لم يجد شباب مصر قبل 25 يناير 2011 مستقبلا لهم فكل خطوات الدولة تسير بالوساطة والرشوة والتزوير ولا مكان لمواطن شريف يؤمن ببلده ومستقبله وبمواهبه، وخرج هذا الشباب فى يوم 25 يناير بالآلاف المرأة والرجل وصحبهم كبار السن الذين كانو يئنون تحت وطأة الفساد، بل وخرج الصببة الذين شعروا بأزمة بلدهم ومشكلتها الحقيقية.
خرج الجميع يطالبون: عيش وعدالة وكرامة ووطنية وحرية كان الجميع يشعرون أنهم غرباء فى وطنهم وبخاصة الشباب الذى هو نصف الحاضر وكل المستقبل، خرج الجميع يعبرون عن مشاعرهم الحقيقية ضد الفساد والضياع. هنا فان هذه ثورة حقيقية شعبية تريد مستقبلا عزيزا محترما لأبنائها، ومن ينكر ذلك فانه بعيد عن الصواب والحقيقة.
أما ما حدث بعد ذلك، وبداية من يوم 28 يناير، فهو شيئا آخر، أن يقفز أتباع الجماعة الإرهابية على الثورة والثوار، وينتهزون فرصة أن الثوار شباب من الأبرياء الأنقياء لم يختاروا رئيسا أو مشرفا لهم، ولم يعرفوا إلا الثورة السلمية التى تعتمد على رفع الشعارات والمناداة بحق المواطن فى العيش الكريم، قفز هؤلاء المجرمون على الثورة وقتلوا وحرقوا ودمروا وأعلنوا عن وجههم القبيح الاجرامى، وغاصت البلاد فى الدماء والخراب، وإنسحب الثوار الحفيفين، وسيطر المجرمونالحقيقيون على الموقف وانفرادوا بالسيطرة واستطاعوا بالترهيب والتخويف والقوة والتزوير أن يصلوا الى الحكم، عانت البلاد من حكم فاسد يستغل الدين لتحقيق مآدبة وسرقته للبلاد والمناصب، فترة تاريخية عصيبة عانتها مصر تحت حكم المجنون البهلوان محمد مرسى، وفقد المواطنون ثقتهم فى الدولة بل وثقتهم فى الثورة التى قاموا بها، وتأكدوا أن الثورة سرقت منهم، ومع ذلك لم يشعروا بالراحة أو يستكينوا إلا بعد ثورة أخرى لتصحيح الثورة الأولى، وقامت ثورة 30 يونيو 2013، امتلأت الميادين المصرية فى كل المحافظات بنفس الشباب الذى قام بثورة 25 يناير بل وازداد العدد، وخرج الذين كانو فى هدوء وسكينة وعرفوا أن العملية نكون أو لا نكون.
وظهر البطل عبد الفتاح السيسى من المؤسسة العسكرية يخاطب الثائرين ويهدئهم ويرسم لهم المستقبل الجميل الذى يحلمون به، والتف الشعب حول ابنه البار المعبر عن آمالهم، واكتشفوا نبرة الصدق فى كلامه وأحاديثه، ومن ثم أجبروه على أن يرشح نفسه ليتولى قيادة مصر الى الأمام، والى تحقيق الآمال.
واستطاع عبد الفتاح السيسى مبعوث العناية الإلهية لمصر أن يقود المسيرة ويعيد مصر الى مكانتها الكبيرة والمرموقة بين دول العالم بأسفاره هنا وهناك الى الصين وأوروبا وأمريكا وكل بلاد العالم، ثم باقامة مشروعات عملاقة كمشروح قناة السويس الجديدة، وأيضا مشروعات أخرى كثيرة، اذا أردنا أن نتحدث عن هذا الرجل الزعيم الحقيقى عبد الفتاح السيسى فاننا نقول ببساطه انه استطاع أن يحل مشكلة رغيف الخبز التى ظلت كل الحكومات السابقة عاجزة عن حلها، بل هل تعرفون أن المواطن البسيط يمكن أن يحصل على الخبز مجانا؟! لقد حدث هذا، ويحدث اليوم.
هذه هى الثورة الثانية 30 يونيو التى استطاعت أن تحقق نتائج باهرة للثورة الأولى فى 25 يناير.
مازلنا نحلم بالكثير من أجل مستقبل باهر، أمامنا فرصة كبيرة لانتخاب مجلس شعب يختار النواب الثوار الحقيقين الذين ننتظر أن تكون مصر كل الدنيا على أيديهم وبمساعدة الشعب، فقط علينا أن نعرف أن العمل الجاد هو طريق الأمل الكبير.