فى تذكار نياحة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث:
وجه مجلس نقابة الصحفيين بعد 20 يوماً من تنصيب البابا شنودة الثالث على كرسي مارمرقس الرسول الدعوة لإلقاء محاضرة بالنقابة كونه عضواً بها وتكريما له بمناسبه تنصيبه بطريركاً هذا الحدث الجليل الذى ألتف حوله كل افراد العالم ليشاهدوا خليفة كرسي مارمرقس الرسول ومثلث الرحمات البابا كيرلس السادس.
ترك مجلس النقابة للبابا موضوع اختيار المحاضرة التى سيلقيها فكان من البابا أن رد أن المحاضرة ستكون بعنوان ” المسيحية واسرائيل” هذا الموضوع الشائك ما كان من البابا الا أن تناوله بدقة ليخرج من المحاضرة وسط تصفيق حاد وليؤكد للجميع – فى عهد الرئيس محمد انور السادات- أن الأقباط جزء أصيل من المنظومة الوطنية لا شك فيهم
سنرد لكم بعض ما جاء بالمحاضرة: “اليهود فى الواقع مروا علي ثلاثة مناطق: مصر، وشبه جزيرة سيناء، وفلسطين. مصر بالنسبة لليهود كانت أرض عبودية، وسيناء بالنسبة لهم ارض متاهة وارض عبور وارض فناء وعقوبة، اما فلسطين بالنسبة اليهم فكانت مسكنا مؤقتا كمعزل دينى
وبصعوبة كبيرة استطاعوا أن يحتفظوا بالايمان بعد فترات مريرة مرت بهم عبدوا فيها الاصنام هم انفسهم وتركوا الله فى اوقات كثيرة وكان الله يقودهم ويحاول أن يحتفظ بالايمان الذى فيهم وليس بهم شخصياً… ثم جاءت المسيحية وتسلمت ما عند اليهود من وديعة… الكتب المقدسة، العقائد، الرموز، الطقوس الدينية، الإيمان ذاته.
وبعد ذلك أنتهى دور اليهود … انتهى دورهم كمجموعة تحمل الايمان فى وقتنا الحاضر ، الإيمان بوجود الله… اصبح الإيمان بوجود الله فى كل ركن من اركان الأرض… ولم يعد من المعقول ولا من الممكن أن نجمع المؤمنين بالله من أرجاء العالم كله ومن كل القارات، لكى نضعهم فى أرض معينة، فكرة المعزل الدينى استوفت وقتها وانتهت لأنه من الممكن أن نعزل مجموعة قليلة بعيداً عن الغالبية الوثنية ، لكننا لا نستطيع أن نعزل العالم كله بعيدا عن قلة من اليهود، فانتهت فكرة المعزل الدينى الذى بسببه وضع الله هؤلاء الناس فى الارض… ولم تعد هناك حكمة من وجود ارض يقبع فيها اليهود أو غير اليهود
وهكذا أيضا مع هذه الفكرة انتهت فكرة الشعب المختار من الله، كان قد اختار اليهود فى القديم ليحملوا الإيمان ليس بسبب كونهم يهوداً، وإنما بسبب أنهم كانوا المجموعة الوحيدة التى تعرف الله ماعدا قلة متفرقة فى جهات اخرى.
أما الان فاصبح الشعب المختار هو من يؤمن بالله… فكلمة المختارين معناها المؤمنين، فالمختارون هم المؤمنون لأنه من غير المعقول أن يرفض الله كل من يؤمن به ويقول لكل المؤمنين فى الأرض لا اعرفكم…. ان لا اعرف الا اليهود… هذا كلام غير منطقى…. الله ليس عنده محاباة… سبحان الله جل اسمه عن الإنحياز … الله هو إله الكل، الكل خليقته ورعيته وصنعة يديه… وهو إله لجميع الشعوب على الأرض”
جدير بالذكر أن مجلس النقابة تلقى العديد من الرسائل لطلب نص المحاضرة ولبي المجلس الطلبات وقام بطبع المحاضرة باللغة العربية والانجليزية والفرنسية ووزعت فى أنحاء العالم، حتى يكشف البابا فى تلك الحقبة الخطيرة والمهمة للرأى العام العربى والأجنبى رأى الكنيسة لتوضع كوثيقة تاريخية مهمة ضمن سلسلة الأقباط الوطنية.