّمَاءَ، وَتَفْرِضُ نَظْرَتهَا السِّيَاسِيَّةَ بِالْعُنْفِ، وَرُؤْيَتهَا لِلتَّارِيخِ بِالْقُوَّةِ، وَتَبْطِشُ بِكُلِّ مَنْ لا يَنْصَاعُ لأَوَامِرِهَا وَلا يَتَّفِقُ مَعَ آرَائها وَتَفْعَلُ ذَلِكَ القَهْرَ وَالتَّعْذِيبَ وَالتَّخْرِيبَ بِاسْمِ الدِّينِ، وَالدِّينُ منها بَرَاء.
وأوضح أن العربَ وَالْمُسْلِمِينَ هُمُ الَّذِينَ رَفَعُوا رَايَةَ العِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، مُنْذُ أكْثَرِ مِنْ ألْفِ عَامٍ، حِينَ تَمَرَّدُواعَلَى النَّصِّ الأرُسْطِيِّ المورُوثِ وَأَرْسَوا قَوَاعِدَ المنهج العلمي الحديثِ، المبني عَلَى التَّجْرِيبِ وَالْقِيَاسِ،وَذَلِكَ قَبْلَ سِتَّةِ قُرُونٍ مِنْ ظُهُورِ جَالِيلْيُو، الَّذِي أجْبَرَتْهُ مَحَاكِمُ التَّفْتِيشِ فِي أُورُوبَّا عَلَى التَّرَاجُعِ، بَيْنَمَاكَانَ العلم بِأَيْدِي عَمَالِقَةٍ مِثْلِ اِبْنِ الهيثم يَتَقَدَّمُ فِي العالم العربِيِّ الإسْلامِيِّ. لكنه أعْتَرِفُ أنَّ كَثْرَةَ تَغَنِّينَابِمِيرَاثِنَا الحضاري القَدِيمِ، دُونَ إِدْرَاكٍ حَقِيقِيٍّ لِمُقَوِّمَاتِهِ أدَّى إِلَى أنَّنَا نَظُنُّ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَحْيَانِأَنَّ الماضي وَالْحِفَاظَ عَلَيْهِ وَتَقْدِيسَهُ هُوَ النُّمُوذَجُ الَّذِي يَنْبَغِي اِحْتِذَاؤُهُ فِي صِنَاعَةِ المستقبل ، وَهَذَاأكْثَرُ الأوْهَامِ فَتْكًا وَأَشَدُّهَا ضَلالاً.
وأضاف: ثمَّةُ مُشْكِلَةٌ حَسَّاسَةٌ، آنَ لَنَا أنْ نُوَاجِهُهَا بِشَكْلٍ حَاسِمٍ وَنِهَائِيٍّ، وَهِيَ إِقْحَامُ الدِّينِ فِيمَا لا عَلاقَةَ لَهُبِهِ، وَتَحْكِيمُ رِجَالِ الدِّينِ فِي مُخْتَلَفِ شُئُونِ الحياة، وَانْفِجَارُ عَصْرِ الفتاوى العشوائية”. واستطرد قائلاً: “إِنَّ الميزةَ الكبرى لِلإِسْلامِ هِيَ الاهْتِمَامُ القاطِعُ بِشئونِ الدُّنْيَا وَالاحْتِكَامُ لِلْخِبْرَةِ الإنْسَانِيَّةِ فِي إِدَارَتِهَا، مُنْذُحَادِثَةِ تَأْبِيرِ النَّخْلِ الشَّهِيرَةِ فِي التُّرَاثِ الإسْلامِيِّ وَكَلِمَةِ الرَّسُولِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الجامِعَةِ: “أَنْتُمْأعْلَمُ بِشُئُونِ دُنْيَاكُمْ”. وأضاف: “وَإِنَّنِي أرَى أنَّهُ مِنْ الضَّرُورِيِّ ألاَّ نُقْحِمَ الدِّينَ فِي أُمُورٍ؛ الرَّأْيِ فِيهَا لَيْسَلِعُلَمَاءِ الدِّينِ وَلَكِنْ لأَهْلِ التَّخَصُّصِ، لأَنَّهَا أُمُورٌ لا تَتَعَلَّقُ بِالْحِلِّ وَالْحُرْمَةِ، بَلْ بِالصَّوَابِ وَالْخَطَأِ قِيَاسًاعَلَى المصلحة العامَّةِ القابِلَةِ لِلتَّغَيُّرِ حَسَبَ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ وَالظُّرُوفِ”.
وانتقل بحديثه إلى قضية حُرِّيَّة التَّعْبِيرِ، مشددًا على أنه بدون حرية التعبير لا مَعْنًى لِلْبَحْثِ عَنِ الحَقِيقَةِ، وَلا جَدْوًى مِنْ التَّوَصُّلِ إِلَى هَذِهِ الحَقِيقَةِ، لا تُوجِدُ الشَّفَافِيَّةُ، وَلا تَتِمُّ المُسَاءَلَةُ، لا يُسْمَعُ الصَّوْتُ المُغَايِرُ، وَلا يَأْتِي الجَدِيدُ، لا بَحْثَ عِلْمِيَّ، وَلا اِكْتِشَافَاتٌ تُفِيدُ، ولا تُبْنَى المَعْرِفَةُ وَلا تَتَقَدَّمُ المُجْتَمَعَاتُ.
وَأضاف أنه مِنْ الغَرِيبِ أنَّنَا نَشْهَدُ فِي الآوِنَةِ الأَخِيرَةِ تَغَيُّرَاتٍ ثَقَافِيَّةً مُقْلِقَةً … فَبَيْنَمَا نَجِدُ الأَنْظِمَةَ الحَاكِمَةَ الَّتِي كَانَتْ فِي المَاضِي تُصَادِرُ حَقَّ المُفَكِّرِينَ وَالْمُبْدِعِينَ، وَتَفْرِضُ رَقَابَةً شَرِسَةً عَلَى مَا يُنْتِجُونَ، وَتَضْرِبُ حِصَارًا عَلَى مَا يُمْكِنُ لِلشُّعُوبِ أنْ تَسْمَعَهُ أوْ تَرَاهُ أوْ تَقْرَأَهُ – نَجِدُهَا الآنَ وَقَدْ أفْسَحَتِ المَجَالَ كَثِيرًا عَمَّا قَبْلُ، وَأَتَاحَتْ هَامِشًا مِنَ الحُرِّيَّةِ مَارَسَهُ أجْدَادُنَا؛ وَلَكِنَّ آبَاءَنَا لَمْ يَكُونُوا لِيَحْلُمُوا بِهِ، فَإِذَا بِالْمُجْتَمَعِ نَفْسِهِ تَضْرِبُ فِيهِ تَيَّارَاتٌ رَافِضَةٌ لِلْجَدِيدِ، تُضَيِّقُ دَائِرَةَ المَقْبُولِ، تُحَارِبُ كُلَّ دَخِيلٍ، بَلْ وَتَرْفُضُ كُلَّ مَا يُخَالِفُ نَظْرَتَهَا الخَاصَّةَ لِلْمُجْتَمَعِ وَالتَّارِيخِ وَبعضها يَغْلِبُ عَلَيْهِ التَّطَرُّفُ وَالْغُلُوُّ إِلَى التكفيرِ وَسَفْكِ الدِّمَاءِ.
وأوضح أنه لضمان تَأْسِيسَ مُجْتَمَعَاتِ المعرفَةِ وَتَأْصِيلَهَا فِي وَعْيِنَا الجماعِيِّ وَإِرَادَتِنَا الكلية ، يجب وَالالْتِزَامِ بِالتَّطَوُّرَاتِ المنهجية لِلْعُلُومِ الطَّبِيعِيَّةِ وَالإِنْسَانِيَّةِ دُونَ تَفْرِقَةٍ، وَمُسَاءَلَةِ المورُوثِ الثَّقَافِيِّ وَنَقْدِهِبَلْ وَنَقْضِهِ أحْيَانًا؛ اِعْتِمَادًا عَلَى الحجة وَالْبُرْهَانِ وَتَغْلِيبًا لِلصَّالِحِ العام ، وَالتَّقَيُّدِ بِمَنْظُومَةِ القيم الأخْلاقِيَّةِلِعَصْرِ العلم، مَعَ الحافظ عَلَى المرتَكِزَاتِ الرُّوحِيَّةِ لِثَقَافَتِنَا القويمَةِ.
وفي كلمته، قال الأمير تركي الفيصل إن مكتبة الإسكندرية هي درة البحر الأبيض وجامعة الحضارات. وهنأ القائمين على المكتبة لما تقدمه للعالم من العلوم والتقنية مما يجعلها مفخرة للعرب والمسلمين والبشرية جمعاء. وأكد أن العلاقة بين مصر والسعودية تتجذر في أعماق التاريخ وتعود لمراحل سابقة على رسالة الإسلام وفقًا لبعض النقوش المكتشفة حديثًا.
وتحدث عن العلاقة بين مصر والسعودية كدولتين حديثتين، مؤكدًا أن الروابط بينهما وثيقة في الجوانب الدينية والسياسية والاقتصادية. وأضاف أن المملكة العربية السعودية وقفت إلى جانب مصر في المحنة المعاصرة، وذلك نهج الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ويسير عليه الملك سلمان، مبينًا أن أحدث تلك المواقف كانت في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ.
وعن التعاون الثقافي والتعليمي بين الدولتين، قال إن المملكة اعتمدت على مصر في مجال التعليم، حيث قامت في الخمسينيات بإرسال البعثات لتلقي العلم من جامعاتها، كما أن أغلب المعلمين الذين درسوا في المدارس والجامعات السعودية كانوا من المصريين، وأن أول مسئول ترأس أول جامعة سعودية كان مصريًا، وهو الدكتور عبد الوهاب عزّام.
وفي المجال الثقافي، أوضح أن الكثير من العلماء والأدباء اعتمدوا على نشر نتاجهم الثقافي في دور نشر ومطابع مصرية، كما أن المملكة من أكبر الدول التي تشارك في معرض القاهرة الدولي الكتاب، وها هي تشارك من خلال المركز بحضور مميز في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب. وأضاف أن دور النشر المصرية تأتي في مقدمة المشاركين في معرض الرياض الدولي للكتاب.
وتناول الأمير تركي الفيصل في حديثه التعاون بين مكتبة الإسكندرية ومركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، مؤكدًا أن المركز يعد من أكبر الداعمين للمكتبة، كما أنه يشرف بعضوية مجلس أمنائها.
وأعلن أن المركز قام بإهداء المكتبة مخطوطات نادرة لكي تحظى بإيواء لها يحفظ عزتها وكرامتها كنتاج نادر للفكر العربي والإسلامي، كما أن المركز يحتفظ بالنسخة الوحيدة لكتاب “تكملة تاريخ الجبرتي” ويسعى لنشره مع المكتبة.
وأضاف أن المركز سيهدي المكتبة نسخ كاملة من المخطوطات التي يحصل عليها فور الانتهاء من ترميمها، كما أن المركز يسعى لإتاحة إصدارات المكتبة على موقعه بالإضافة إلى العمل على إتاحة مجموعات المركز لجمهور المكتبة.
ومن جانبه، قال المهندس هاني المسيري محافظ الإسكندرية إن الإسكندرية تزهو كل عام بمعرضها الدولي للكتاب الذي تنظمه مكتبة الاسكندرية ويعتبر عرس الإسكندرية الثقافي، هكذا يزداد الاقبال علي هذا المعرض حتي بات من أهم معارض الكتب في الوطن العربي. وأضاف: “هذا يدفعني إلى ان اطلب من مكتبة الإسكندرية أن يتحول النشاط الثقافي والفني المصاحب للمعرض والذي يزيد هذا العام على 70 حدث الي مهرجان ثقافي سنوي”.
وأكد أن مشاركة العديد من الدول خاصة المملكة العربية السعودية وبصفة خاصة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث ضيف شرف المعرض تؤكد رغبة الاسكندرية العارمة في أن تكون هي العاصمة الثقافية لمصر.
وشدد على أهمية دمج الثقافة في التعليم، مؤكدًا أن ذلك هو ما يشكل الهوية. وأضاف: “أحلم معكمبإسكندرية مختلفة، ولن تكون هكذا دون تضافر الجهود لذا سعيت من اول لحظة توليت فيها المسؤوليةإلى التعاون مع مكتبة الإسكندرية وجامعة الإسكندرية وغيرهما من المؤسسات على أرض هذه المحافظة متطلعا ان نقيم سويا مشروعات تحدث نقلات نوعية في مستقبل هذه المدينة العريقة”. وأشار إلى أن المحافظة تقوم بتشكيل لجان مجتمع مدني ويعد من أبرزها لجنة الثقافة.
وأعلن الدكتور خالد عزب أن مكتبة الإسكندرية قد أهدت كافة مطبوعاتها لمركز الملك فيصل للدراسات والبحوث، كما قام المركز بإهداء مطبوعاته للمكتبة. وقام الدكتور صديق عبد السلام صديق؛ نائب رئيس جامعة الإسكندرية، بتسلم إهداء المركز للجامعة.
وقام الدكتور خالد عزب بعرض صور نادرة يتيحها موقع ذاكرة مصر المعاصرة بمكتبة الإسكندرية للملكفيصل بن عبد العزيز آل سعود أثناء زيارات قام بها لمصر، ولقاءه مع عدد كبير من الزعماء المصريين كالرؤساء محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات. كما تم عرض فيلم نادر حول زيارة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود لمصر لدعمها بعد نكسة 1967، ولقاءه مع الرئيس جمال عبد الناصر.