عرفاناً بالدور الخالد الذي لعبته سيدة الغناء العربي أم كلثوم في إثراء الوجدان المصري والعربي، وتقديراً لفنها الأصيل، وسلوكها القومي والإنساني النبيل، وحرصاً على تراثها القيم، الشخصي والعام، ورغبة في أن يتواصل هذا التراث، فناً وسيرة، مع الأجيال القادمة واللاحقة.
وعن دور وزارة الثقافة فى تخليد ذكرى ام كلثوم يقول ماجد الراهب عضو المجلس الاعلى للثقافة لوزارة الثقافة دورا كبيرا فى الحفاظ على ثروة مصر القومية من مبدعيها وفنانيها فحرصت على تحويل كثير من مساكن االفنانيين والمبدعين إلى متاحف لجمع كل مقتنيات هولاء فى مكان واحد كما خصصت متاحف أخرى أقيمت خصيصا لبعضهم وتنوع ذلك بين فنانيين تشكيليين وفنانيين طرب وموسيقى ورجال أعمال وجعلت هذه المتاحف تخضع لإشراف الوزارة وعرفاناً بالدور الذى لعبته سيدة الغناء العربى أم كلثوم فى إثراء الوجدان المصرى والعربى، وتقديراً لفنها الأصيل، ودورها الوطنى النبيل، وحرصاً على الحفاظ على تراثها الفنى والشخصى القيم وإتاحته أمام الأجيال المتعاقبة، رأت وزارة الثقافة أن تقيم متحفاً يليق بعطائها ويحمل اسمها الخالد، ليصبح منارة إشعاع فنية وثقافية تفيض بعطائها الإبداعى الخلاق.
وقع الاختيار على منطقة الروضة، على النيل اخرشارع الملك الصالح بالمنيل لإقامة المتحف حيث تقرر أن يشغل أحد المبانى الملحقة بقصر المانسترلى على مساحة قدرها 250 متراً. في مشهد بانورامي يغمرك بمشاعرالحب و الإعجاب بتلك الموهبة وما تركته من مقتنيات. ويتصدر حديقة المتحف تمثال مجسم لها تم نحته من الرخام الأبيض، ويحمل لافته على شكل آلة قانون كتب علىها باللغتين العربية والإنجليزية عبارة «متحف أم كلثوم»وهذه المنطقة تقع فى نهاية جزيرة الروضة، ضمن منظومة معمارية أثرية ثرية فنياً وتاريخياً حيث تضم مقياس النيل، ذلك الأثر الإسلامى الشهير الذى يمتد تاريخه لأكثر من 1200 عام، وقصر المانسترلى الذى يعد تحفة معمارية فريدة وبناه حسن فؤاد باشا المانسترلى عام 1851م وتبلغ مساحته 1000 متر.
وقد تولى صندوق التنمية الثقافية العمل فى تجهيز وإقامة متحف أم كلثوم منذ عام 1998م
المـتـحـف ومحتوياته
تشكلت أول لجنة للبحث واستلام مقتنيات السيدة أم كلثوم بتاريخ 8/5/1998م لجمع مقتنيات أم كلثوم وآثارها العامة والخاصة حيث تم جمع كل ما أُتيح من مقتنيات أم كلثوم القيمة وآثارها العامة والخاصة من ذويها ومحبيها بما يثرى المتحف ويعكس ليس فقط ثقافة أم كلثوم ولكن أيضاً يطرح رؤية ثقافية وفنية شاملة لقرن من الفن والثقافة .
وما زالت اللجنة تواصل بحثها وجمعها للفريد والثمين من هذه المقتنيات. وتجوب أنحاء الدلتا ومصر ولا تبخل بجهد في الحصول عليها تحت إشراف صندوق التنمية الثقافية.
من هذه المقتنيات ما هو شخصي (ملابس – اكسسوارات –حقائب –
وصـف المـتـحف
القاعة الرئيسية :
تحتوى على (8) فاترينات تضم العديد من المقتنيات الشخصية والأوسمة والنياشين وهناك جناح خاص يحتوي على بعض المصاحف الخاصة بام كلثوم والمطعمة بالصدف، كما يوجد بالجناح مذكراتها اليومية، وأوراقها الرسمية وعندما تتجول بالمتحف تجد جهاز غرامافون وبجواره بعضاً من اسطواناتها، وجهاز عرض سينمائي، وبيك آب، ومذياع صغير(راديو)، كانت تضعه بجوار فراشها لتستمع إليه وهي في غرفة نومهابالإضافة إلى (5) جداريات للصور النادرة الخاصة بكوكب الشرق بطريقة «الكولاج» بالإضافة إلى نوت موسيقية وأشعار مكتوبة بخط عدد من الشعراء لأهم أغنيات السيدة أم كلثوم – مثل بيرم التونسي، وأحمد رامي، وجورج جرداق و خطابات متبادلة بين الراحلة ورجالات عصرها من السياسيين والقادة والشخصيات العامة وأوراق ومذكرات خاصة وتوجد فاترينة بها متعلقات الزينة الخاصة بأم كلثوم، وأبرزها ذلك البروش الماسي الذي يأخذ من الهلال شكلاً له، إضافة إلى مجموعة من حقائب اليد والأحذية التي كانت تستخدمهاوكذلك الثياب والفساتين الخاصة بها والتي غنت بها في اشهر الحفلات فنجد فاترينة بها مجموعة من الفساتين الطويلة التي ظهرت بها في حفلاتها الغنائية، فنجد فستان أغنية الأطلال وفستان سيرة الحب وكذلك فستان اغنية يا مسهرنى والكثير من الفساتين الاخرىوتجد ايضا العود الخاص بالسيدة ام كلثوم والذى استخدمتة كثير فى العزف وبروفات اغانيها هذا بخلاف عدد كبير من الاسطوانات بجانب العود يصل الى 150 اسطوانة.
قاعة السينما
يعرض فى هذه القاعة فيلم تسجيلى لأم كلثوم من إنتاج صندوق التنمية الثقافية يتضمن مقتطفات من قصة حياتها بالإضافة إلى أجزاء من أفلامها الستة وحفلاتها فى مصر والوطن العربى ويختتم بجنازة أم كلثوم ومدة هذا الفيلم 26 دقيقة. وهو مترجم باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
قاعة المكتبة السمعية والبصرية
تضم 18 مجلداً بها كل ما كتب عن أم كلثوم في الصحافة المصرية والعربية من خلال 6929 مقالا منذ عام 1924موهو العام الذي شهد بداية شهرتها، وحتى العام 2001موهو العام الذي شهد افتتاح المتحف، كما تضم المكتبة أيضاً المؤلفات التي تناولت سيرة أم كلثوم، ومن بينها كتاب «أم كلثوم..معجزة الغناء العربي» الذي قامت بتأليفه الدكتورة رتيبة الحفني وتضم القاعة ايضا على 5 أجهزة كمبيوتر يتم من خلالها استعراض لجميع أغانيها وصور حفلاتها ورحلاتها الخارجية والداخلية وأفلامها.
قاعة البانوراما:
يعرض فى هذه القاعة مجموعة صور للمراحل العمرية لأم كلثوم خلال حياتها وصور لأفلامها ومجموعة صور مع الفنانين والمطربين وصور مع رؤساء الدول العربية ويصاحب هذه الصور موسيقى للفنان راجح داود. ومدة هذه البانوراما 10 دقائق.عبارة عن
فيلم تسجيلي:صامت يعرض من خلال شاشة سينمائية عن أم كلثوم يستعرض حفلاتها فى مصر والوطن العربى وهو بمثابة واجهة لكل زوار متحف أم كلثوم.ومدة هذا الفيلم 15 دقيقة.
وقد تم افتتاح هذا المتحف في 28 ديسمبر سنة 2001 موقام بافتتاحة السيدة / سوزان مبارك حرم الرئيس الاسبق محمد حسنى مبارك ومواعيدالزيارة يوميا من الساعة 9 صباحا – 4 مساءا نظير تذكرة ثمنها جنيهان للمصرى اوالاجنبى
وقد ولدت فاطمة ابراهيم البلتاجى الشهيرة بأم كلثوم و كوكب الشرق وسيدة الغناء العربى والست وثومة وصاحبة الحنجلرة الذهبية كل هذه ألقابها الفنية فى قرية طماى الزهايرة مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية في 31ديسمبر 1898م
وبعد 1916م تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد وأقنعا الأب بالانتقال بابنته الموهوبة إلى القاهرة و استقرت بها فى 1923م وبدأت بإحياء حفلات فى قصور شخصيات معروفة وفى 1924م تعرفت على أحمد رامى عن طريق الشيخ أبوالعلا فى إحدى الحفلات واستمر التعاون بينهما طوال مسيرتها وكان مصدرا رئيسيا لتثقيفها ثم تعرفت على محمد القصبجى الذى بدأ فى إعدادها فنيا ومعنويا وشكل معها أول تخت موسيقى
وفى 1928م غنت «إن كنت أسامح وأنسى الآسية» فحققت الأسطوانة أعلى مبيعات وبرز نجمها، وفى 1935م غنت «على بلد المحبوب ودينى» من ألحان ملحن شاب آنذاك وهو رياض السنباطى ليستمر التعاون بينهما بعد ذلك لما يقرب من 40 عاما، وفى 22 يناير 1975م تصدرتْ أخبار مرض أم كلثوم الصحف والإذاعة والتليفزيون وفى يوم 3فبراير 1975م تم الإعلان عن وفاة كوكب الشرق
وقد حصلت ام كلثوم على العديد من الاوسمة والنياشين على مدى حياتها الفنية. منها وسام الكمال الذي منحه لها الملك فاروق عام 1944م عقب إحدى حفلاتها التي تعطف علىها فيها بلقب صاحبة العصمة. ووسام الأرز الوطني اللبناني الذي حصلت علىه عام 1955م ووسام الاستحقاق اللبناني الذي حصلت علية عام 1968م وكذلك وسام الكفاءة الفكرية من الدرجة الممتازة الذي أهداه لها ملك المغرب الحسن الثاني، وايضا نيشان الرافدين الذي منحه إياها الملك فيصل الأول ملك العراق عام 1946م ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى الذي تسلمته من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مارس عام 1960م وجواز سفرها الدبلوماسي الذي منحته لها الحكومة المصرية تقديراً لجهودها في دعم المجهود الحربي ويحمل رقم 1534م إضافة للمزيد من الأوسمة وشهادات التقدير من الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، والرئيس أنور السادات، والملك حسين بن طلال ملك الأردن.