قال البابا تواضروس أنه مع بداية الصوم الكبير سوف نتأمل في إنجيل الأربعاء من كل أسبوع من الصوم.
وإنجيل هذا الأسبوع جاء بعنوان (من تحب ؟) “أنت يا من تملك قلب المسيح .. الإنسان المسيحي انتقل من مرحلة احتمال الأخرين إلى مرحلة محبة الأعداء.. والآية تقول “أحبوا أعدائكم”.. الإنسان المسيحي ليس له عدو إلا الشيطان، وطاقة الإنسان المسيحي في الحب غير محدودة، لأنها بغير محدودية الله فالله محبة.
إن جوهر المسيحية هو الحب ولا حدود للمحبة في حياة الإنسان المسيحي، لذلك إذا غابت المحبة عن قلبك فهذه خطية كبيرة أمام المسيح. الإنسان المسيحي يحب ليس انتظاراً لمكافأة لكن حباً في الخير والفضيلة. أيضاً يحب الإنسان المسيحى بغير إدانة… “لا تدينوا كي لا تدانوا”.. فكل إنسان على هذه الأرض سوف يقف يوماً أمام الله فهو الديان العادل.
أعطى الله الإنسان نسمة الحياة لكي يستخدمها في صنع الخير، يحيا بها ويربح الآخرين ولكن يتعدى الإنسان حدوده عندما يدين الأخر.. فالدينونة هي للديان العادل.
إيمانك بالمسيح هو الذي يعطيك طاقة الحب.. الإيمان هو الذي يشعرك بقيمتك في الحياة.. محبتك لكل إنسان ينبع من إيمانك، “قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك” (أر1 )
الإنسان هو محبوب الله.. “نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً” وهذا الحب ينتقل إلى كل إنسان على وجه الأرض.
• أحبوا أعدائكم.. هذه الوصية هي عمق أعماق المسيحية.. إحذر أن تبرد محبتك.. إحذر أن تصنف الناس.. كن كما أراد المسيح فيك وإذا كان فيك غير ذلك راجع نفسك في فترة الصوم المقدس.
واستطرد البابا قائلاً: يحكي لنا تاريخ الكنيسة عن القديس يوحنا القصير الذي كان ناسكاً في البرية وما فعله مع السيدة التي كانت تحيا في الخطية، وتوبة القديسة بائيسة بمجرد أن رأت في عينيه كل المحبة، وأيضاً ما قدمه القديس استفانوس من محبة لراجميه.. من أين أتى بهذه الصلاة “يارب لا تقم لهم هذه الخطية”؟!..
تتعرض لضيق وشدة ولكنك ترفع قلبك إلى الله لأنك تملك قلب ملئ بالحب.. فقد شابه استفانوس سيده فيما فعله.
لذلك الذين ارتكبوا شراً أو عنفاً نصلي من أجلهم.. أدعوكم أن تخصصوا هذا الصوم للصلاة من أجلهم ومن أجل أن ينزع الله الشر من القلوب “فغير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله”.. حبك للآخر يعطيه فرصة كما يحبك المسيح ويعطيك فرصة.
كيف يقطع لسان الشر سوى مزيد من المحبة.. كما فعل المعلم ابراهيم الجوهري مع من أساء إلى أخيه.
وأخيراً.. إجابة “سؤال من تحب؟” هي “كل الناس”… وقلبك مفتوح لكل الناس في كل مكان.
وأوضح البابا صور المحبة أولها الصلاة من أجل الأخرين.. من فضلك خصص هذا الصوم للصلاة بحرارة، فأيام الصوم أيام مقدسة معدودة فلا تضيعها، فالصوم هو محبة لله.
ثانيا من صور المحبة هي أن تفتقد الآخرين في ظروفهم المتنوعة.. علم نفسك أن تبحث عن من هم في إحتياج.. “كونوا رحماء كما أن اباكم رحيم.”
الصوم فرصة أن تقدم مزيد من المحبة للآخرين.. قدم المحبة بكل صورها.. قدم قلبك الذي يحتضن العالم كله.
من تحب؟ أترك لك الإجابة فى هذا الصوم لكي تكون إجابتك “كل الناس”.