أعبر فى الساحة الخارجية لمعبد الكرنك ..ممسكة بيد ابنتاى أشرح لهم كيف كانت تقام هنا الأحتفالات الملكية لأجدادنا العظماء …أتجلى حين أرى لمعة عيونهم بالأنبهار فأزيد من الشرح وأقول …” تخيلوا معى الحفل ..هنا يمشى الفرعون الملك ، هنا تجلس الملكة …هنا تصطف الصفوف ..أجدادكم كانوا منظمين ..!! هم ليسوا مثل ماترونه فى الشوارع اليوم !! – جملة اعتراضية :من ف الشوارع اليوم شعب آخر!!! يضحكون فأزيد من التفاصيل …تخيلوا صوت الموسيقى إنها تشبه …تشبه …تشبه الألحان التى نسمعها اليوم فى الكنائس القبطية…يردون يااااااه …هما الفراعنة كانوا مسيحيين !!! أبتسم …لا الفراعنة كانوا مصريين !!!”
لا أعرف لماذا ينكر البعض على الألحان القبطية …نسبها الفرعونى الأصيل ؟! إنها هوية وشهادة ميلاد ..إنه فخر أن فى مصر حتى الآن من لازالوا يحفظون هذا الميراث الفنى الهائل الذى رغم أنه تطور وتغير وأدخلت عليه المفاهيم الروحية والدينية المسيحية إلا أنه لفخر عظيم أن نعرف أن أجدادنا توارثوا وأورثونا فكرة العبادة بالألحان ..وجعلوه إمرا مقبولا أن تكون العبادة مصحوبة بالترنيم الذى هو الغناء بوقار بحسب المفهوم البسيط ..الموسيقى حالة روحية تسمو بروح الإنسان ..فشكرا لأجدادنا الذين حفظوا لنا وحفظوا لمصر هذه الثروة الفنية الهائلة المسماة باللحن القبطى ..
أكتب كل هذا لأنى أشعر بسعادة بالغة لم أختبرها منذ زمان طويل فى العمل فى الحقل البرامجى ..بعوده البرنامج الأروع ( ماوراء الألحان ) يطل علينا عبرالشاشة الرائدة سات ٧ ويقدمه المهندس جورج كيرلس وفريق دافيد الذى مثّل ويمثل مصر فى محافل دولية ماأكثرها …
ورغم أنى لست واحدة من فريق عمل هذا البرنامج إلا أننى أشعر بذات السعادة وأصلى لهم فردا فردا .
.أصلى لصاحب الفكرة فى تقديم الإلحان القبطية بهذا التناول الرائع والعميق الذى حفظ للألحان القبطية أصالتها وقدم المعنى الروحى لها وأخرجها من قالب الغربة التى يتعلل بها كل من لا يفهم اللحن ومعناه وروعته ..شريف وهبة ..شكرا
أصلى للرائع والعميق الدارس والروحانى الذى رفع اللحن القبطى من مرحلة التناول الهاوى والحفظ عن طريق ال( شرط ) تلك الطريقة التى لاتليق بحفظ وتدوين وتسليم إرث موسيقى بهذه العظمة وأدخلها مرحلة التدوين بالنوتة الموسيقية ..فأصبح اللحن القبطى الغارق ف المحلية ..مقطوعة رفيعة المستوى يستطيع عازفى العالم قرائتها وعزفها وتداولها ودراستها …المهندس جورج كيرلس الذى يدرس مادة الألحان القبطية بجامعة حلوان ..
والتحية لقناة سات ٧ القناة الفضائية المسيحية الأولى التى تؤكد ريادتها ..بتخطيها فكرة خدمة طائفة بعينها الى كونها قناة مسيحية تخدم كل الطوائف المسيحية واحتفاظها بهويتها الإنجيلية …فالإتساع للكل لا يلغى الهوية ..بل يخدم الصورة الأكبر …أكرر التحية ..
وأدعو كل المصريين وليس كل المسيحيين فقط ..إلى الأستمتاع بوجبة دسمة من التاريخ والموسيقى والعلم والروحانية فى برنامج أتمنى أن اراه كما عهدناه قبلا ..بل وأفضل ..
وأخيرا..أسأل المهتمين بأمر الألحان القبطية ..ألم يحن الوقت لكى نسلم ونعلم اللحن مدونا على ( نوتة موسيقية ) ألانخجل من كتب كبيرة ملآنة بال ( شُرَط ) …التدوين أولى مراحل حفظ التراث واحترامه …أيها السادة ..انظروا الى ….ماوراء الألحان …!!