شمس سيدة الشاشة العربية غابت اليوم عن عالمنا بعد تعرضها لوعكة صحية عن عمر يناهز 84 عاما … وتعد فاتن حمامة علامة بارزة فى السينما العربية لذلك أطلق عليها هذا اللقب ” سيدة الشاشة العربية ” .
ولدت فاتن حمامة فى 27 مايو 1931 ، وكان والدها موظفا في وزارة التعليم. وبدأ اهتمام حمامة وولعها بالسينما مبكراً جداً عندما كانت في السادسة من عمرها ، عندما أخذها والدها معه لمشاهدة فيلم في إحدى دور العرض في مدينتها وكانت الممثلة آسيا تلعب دور البطولة في الفيلم المعروض .
وعندما فازت حمامة بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم “يوم سعيد” (1940)، وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعاً بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية، وبعد 4 سنوات استدعاها محمد كريم المخرج مرة ثانية للتمثيل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم “رصاصة في القلب” (1944)، ومع فيلمها الثالث “دنيا” (1946) أستطاعت إنشاء موضع قدم لها في السينما المصرية وأنتقلت العائلة إلى القاهرة والتحقت حمامة بالمعهد العالي للتمثيل عام 1946.
ثم لاحظ الفنان يوسف وهبي موهبتها فطلب منها تمثيل دور اأبنته في فيلم “ملاك الرحمة” عام 1946م، لتدخل بذلك مرحلة جديدة في حياتها حيث بدأ تزايد أهتمام النقاد والمخرجين بها، ثم شاركت مرة أخرى الفنان يوسف وهبي في فيلم “كرسي الاعتراف” و”اليتيمتين” و”ست البيت” عام 1949م.
قبل مرحلة الخمسينيات ظهرت حمامة في 30 فيلما وكان المخرجين يسندون لها دور الفتاة الطيبة، ولكن كل هذا تغير مع بداية الخمسينيات. حيث بدأت في الخمسينيات ونتيجة التوجه العام في السينما المصرية نحو الواقعية بتجسيد شخصيات أقرب إلى الواقع ففي فيلم “صراع في الوادي” (1954) جسدت شخصية مختلفة لابنة الباشا فلم تكن تلك الابنة السطحية لرجل ثري وإنما كانت متعاطفة مع الفقراء ،وفى فيلم “الأستاذة فاطمة” (1952) مثلت دور طالبة في كلية الحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن إن للنساء دورًا يوازي دور الرجال في المجتمع، وفي فيلم “إمبراطورية ميم” (1972) مثلت دور الأم التي كانت مسؤولة عن عائلتها في ظل غياب الأب،وفي فيلم “أريد حلا” (1975) جسدت دور امرأة معاصرة تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل، وفي عام 1988 قدمت مع المخرج خيري بشارة فيلم “يوم حلو يوم مر” ولعبت فيه دور أرملة في عصر الانفتاح والمبادئ المتقلبة وتحمل هذه الأرملة أعباء ثقيلة جدا دون أن تشكو وكلها أمل بالوصول إلى يوم حلو.
ويرى معظم النقاد أنها وصلت إلى مرحلة النضج الفني مع فيلم “دعاء الكروان” (1959) هذا الفيلم الذي أختير كواحد من أحسن ما أنتجته السينما المصرية وكانت مستندة على رواية لعميد الأدب العربي طه حسين، وكانت الشخصية التي قامت بتجسيدها معقدة جدًا من الناحية النفسية ، ومن هذا الفيلم بدأت بإنتقاء أدوارها بعناية فتلى هذا الفيلم فيلم “نهر الحب” (1960) الذي كان مستندًا على رواية ليو تولستوي الشهيرة “آنا كارنينا” ، وفيلم “لا تطفئ الشمس” (1961) عن رواية إحسان عبد القدوس ، وفيلم “لا وقت للحب” (1963) عن رواية يوسف إدريس.
تزوجت “فاتن حمامة” عام 1947م من المخرج عز الدين ذو الفقار وأنجبت منه ابنه تُدعى “نادية” ولكن أنتهت علاقتهما بالطلاق عام 1954م، ثم تزوجت عام 1955م من الفنان عمر الشريف وأنجبت منه ابن يُدعى “طارق” وأنتهى ذلك الزواج أيضاً بالطلاق عام 1974م، لتتزوج بعد ذلك من الطبيب “محمد عبد الوهاب”.
في عام 2007، اختارت لجنة السينما للمجلس الأعلى للثقافة في القاهرة ثمانية من الأفلام التي ظهرت فيها فاتن حمامة فيها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
وقدمت حمامة عمل تلفزيوني واحد بعنوان “ضمير أبلة حكمت” عام 1991م، ثم قدمت عمل آخر بعنوان “وجه القمر” عام 2000م بعد غياب طويل عن العمل الفني.
نالت فاتن حمامة العديد من الجوائز والتكريمات حيث تم أختيارها كأفضل ممثلة وتم إختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلمًا من أحسن ما أنتجته السينما المصرية عام 1996 أثناء احتفال السينما المصرية بمناسبة مرور 100 عام على نشاطها، وفي عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما منحت جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين، عام 2000م، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب، والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001م.