فايز عبد النور الصديق الشخصي للبابا وحديث الذكريات لوطني
فايز عبد النور فلتاؤس من مواليد محافظة سوهاج خريج كلية الآداب قسم التاريخ جامعة فؤاد الأول عام 1964 جامعة القاهرة حاليا يمكث الأن بمنطقة جناكليس بمحافظة الأسكندرية فايز عبد النور هو الصديق الشخصي والمقرب من قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث طول مرحلة الدراسة الجامعية بكلية الآداب التي أمتدت الي أربع سنوات مواقف وطرائف جمعتهما فكان لنا هذا الحوار
كيف بدأت معرفتك بقداسة البابا شنودة أو الطالب نظير جيد ؟
بداية معرفتي بقداسة البابا شنودة الثالث كانت في أكتوبر 1943 في بداية العام الدراسي بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول بقسم التاريخ وكان علي أيامنا قبل أن يأتي الدكتور الي المحاضرة يقوم كل طالب بحجز مكان لنفسه بالمدرج عن طرق وضع الشنطة الدارسية الخاصة به علي المقعد وفي هذا اليوم قمت بحجز مكان وخرجت خارج المدرج حتي يأتي المحاضر لبدء المحاضرة وعندما رجعت لم أجد الشنطة مكانها ولكن وجدتها موضوعة علي مكتب الدكتور فنطرت ناحية المكان الذي حجزت بالشنطة لنفسي فوجدت واحدا بيضحك فذهبت اليه بغيظ شديد لأنه أخذ مكاني فقال لي أوعي تزعل أنا حجزت لك المكان بنفسي وحبيت أتعرف عليك لأني لقيتك صعيدي وغلبان في منظرك فقلت أتعرف عليك ومن هنا بدأت العلاقة وأنضم الينا صديق أخر وهو يسري رياض سدراك وكنا نحن الثلاثة ثالوث لا نفترق ونتحرك دائما مع بعض
وأين كان يعيش قداسة البابا في هذه الفترة ؟
كان يعيش مع أخيه الكبير المرحوم روفائيل وكان لديه أولاد كثيرة وكان يري أن هناك صعوبة أن نذهب اليه في البيت للإستذكار معه نظرا لازدحام البيت وكنت وقتها أسكن في بنسيون لدي سيدة شامية كبيرة السن اسمها نظيرة زوجها متوفي وليس لديها أولاد فكانت تعتبرنا مثل أولادها فكان نظير ويسري يأتون للمذاكرة معي .
حدثني عن علاقة نظير جيد بأساتذته ؟
كان الأستاذ علي أبراهيم أستاذ التاريخ الأسلامي يعاملنا معاملة أولاده لأنه ليس له أولاد فاعتبرنا أولاده وكان كل خميس يستضيفنا في منزله وكان لثقته في نظير جيد كان يشركه معه في تصحيح أوراق أجابات الطلبه أستاذ محمد حسن أستاذ الجغرافيا أثناء كتابته علي السبورة قلت نكته ولم يستطيع نظير أن يكتم ضحتكه كان دائما يقول حاجتين لا أستطيع أكتم الضحك و البكاء فغضب الأستاذ من نظير ولما وجد نظير أن الأستاذ غاضب منه أجتهد لكي يرضيه فقال الأستاذ يا أولادي كنت غاضبا علي نظير جيد ونظرا لتفوقه أصبحت أجيء للدرس خصيصا من أجل نظير .
ما الصفات التي لفت نظرك في زميلك نظير جيد ؟
الأمانة والتفوق والذكاء فهو كان أول الدفعة دائما لم نشعر بميله للرهبنة أثناء الدراسة ولم يفاتحنا في ذلك كان يخدم وكانت خدمته وعلاقته بالله لايتكلم عنها .
وماذا عن شاعر الكتلة الوفدية ؟
أنفصل مكرم عبيد عن مصطفي النحاس وعمل حزبا أسماه الكتلة الوفدية وكان يقيم سادق في باب الحديد ليلقي فيه خطبا وكان نظير جيد يذهب لالقاء أشعار وطنية وكان مكرم عبيد يرحب به ويضع يده علي كتفه ويقول أهلا بشاعر الكتلة الوفدية .
وماذا عن ترتيبه في الجامعة طوال الأربعة أعوام ؟
كما قلت لكي دائما ترتيبه الأول في الدفعة كل عام وكانت تنافسه طالبه سورية اسمها ليلي الصباغ فكان يطلع هو أول الدفعة وتطلع هي الأولي مكرر وكنا نقف جميعا طلبة وطالبات مع بعضنا البعض ولم يوجد أي شيء يشوب هذه العلاقة فكنا نعتبرهم أخواتنا وكنا نضحك مع بعض أثناء أوقات الراحة بين المحاضرات وكان نظير يمتاز بالخلق القويم والأيمان المسيحي والمسيحية الحقيقية والطهارة والعفة الحقيقية ليس مظهرا فقط ولكن كان لا يخالف تعاليم المسيح أو المسيحية في أشياء كثيرة .
هل يمكن أن تحكي لي مواقف تتذكره عن سنوات الجامعة ؟
في السنة الثانية من الجامعة مرضت أنا قبل الأمتحان وكان يصعب عبي تحصيل ومذاكرة المواد وكان أصعب هذه المواد مادة اللاتيني وقبل دخول لجنة الأمتحان دار حوار بيني وبين يسري ونظير قال لي يسري ولا يهمك أنا مذاكر المادة دي كويس وسوف أنتهي بسرعة من أجابة ورقة الأسئلة الخاصة بي وسوف أقوم بكتابة الأجابات لك علي ورقة الأسئلة الخاصة بي وأتركها لك في دورة المياة وأنت بعد ذلك تذهب الي دورة المياة لأخذها سمع نظير هذا الكلام وقال تنجح بالغش وتخالف تعاليم ربنا ده مش ممكن أبدا
أذا وجدتك في اللجنة وقفت وقلت أنا أريد الذهاب الي دورة المياة سوف أقول للأستاذ أن هذا الطالب رايح يغش وبدل ما يكون لك دور ثاني سوف تترفد سنتين من الكلية وبالفعل لم أخرج من اللجنة وسقطت وقال لي نظير ولا يهمك هاقف جنبك لحد ما تنجح في الدور التاني وفعلا ذاكر معي حتي نجحت في الدور الثاني هذه هي الأمانة المسيحية وكانت له قصص كثيرة معنا .
وبعد التخرج هل التقيت به ؟
بعد التخرج من الجامعة أنا أتجهت الي طريق العالم وهو العمل بالتدريس ونظير ذهب الي الدير والعلاقة لم تنقطع بيننا حتي عام 1953 وفي عام 1953 ذهبت للتدريس في السودان وفي عام 1954 بعث يسري الصديق الثالث لنا خطابا لي يقول فيه أن نظير دخل الدير واسمه أصبح أنطونيوس السرياني ومنذ ذلك التاريخ قابلته مرة واحدة في الدير ففي بداية الرهبنة عام 1954كان يمتنع عن مقابلة أحد حتي أخواته وطلب مني وقتها أخواته و أنا في أحدي الزيارات الي مصر أن أذهب معهم الي الدير فقالوا أنت صديقه ونعرف جيدا أنه بيحبك وانت تحبه وهو مش راضي يقابلنا وفعلا ذهبنا له جميعا في الدير و طالبت مقابلته فأتي الينا وسلم علينا بكل هدوء وسلم علي أخواته وقال أرجوكم لا تأتوا الي مرة أخري وفعلا لم أراه مرة ثانية في الدير الا عندما أصبح أسقفا للتعليم فجاء وزارني في منزلي في الأسكندرية و بدأت العلاقة ترجع تاني وبدأ يتصل بالناس وعندما زارني تكدس منزلي من الناس الذين يرغبون في السلام عليه في هذه الزيارة وزار أسرتي وهو بطريرك ليعزينا في وفاة أخي .
أخر مرة التقيت فيها بالبابا شنودة؟
أخر مرة في الأسكندرية التقيت به وكان يقدمني ويقول للأخرين ده صديق عمري جلسنا سويا ولم أكن أعرف أنه اللقاء الأخير