سميرة عبد العزيز:السبب وراء اعتزالها التمثيل هو صدقها مع نفسها، وعدم قدرتها على تقديم أعمال جيدة مقارنة بما قدمته فى الماضى
وائل نور:عندما قالت لى “حاسب من البلهاريسيا”
محسن علم الدين:أول ممثلة مصرية استطاعت تغيير بعض القوانين بتقديمها لفيلم”أريد حلًا”
“ليلة في حب فاتن حمامة”، كان عنوان التى عقدت بمعرض الكتاب ضمن الندوات الفنية للاحتفاء بمسيرة الفنانة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة، وشارك فيها الفنانة سميرة عبد العزيز، والمنتج محسن علم الدين والفنان وائل نور، وأدار الندوة الناقد ماهر مخلوف .
بدأ ماهر مخلوف حديثه عن مشوار الفنانة الراحلة قائلا عندما بدأت فاتن حمامة مشوارها في السينما المصرية كان النمط السائد للتعبير عن الشخصية النسائية للمرأة المصرية في الأفلام تمشي على وتيرة واحدة، حيث كانت المرأة في أفلام ذلك الوقت غير واقعية تمضي معظم وقتها في نوادي الطبقات الراقية وكانت إما تطارد الرجال أو بالعكس، وأيضا كانت هناك نزعة على تمثيل المرأة اللعوب لإضافة طابع الإغراء لأفلام ذلك الوقت، وكانت معظم الممثلات في ذلك الوقت يجدن الغناء أو الرقص.
قبل مرحلة الخمسينيات ظهرت في 30 فيلما وكان المخرجين يسندون لها دور الفتاة المسكينة البريئة، ولكن كل هذا تغير مع بداية الخمسينيات.
حيث بدأت في الخمسينيات ونتيجة التوجه العام في السينما المصرية نحو الواقعية بتجسيد شخصيات أقرب إلى الواقع ففي فيلم “صراع في الوادي” (1954) جسدت شخصية مختلفة لابنة الباشا فلم تكن تلك الابنة السطحية لرجل ثري وإنما كانت متعاطفة مع الفقراء والمسحوقين وقامت بمساندتهم، وفي فيلم “الأستاذة فاطمة” (1952) مثلت دور طالبة في كلية الحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن إن للنساء دورا يوازي دور الرجال في المجتمع، وفي فيلم “إمبراطورية ميم” (1972) مثلت دور الأم التي كانت مسؤولة عن عائلتها في ظل غياب الأب، وفي فيلم “أريد حلا” (1975) جسدت دور امرأة معاصرة تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل، وفي عام 1988 قدمت مع المخرج خيري بشارة فيلم “يوم حلو يوم مر” ولعبت فيه دور أرملة في عصر الانفتاح والمبادئ المتقلبة وتحمل هذه الأرملة أعباء ثقيلة جدا دون أن تشكو وكلها أمل بالوصول إلى يوم حلو لتمسح ذاكرة اليوم المر.
ويرى معظم النقاد أنها وصلت إلى مرحلة النضج الفني مع فيلم “دعاء الكروان” (1959) هذا الفيلم الذي اختير كواحد من أحسن ما أنتجته السينما المصرية وكانت مستندة على رواية لعميد الأدب العربي طه حسين، وكانت الشخصية التي قامت بتجسيدها معقدة جدًا من الناحية النفسية، ومن هذا الفيلم بدأت بانتقاء أدوارها بعناية فتلى هذا الفيلم فيلم “نهر الحب” (1960) الذي كان مستندًا على رواية ليو تولستوي الشهيرة “آنا كارنينا” وفيلم “لا تطفئ الشمس” (1961) عن رواية إحسان عبد القدوس وفيلم “لا وقت للحب” (1963) عن رواية يوسف إدريس.
ثم تحدثت الفنانة سميرة عبد العزيز وقالت إنها تقدر وتحترم فاتن حمامة، على مستواها الفني وعلى مستوى الصداقة فهى فقدت أعز أصدقائها التي مازالت حاضرة بأعمالها الفنية المتميزة.
وأضافت عبدالعزيز: أن حمامة تعتبر عمودا هاما من الفن المصري والسينما المصرية، حيث أنها لم تقدم أي عمل سينمائي يخدش أذن المتفرج أو المشاهد.
وأضافت عبد العزيز أن فاتن حمامة تميزت بصفات جعلت منها نجمة الشاشة وسيدة القرن، وأهمها الصدق فى الحياة والفن وفى علاقتها بالناس، مشيرة إلى أن السبب وراء اعتزالها التمثيل هو صدقها مع نفسها، وعدم قدرتها على تقديم أعمال جيدة مقارنة بما قدمته فى الماضى.
وأشارت سميرة عبد العزيز إلى أن فاتن حمامة فنانة متواضعة لأقصى درجة، وتتبع مدرسة الطبيعية فى أعمالها، وذلك للحصول على مصداقية الجمهور، وأحد المواقف التى تدل على تواضعها تقبلها أن تصحح لها نطق أحد الكلمات التى قالتها بشكل خاطئ أثناء تصوير أحد مشاهد مسلسل “ضمير أبلة حكمت” ومن خلاله بدأت صداقتهما الوطيدة.
وأكدت أن سيدة الشاشة العربية كانت تتمع بأخلاق رفيعة، مشيرة إلى أن المرة الوحيدة التى لفظت فيها بإحدى الشتائم كان فى مشهد من فيلم “الخيط الرفيع” حين قالت “ياكلب يا ابن الكلب”، وبعد أن إنتهى المشهد شعرت بإستياء شديد وكلمت المخرج بركات لكى يحذف المشهد، ولكن المخرج رفض وتمسك بالمشهد لأنه جاء بتلقائية شديدة، وظل ضميرها يؤرقها لمدة أسبوع كامل لم تستطع فيه النوم، لو لم تعد لمثل هذا ابدا.
وأشارت سميرة عيد العزيز إلى أن فاتن حمامة قدمت مسرحية واحدة فقط فى بادئ حياتها بعد تخرجها فى معهد الفنون المسرحية، وعرض عليها القيام بدور البطولة فى إحدى المسرحيات أمام الفنان أحمد زكى وبعد قبولها، صرحت بأنها لن تتحمل المجهود الذى يتطلبه المسرح.
وقال المنتج محسن علم الدين إن لفاتن حمامة طباعا خاصة أثناء تصوير أى فيلم، وقد عملت معها أربعة أفلام هى “حكاية العمر كله” و”الخيط الرفيع” و”إمبراطورية م” و”ليلة القبض على فاطمة”، وكان الناقد زهير لبيب أول من أطلق عليها “سيدة الشاشة العربية”، وفاتن كانت مثقفة بدرجة كبيرة، وتجمعها صداقات مع كبار الأدباء، مثل نجيب محفوظ، ومصطفى أمين، وكان لها مكانة كبيرة عند النجوم، واحتضنت العديد من الوجوه الشابة وقتها، فهى أول من تنبأ بموهبة محمود ياسين، وبوسى، وهشام سليم، وحياة قنديل، وليلى حمادة، وكان لها تأثير كبير على المجتمع فهى أول ممثلة مصرية استطاعت تغيير بعض القوانين بتقديمها لفيلم”أريد حلًا”.
وعن علاقته بفاتن حمامة، قال الفنان وائل نور إن علاقته بسيدة الشاشة العربية بدأت من مسلسل “وجه القمر” الذى فوجئ بسيدة أنيقة تتحدث إليه أثناء تصوير أحد مشاهده وسألته فاتن حمامة عن سبب رفضه مشاركتها مسلسلها الجديد، لكنه أجابها مؤكدا أن ورق المسلسل لم يصله، وفوجئ بها تتحدث فى الهاتف لتعطيه الورق ثم طلبت منى الحضور صباح اليوم التالى لأقف أمامها فى أول مشهد وفى اليوم التالى قامت بالترحيب الشديد بى وأشادت بدورى فى مسلسل “البخيل وأنا”.
ويكمل نور عن موقف آخر فوجئ بها تتصل به من لندن لتسأله “أنت بتعرف تعوم يا وائل؟!!” وكان المشهد الذى سأقوم به يتطلب منى القفز فى النيل، فقلت لها “نعم أعرف السباحة” فردت على “طي إتأكد إن المكان اللى هتنط فيه مياه جارية .. عشان البلهاريسيا”، هذه هى سيدة الشاشة العربية التى كانت تهتم بكل من يشاركها المسلسل بنفس القدر.