أكد الأنبا مكاريوس، الأسقف العام للأقباط الأرثوذكس بالمنيا، في بيان أصدره حول استشهاد 20 مصري قبطي ينتمون لمحافظة المنيا، أن تنظيم “داعش” بليبيا بالشهداء المصريين، قدم لنا دون أن يدري أعظم وثائق الاستشهاد من أجل الايمان، حيث انها وثيقة حية ، فلا هي وثيقة مكتوبة أو مرئية فقط …
ووصف أسقف عام المنيا، فيديو فتك مقاتلي فرع تنظيم “داعش” بليبيا بالشهداء المصريين، بأنه أعظم توثيق للاستشهاد من أجل الإيمان لأن الشهداء المصريين اختطفوا ثم قتلوا لكونهم مسيحيين، ولو كانوا خضعوا لتهديد أو فرطوا في إيمانهم لما قتلهم الإرهابيون، بينما وفر لنا داعش دليل هذه الشجاعة بالفيديو الذي يوثق لإستشهادهم
و أضاف مكاريوس، لقد سجل لنا شريط الفيديو كيف ظهروا رجالاً ومتماسكين إلى اللحظة الأخيرة، حيث ارتفعت أصواتهم بالتضرع إلى الله عند الشروع في قتلهم، إننا نشرف بهم، وهكذا كان جميع الشهداء في كل واقعة استشهاد، والفرق فقط أنه توافر لنا هذه المرة فيديو يصور استشهادهم.
وتابع مكاريوس في بيانه بأنه بقدر ما كان المشهد مؤلمًا، وبقدر ما أصاب الذين شاهدوه بالصدمة، إلا أنه يُعَد أغلى وثيقة تؤيد بالصوت والصورة استشهادهم وتمسكهم بإيمانهم إلى النفس الأخير، إننا نستقي سير الشهداء من المخطوطات والكتب، وروايات شهود العيان -في الآونة الأخيرة- عن الشهداء، وبعض الصور والأيقونات كنوع من التوثيق، ولكن هذا الفيلم هو توثيق حيّ لشباب احتفظ بإيمانه الغالي حتى آخر لحظة، ومناداتهم المسيح قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة.
وامتدح مكاريوس أسر الشهداء مخاطبا إياهم قائلا: لقد انزعجتم عند سماع خبر اختطاف أبنائكم ، ثم تأرجحم بين الأمل واليأس بخصوص مصيرهم، ثم رُوِّعتم أخيرًا بخبر استشهادهم. ولكن وبقدر صدمتكم وحزنكم الجسيم وشعوركم بالعجز والاستياء الشديدين، إلّا أنكم عما قليل ستدركون أنه مهما علا أولادكم وارتفعوا وكسبوا وتزوجوا وأنجبوا واشتهروا، فإن كل ذلك لا يساوي ما تحقق لهم باستشهادهم، من مجد وخلود وذكرى طيبة وسيرة مشرفة.
وأضاف أن الشهداء هم نموذج نادر في الثبات على الإيمان إلى النفس الأخير. نعزّي فيهم مصر، وجميع المصريين مسلمين ومسيحيين، وشكرًا للرئيس الإنسان الذي أعلن الحداد سبعة أيام على شهداء مصر.
واختتم مكاريوس بيانه بالقول أننا نصلي من أجل الذين قتلوهم حتى يفتح الله عيونهم، ويقلعوا عن شرورهم، ويضع الرحمة في قلوبهم. ونصلي من أجل ليبيا الشقيقة، ومن أجل إخوتنا المصريين الموجودين حتى يعودوا سالمين.