· المنافسة بين امريكا والسوفييت عدلت نظر الأولى تجاه الواجبات!!!
كلاً من الطلبة والأمهات يعانون مع بدء العام الدراسي من الواجبات المنزلية سواء فى المدارس الحكومية أو الخاصة وتتغير نبرة صوت الأم ليصبح المنزل أشبه بساحة معركة للقيام بالواجب… فمن منا يعرف قصة المدرس الذى أخترع الواجبات المنزلية ومتى تم تطبيقها !!! .
يرجع تاريخ الواجبات المنزلية إلى عام 1095 وبالتحديد فى مدينة فينيسيا على يد روبيرتو نيفيلس حيث تم تكليف الطلاب لأول مرة بالواجبات المنزلية وكان يهدف وقتها نيفيلس أن يحقق تلاميذه مستوى أعلي من الإستذكار لزيادة مستوى طلابه فحسب… ولم يسجل التاريخ أى إشارات لوجود واجبات منزلية قبيل هذا التاريخ…. ولم يكن يعلم نيفيلس وقتها أن فكرته ستصبح مشكلة مؤرقة للأمهات والتلاميذ بعد ما يقرب من القرن وأن الواجبات المنزلية ستحل محل المدارس فى الكثير من الأحيان.
المثير للجدل أن النظام الفردى الذى وضعه نيفيلس أخذته عنه الدول الأوربية عند وضع نظام تعليمها الرسمى وأصبح متزامناً معه الواجبات المنزلية، هذا خلاف الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان نظام الواجبات المنزلية نادراً بها حتى مطلع القرن العشرين فكانت تثير الإمتعاض عند كثير من الأسر الأمريكية الذين كانوا يرون أهمية خروج اولادهم للعمل عوضا عن المدارس والإستذكار ففى عام 1901 ألغت الهيئة التشريعية بكاليفورنيا نظام الواجبات من الحضانة إلى الصف الثامن…. غير أن الأمور تبدلت بعد الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة حيث وجدت أمريكا ضرورة الإرتفاع بمستوى طلابها التعليمى ليواكب الطلاب السوفييت ولذا بدأ الضغط على الأطفال لمزيد من الإستذكار بالواجبات المنزلية.
وفى التسيعينيات بدأ الإعتماد على الواجبات بشكل أساسي وأصبح يشكل حيزاً كبيراً فى كل المراحل التعليمية وعُملت العديد من الأبحاث لمعرفة مدى وتأثير الواجبات على أعمار الطلاب المختلفة وتم إختيار الأطفال من سن 6 إلى 9 سنوات على سبيل التجربة وتوصلت النتيجة إلى أن الواجبات تضاعفت فى هذه المرحلة ولكن التأثير على مستوى الطلاب لازال غير محدد وعليه الكثير من علامات الاستفهام، وهناك دراسة أخرى أوضحت أن الواجبات المنزلية من 90 دقيقة إلى ساعتين أسبوعياً كفيلة فى إيجاد تطور فى مستوى الطلاب…. أما عن مصر فيبدو أن نظام الواجبات ألحق بها مع نشأة نظام التعليم الرسمى كما كان الحال فى الدول الأجنبية ويرجع الفضل إلى نيفيلس.