أبونا متياس فى زيارته التاريخية لمصر يلتقى بالسيسى و محلب و شيخ الأزهر
و يزور كاتدرائية القاهرة و الإسكندرية و 4 كنائس و 5 اديرة و 3 معالم سياحية
- البابا تواضروس يقتراح تكوين لجنة مشتركة بين الكنيستين للتعاون فى 4 جوانب .. و يدعو لاجتماع موحداً لبطاركة الكنائس الشرقية الستة وللخمسة عشر بطريرك للكنائس البيزنطية
- أبونا متياس يؤكد أن الوحدة التى تربط المسيحيين الإثيوبين بالكنيسة القبطية لا تستطيع أي عاصفة أن تزعزعها و المحبة هى التى تربطنا و نهر النيل هو الذى يجمعنا
- السيسى يؤكد أن مصر لا يمكن أن تقف في وجه حق الشعب الإثيوبي في التنمية .. و البطريرك يعرب عن تطلع الشعب الإثيوبى لزيارة الرئيس لأديس أبابا
- شيخ الأزهر يوضح أن إثيوبيا هي الحاضنة الأولى للإسلام التي أنقذته في مهده و لقى المسلمون الأوائل ترحيبًا من أهلها وملكها
- فى الإسكندرية .. بطريرك إثيوبيا يتسلم مفتاح المدينة
الطفلة لا تعيش فى حضن و حماية والدتها طوال الدهر و لكن لحين أن تبلغ تنفصل عنها لتكون شخصيتها و استقلاليتها و خصوصيتها و أيضا أسرتها و أعتقد أنه فى هذه الحالة يكون منن الصعب عودة الطفلة كما كانت و لكنها لا تستغنى ابداً عن استشارة والدتها فى أمور كثيرة و لا تستطيع أن تنسى فضل الأم عليها يوما ما.. هكذا العلاقة بين الكنيسة القبطية و الاثيوبية فالكنيستان تربطهما علاقات وثيقة جداً منذ القرون الاولى للمسيحية، فكليهما أبناء للقديس مرقس الرسول، و قد اتضح هذا الارتباط حينما قام القديس اثناسيوس الرسولى – البابا الاسكندرى العشرون – بسيامة “فرومنتيوس” سنة 329م، ليكون أول أسقف لاثيوبيا بناءاً على طلب الملكين المسيحيين الإثيوبيين “ابراها” و “اتشيبا” و قد أعطى هذا الاسقف اسم الانبا سلامة، و بدأ أسقفيته فى أثيوبيا سنة 330م .. و بسيامة الانبا سلامة أسست كنيسة الإسكندرية كرسى الاسقفية لكنيسة إثيوبيا، التى اصبحت جزءاً من كرازة القديس مرقس الرسول .. و استمرت كنيسة الإسكندرية فى سيامة و إرسال اسقفاً لكرسى اثيوبيا و لما امتدت المهام الرعوية فى اثيوبيا و بناء على طلب من الكنيسة الاثيوبية بدأت كنيسة الاسكندرية فى سيامة العديد من الاساقفة لايبارشيات اثيوبيا و تقديراً لنمو الكنيسة الاثيوبية و بناء على طلب منها توجت كنيسة الاسكندرية ابونا باسيليوس سنة 1959 كأول رئيس لكنيسة اثيوبيا … و حرصاً على العلاقات اتفقت الكنيستان عام 1994 على بروتوكول من 15 مادة اهمهم هو الاتفقاق على أن لكل كنيسة حرية اختيار بطريركها.. و بهذا صارت الابنة شقيقة..
●● مع شروق شمس يوم السبت 10 يناير الماضى، اشرقت لنا فى سماء مطار القاهرة الدولى طائرة من الخطوط الاثيوبية على متنها قداسة البطريرك أبونا متياس بطريرك الكنيسة الارثوذكسية الاثيوبية فى أول زيارة لقداسته بعد تنصيبه بطريركاً فى مارس 2013، و لانها فرحة انتظرنها كثيراً بعد تأجيلها مرتين متتاليتين، الاولى فى عهد المعزول مرسى و الثانية بعد الاحداث الارهبية التى شهداتها البلاد بعد فض اعتصام رابعة.. فكان لها بركة خاصة.. و قبل ان تهبط الطائرة بدقائق قليلة على ارض الوطن قد وقف اباء و أراخنة الكنيسة القبطية الارثوذكسية – نيافة الأنبا هدرا، نيافة الأنبا بيشوي، نيافة الأنبا يوأنس، نيافة الأنبا بيمن، نيافة الأنبا رافائيل، نيافة الأنبا يوليوس، القس أنجيلوس إسحق، القس بيشوي حلمي، القس يوحنا يوسف، القس أنجيلوس سعد، جرجس صالح، بربارة سليمان، نادر يونان، كامل ميشيل – لاستقبال البطريرك الاثيوبى، لحظات قليلة و وصل قداسته و برفقته وفداً كنسياً من اثيوبيا و مع دخول قداسته لقاعة كبار الزوار بالمطار القت اللاحان القبطية و وقف الاحباش فى دائرة حول قداسته يرحبون بزيارته التاريخية لمصر.
●● فيما كانت عقارب الساعة بتوقيت القاهرة تجاوزت الثامنة صباحاً كان قداسة البابا تواضروس الثانى واقفاً امام المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية وسط صفوف الكشافين و المرشدات بالاعلام و الطبول و الصيحات فى لاستقبال قداسة البطريرك ابونا متياس و مع وصول العربة التى كانت تحمل البطريرك الاثيوبية وسط الورود التى تزينت بها الكاتدرائية خطى قداسة البابا تواضروس إلى الامام اكثر ليعانق أبونا متياس بإخوة رسولية بعد اللقاء الحميم اصطحب البابا تواضروس ابونا متياس إلى المكتب الخاص بقداسته اغلق الباب و بعد دقائق خرج البابا و ابونا متياس إلي القاعة الرئيسية – الصالون البابوى – الذى أعد بحفاوة تتفق بعظمة اللقاء وسط لحن اكسمارؤوت و الالحان الاثيوبية التى هزت المقر البابوى بروحانيتها .. و كان الملفت لى أن كرسيين مطابقين تماما قد تصدرا الصالون ليجلس عليهما قداسة البابا و قداسة البطريرك لحظتها تأكدت اننا بهذا الاتضاع و البساطة كنيسة واحدة فحقاً “هوذا ما أحلى وما أجمل أن يجتمع الإخوة معا هناك أمر الرب بالبركة”.. دقائق قليلة و من فيض قلبيهما الممتلئين بالحب خرجت كلماتهما فقال قداسة البابا تواضروس إنها زيارة ليست فقط لكنيستنا ولكنها أيضا إلى قلوبنا، فهناك علاقات تاريخية وطيدة تجمع بين الكنيستين تبدأ منذ أيام البابا اثناسيوس حين سام الأنبا سلامة لإثيوبيا ، وكنيسة إثيوبيا تضم كنائس وأديرة أثرية كثيرة وبها العديد من القديسين ومنهم القديس تكلاهيمانوت الذي لنا كنيسة باسمه في الإسكندرية ، إن الكنيستان ترتبطان بعلاقة جغرافية حيث يربطهم نهر النيل ، لنا أيضا علاقات وطيدة في السنوات الأخيرة ، ومن الأساقفة الأقباط الأنبا بيمن هو منسق العلاقات بين الكنيستين ، إنها زيارة ليست فقط لكنيستنا ولكنها أيضا إلي قلوبنا ، نرحب بقداسته مرة أخري في مصر.
●● و بكلمات مليئة بالود والرغبة الصادقة في العمل المشترك توطيدا للعلاقات بين الكنيستين العريقتين جاءت كلمة أبونا ماتياس فقال: كل سنة وأنتم طيبين .. ونحن نحتفل بأعياد الميلاد مع كنيستنا الشقيقة، مبارك اسم الله الذي جعل وحدتنا في الايمان تستمر لقرون طويلة، وكما أشير في الكتاب المقدس أن المسيحية في إثيوبيا بدأت وانتشرت عن طريق أحد المسئولين الذين زاروا القدس بعد المسيح بأربعة اعوام ، ولكن تمت سيامة أبونا سلامة من قبل البابا اثناسيوس في القرن الرابع ، والبابا اثناسيوس أبا جليلا لدينا جميعا ..استمرت العلاقة بين الكنيستين دون انقطاع منذ ذلك الحين ، إن العلاقة لم تبدأ منذ المسيح ولكنها سبقت ذلك التاريخ بكثير ولذلك ذكر الكتاب المقدس مصر إثيوبيا عدة مرات ، ونحن نشرب من مياه واحدة هي مياه نهر النيل ، مما جعلنا نعيش في وئام وتماسك ، وأتمنى أن هذه العلاقات العريقة تستمر إلى الأبد.. فلا نستطيع أن ننكر الفتور الذي حدث في العلاقة بين الكنيستين بسبب الحكم الشيوعي في إثيوبيا ١٩٧٤ ، ولكن بدعم من الله ذابت الشوائب والخلافات إلى الأبد ، بل وأقول دون رجعة بسبب التماسك والروابط العميقة علي الرغم من الصعوبات التي واجهت البلدين ولكن تمسكنا بالإيمان استمر وهكذا سنستمر إلى الأبد ، وكل مايحدث من سوء تفاهم هو وقتي ولكن ما يبقي للأبد هو مصر إثيوبيا ، مما يذكر أن الكنيستان اجتمعتا عام ١٩٦٥ في المفوضية الإفريقية للتنمية بإثيوبيا وبدعم من الكنيسة الأرثوذكسية الواحدة وفي هذا الاجتماع تم التزاوج في مصالحنا المشتركة وإنهاء الخلافات للقيام بواجبنا في نشر رسالة الله في جميع أنحاء العالم وكذا نشر رسالة السلام والمحبة للجميع ، وأعتقد أن هذا الموضوع من الأهمية لجميعنا ، ولمواجهة التحديات علينا أن نكثف جهودنا .. إن عالمنا يتحول إلى قرية صغيرة إذ تلعب التكنولوجيا دورا في تقريب الأمم ولكن الدور التكنولوجي له جوانب مضرة ونحن علينا أن نبحث عن العلاج وعلينا أن نملا الفراغ الذي يتركه هذا التطور ، نحن المسيحين الأخوة يجب أن نقترب من بعض أكثر فاكثر لمواجهة التحديات وقبول التحديث بما لا يؤثر علي إيماننا كما يجب مواجهة خلافتنا ، إن المشاكل التي تواجهنا عديدة وكثيرة اجتماعية واقتصادية ودينية، وكل هذه المشاكل لا يستطيع الإنسان ولا التكنولوجيا حلها ..
نحن المؤمنين بالله وخاصة الكنيستين المرتبطين بعلاقات عريقة بإمكاننا ان نحل المشاكل التي تو اجهنا ، كما تعلمون جميعا لدينا حاليا فرصة سانحة حيث أن الآباء يتم دعوتهم الآن من قبل الحكومات والمؤسسات والمؤتمرات الدولية للمساهمة في كل الفعاليات والبحث عن حلول للمشكلات التي تواجه العالم ، وبتعزيز وحدتنا نكون مستعدين لهذه التحديات بالصلوات والإيمان وتجهيز أتباعنا لحل المشاكل ليس بالسلاح ولكن بالمبادئ والأخلاق العالية التي هي سمات المسيحية ..
أعضاء المجمع المقدس .. يجب علينا أن نقرر لهذه العلاقة التي بيننا لكي لاتنساها الأجيال القادمة وكما ربطنا النيل .. وسد النهضة بإثيوبيا يجمعنا مرة ثانية كي نتناقش عن الفوائد التي يجلبها السد ، إن الخبراء أظهروا لنا والدراسات ايضا أن هذا السد له فوائد وليس أضرار تضر بمصر والسودان ، ونحن يجب أن نكون مستريحين لما يقوم به أخواتنا من تطور لأننا متمسكون بقول الرب: “كل ماتُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ” (مت 7 :12) وايضا “تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ” (مت 22 :39) ، علينا أن نصلي لحل المشاكل لكي يعامل الجميع بسواسية وهذه مسئوليتنا التي تقبلناها من الله وأعتقد أن هذا مايشاركني به أخي قداسة البابا وأعضاء المجمع للكنيسة الشقيقة
ان علاقتنا علاقة حب يجمعنا بها التاريخ والطبيعة والإيمان الراسخ والتفاهم المشترك. وقد رسخ هذا المفهوم زيارة الوفد الشعبي لمصر والتي تمثلت في فئات كثيرة من الشعب وعلمت أن هذا الاجتماع اجتماعا تاريخيا وكان من ضمن الوفد أعضاء من كنيستنا وأبلغونا أنه قد تمت مناقشات إيجابية رسخت التفاهم المشترك والجانب الاثيوبي مرتاح لدعم الجانب المصري والكنيسة القبطية والشعب المصري. وأستطيع أن أقول هذه حقبة تاريخية هامة ترتقي بعلاقتنا العريقة إلى مستوي أعلي.
الآن اقترح أن تكون جميع الكنائس الأخوة وخاصة الكنائس الأرثوذكسية ألا تكون اجتماعاتنا عابرة فقط تسير وتذهب مع الوقت ، علينا أن نجعلها اجتماعات رسمية ، مما تجمع المؤسسات فيما بينها كشكل مؤسسي وهذا يسهل استمرارية لقاءاتنا لكي نقوم بمسئوليتنا تجاه الله والشعب.
أولي الكنائس في إفريقيا يمكننا من نشر رسالة الله مع الكنائس الإفريقية والمسيحين جميعا كهدف واحد وعمل واحد لنشر رسالة الإنجيل ونشر السلام ، ونبدأ الحوارات بين الكنائس مما يجعلنا أقرب أكثر ونعزز العلاقات بين أتباع الديانات المختلفة الذين يؤمنون بإله واحد لحل ليس فقط المشاكل الإفريقية ولكن أيضا مشاكل العالم.
وبإمكاننا لكي نعزز العلاقات بين كنيستينا تأسيس المؤسسات الللاهوتية والتعليم العالي وتبادل البرامج بين الطلبة والجمعيات المسيحية ، وفي الكنيستين القديمتين أعتقد أننا تأخرنا في القيام بهذا الواجب ولكننا لسنا متأخرين بل نقوم بواجبنا تجاه العالم ، ونري بعض الكنائس الأخري تقيم مؤسسات عملاقة تعليمية وصحية وطبية وغيرها … وعلينا في الكنيستين أن نكون روادا في هذا المجال بالرغم من أننا ضحايا لمشاكل وعواصف كثيرة واجهت بلدينا وشعبينا عبر التاريخ ، قد يبدو هذا أمر صعب المنال ولكن بدعم من الله يمكننا جعله واقعا علي الأرض لأننا لدينا أعضاء منتشرون في العالم كله وفوق هذا كله يساندنا السيد المسيح ..
أخيرا وليس آخرا ، أود أن اشكر قداسة البابا تواضروس والكنيسة القبطية لدعوتهم لنا لهذه الزيارة ، اشكركم وأود أن أنهي حديثي بدعوة الكنيسة القبطية وأعضائها وكذلك الكنائس الشقيقة ، ولاسيما أنني أعتقد أنهم ياخذون بعين الإعتبار العمل المشترك. وألا تتأخر لقاؤتنا بل ندعمها باجتماعات متتالية كلما وجدنا الفرصة لذلك ، ويجب أن نقوم بربط المؤسسات كما كان سابقا ونبدأ الحوار بين الكنائس وإصدار بيانا مشتركا للقيام بواجباتنا والقيام برسالتنا .
●● و بعد كلمة قداسة البطريرك ابونا متياس قدم قداسة البابا تواضروس الثاني اقتراحين تفعيلا للتواصل والتقارب وتبادل الخبرات، الأول يخص التعاون بين الكنيستين القبطية والإثيوبية فقال قداسته ان هناك جوانب أربعة يمكننا أن نتعاون فيها ومنها جانب لاهوتي وجانب اجتماعي وجانب اقتصادي وجانب رهباني لذلك يمكننا تكوين لجنة مشتركة بين الكنيستين لهذا التعاون من جهتنا نختار نيافة الأنبا بيمن مسئولا عن هذه اللجنة وسنختار ثلاثة أعضاء معه، وأتمني أن تبدأ هذه اللجنة مباشرة، كما قال قداسة أبونا ماتياس، وعامل الوقت مهم بالنسبة لنا..
أما الاقتراح الثاني قال قداسة البابا حسب وصية المسيح نحن نحمل المحبة للجميع وقد خلقنا لكي نحب كل أحد بدون أي حواجز .. وإذا أردنا الكنيسة المسيحية الواحدة علي مستوي العالم كوصية المسيح ليكون الجميع واحدا فيجب علينا أن نعمل اجتماعا موحدا لبطاركة الكنائس الشرقية الستة وللخمسة عشر بطريرك للكنائس البيزنطية.
●● و بعد ان اختتم لقاء المحبة توجه قداسة البطريرك أبونا ماتياس و معه معالى السفير محمود دردير سفير اثيوبيا بالقاهرة والوفد الإثيوبي إلى منطقة مصر القديمة حسب البرنامج الخاص التى اعد لقداسته فى زيارته التاريخية لمصر و صاحبهما نيافة الانبا بيمن و نيافة الانبا رافائيل ونيافة الانبا يوليوس أسقف المنطقة و بدأت الجولة بزيارة الكنيسة المعلقة حيث ألقى نيافة الانبا رافائيل كلمة ترحيب ببطريرك إثيوبيا والوفد المرافق لقداسته بعدها استمع قداستة لشرح مفصل عن الكنيسة من نيافة الانبا يوليوس ثم قدم كورال كنيسة مارجرجرس المنيل باقة من الترانيم الروحية بعدها شاهد فيلم تسجيلى عن مراحل ترميم الكنيسة وقد عبر قداسته عن سعادته بوجودة فى هذه الكنيسة الاثرية والتى كانت مقرا للكرسى البابوى لفترة من الزمن عقب ذلك سجل قداستة ومعالى السفير كلمة فى سجل التشريفات ثم ذهب قداسته إلى كنيسة ابى سرجة – كنيسة المغارة – حيث المغارة المباركة التى أقامت فيها العائلة المقدسة خلال هروبها لمصر وأختتمت زيارة مصر القديمة بزيارة لدير مارجرجرس للراهبات وقام قداسته بالقاء كلمة على مجمع راهبات الدير مؤكدا فيها عن عظمة حياة الرهبنة والتى ترتقى لعمل الملائكة لانه عمل عفيف ومقدس بعيداً عن متاهات هذا العالم الفانى وأضاف قائلا اؤمن انكم تحظون بسعادة روحانية وانكم تصلون ليس فقط لانفسكم بل لمصر وللعالم كله.
●● و فى مساء هذا اليوم استقبل المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، قداسة البطريرك ابونا متياس والوفد المرافق لقداسته، بحضور وزيري التجارة والصناعة، والصحة.. في بداية اللقاء، رحب رئيس الوزراء بالبطريرك، مشيدا بزيارته المهمة التي تؤكد الأخوة بين قيادتي وشعبي البلدين والكنيستين المصرية والإثيوبية، وتثبت عمق العلاقات التاريخية بينهما، كما أعرب عن سعادته بقدوم الوفد إلى مصر في وقت يحتفل فيه جميع المصريين بالأعياد الدينية، حيث تزامنت الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف مع احتفالات عيد الميلاد المجيد.
و حمل المهندس إبراهيم محلب بطريرك الكنيسة الإثيوبية رسالة إلى الشعب الاثيوبي بأن الشعب المصري يساند الجهود الإثيوبية من أجل تحقيق التنمية وفي مجال تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، وهو ما سبق وأكد عليه رئيس الجمهورية خلال لقائه مع رئيس وزراء إثيوبيا على هامش خلال مشاركتيها في القمة الأفريقية بمالابو، كما شدد رئيس الوزراء على أنه يجب على الجانبين المصري والاثيوبي العمل معا من أجل توطيد العلاقات بينهما استنادا للمشاعر الإيجابية التي يحملها كل شعب تجاه الآخر، مضيفا أن مصر تقف مع جهود التنمية في إثيوبيا، دون أن يكون ذلك على حساب حصة مصر من النيل الذي يعد المصدر الرئيسي للمياه بها، وأكد أن توازن المصالح يجب أن يكون قائما، حيث أن من حق إثيوبيا توليد الكهرباء، مع حق مصر في استمرار الحفاظ على مصدر مياه النيل، معربا عن ثقته في إدراك الجانب الاثيوبي ذلك، و أعرب البطريرك عن سعادته بزيارة مصر، مشيرا إلى أنه كان يتطلع منذ فترة لاتمام تلك الزيارة، معربا عن تقديره لحفاوة الاستقبال، ومؤكدا على أنه يدعو دائما ويصلي من أجل مصر وإثيوبيا، كما أبدى سعادته باستعادة مصر لأمنها واستقرارها، وتمنى لها المزيد من السلام والطمأنينة، وأضاف البطريرك إن مصر وإثيوبيا مرتبطتان بأشياء كثيرة منذ القدم، حيث هناك تاريخ مشترك يجمع شعبيهما، ونيل عظيم يربطهما معا، معربا عن تطلعه إلى تحقيق المزيد من التعاون الإيجابي، مؤكدا أنه يصلي دوما ليستمر الترابط والاستقرار الذي يجمع الجانبين، مؤكدا أن نهر النيل هبة من الله وعلى الجميع الاستفادة منه.
●● و فى صباح يوم الأحد اليوم التالى لزياة قداسة البطريرك ابونا متياس لمصر ترأس قداسته القداس الإلهي بكنيسة السيدة العذراء بالزيتون وهي الكنيسة التي شهدت أشهر ظهورات السيدة العذراء، اشترك مع قداسته في خدمة القداس عدد من الأساقفة الإثيوبيين من أعضاء الوفد المرافق ومن كنيستنا القبطية أصاحب النيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط و الانبا يؤانس و الأنبا بيمن و الأنبا رافائيل و الانبا يوليوس والآباء كهنة الكنيسة
●● و بعد صلوات القداس الالهى قام أبونا ماتياس الأول والوفد المرافق لقداسته بزيارة المتحف المصري بالتحرير،و كان في استقبالهم الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة ، و بعد جولة قداسته بقاعات المتحف أبدى ابونا متياس ومرافقيه إعجابهم الشديد بعظمة الحضارة الفرعونية.
●● و بعد زيارته للمتحف المصري توجه أبونا ماتياس يرافقه نيافة الأنبا بيمن وعدد من كهنة واراخنة كنيستنا القبطية ، منطقة أهرامات الجيزة ، و كان فى استقبلهم فى هذه المحطة مندوب عن وزارة السياحة والذي قام بإهداء بطريرك إثيوبيا درع الوزارة.
●● و بعد اليوم الحافلة من الزيارات حرص قداسة ابونا متياس ان يلتقى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالجالية الإثيوبية بمصر، وكان لقاءا أبويا جمع الأب الروحي للكنيسة الإثيوبية بأبنائه.
●● و فى يوم الاثنين 12 يناير – اليوم الثالث لزيارة قداسة البطريرك – استقبل الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، بمقر رئاسة الجمهورية، ابونا متياس على رأس وفد رفيع من الكنيسة الإثيوبية، بحضور قداسة البابا تواضروس الثانى ، و قد حضر اللقاء فايزة أبو النجا مستشار الرئيس لشئون الأمن القومى.
فى البداية رحب الرئيس عبد الفتاح السيسى بقداسة الطريرك متياس والوفد المرافق، مؤكداً أنهم فى بلدهم الثانى مصر كما طلب نقل تحياته إلى رئيس الوزراء الإثيوبى وكافة أبناء الشعب الإثيوبى، مضيفاً أن مصر تتمنى لإثيوبيا ولشعبها الصديق كل التوفيق والتنمية والاستقرار، ومشدداً على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين من أجل الإعمار والبناء والتغلب على التحديات التى تواجه الشعبين المصرى والإثيوبى.
و أعرب ابونا متياس عن تقديره لاستقبال الرئيس له وللوفد المرافق، مشيراً إلى عمق ومتانة العلاقات التاريخية التى تربط بين البلدين، والتى تمتد إلى الجانب الروحى والدينى، مؤكداً على أن هذه العلاقات سوف تظل إلى الأبد، لاسيما فى وجود نهر النيل العظيم الذى يمثل ثروة منحها الله للبلدين حتى يستغلاه معاً، ودعا البطريرك متياس الأول إلى استمرار علاقات المودة والوئام بين البلدين حتى يحل الخير والسلام على الشعبين، وأوضح الرئيس خلال اللقاء أن مصر لا يمكن أن تقف فى وجه حق الشعب الإثيوبى فى التنمية، مضيفاً أن نهر النيل، وإن كان يمثل للإثيوبيين مصدراً للتنمية فإنه بالنسبة للمصريين مصدرٌ للحياة وليس فقط للتنمية، فى ضوء اعتماد مصر عليه كمصدر رئيسى لتلبية احتياجات شعبها من المياه، وشدد الرئيس على أهمية اتخاذ إجراءات عملية تحيل التوافقات السياسية إلى مرجعية قانونية تحفظ حقوق البلدين وتهدف إلى تأمين مصالحهما وتعزيز التعاون المشترك فيما بينهما، وذكر الرئيس أن مصر تبدأ حقبة جديدة للانفتاح على إفريقيا، ولاسيما مع إثيوبيا، مشيراً إلى الفرص الواعدة للتنمية وتنشيط التبادل التجارى بين البلدين، و قد تحدث قداسة البابا تواضروس الثانى خلال اللقاء عن العلاقات التاريخية الممتدة والوثيقة التى تجمع بين الكنيستين المصرية والإثيوبية، والتى ترجع إلى القرن الرابع الميلادى واتسمت دوماً بالمحبة والتعاون، وتحدث قداسة البابا ايضاًعن المشروعات التى تقوم بها الكنيسة القبطية باسم مصر فى إثيوبيا، والتى تهدف إلى دفع عملية التنمية ولاسيما فى مجالىّ التعليم والصحة، مشيراً إلى أن كافة الجهود يجب أن تصب فى مصلحة تعزيز التعاون بين الشعبين والحفاظ على مصالحهما المشتركة فى مياه النيل التى أنعم الله بها على البلدين. وأضاف قداسة البابا أن نِعمْ الله العامة كالماء والهواء يمنحها لكل البشر، ولا يقصد بها شعب أو دين معين، وقد أعرب البطريرك متياس الأول عن اتفاقه فى الرأى مع قداسة البابا تواضروس، موضحاً أن ما يجمعه الله لا يفرقه الانسان، وأشار إلى أنه سيعمل معه على نشر رسالة المحبة والسلام والتعاون المشترك بين البلدين، ولاسيما فى أوساط الشباب.
و فى نهاية اللقاء أعرب ابونا متياس عن ارتياح الكنيسة الإثيوبية لنتائج زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية لمصر خلال شهر ديسمبر الماضى والانطباعات الإيجابية التى عاد بها الوفد عقب لقاءاته فى القاهرة، وأعرب قداسته عن تطلع الشعب الإثيوبى لزيارة الرئيس لأديس أبابا، وهو ما رحب به الرئيس.
●● و إلى برية شهيت حيث زار أبونا ماتياس دير القديس مقاريوس حيث كان في استقبالهم نيافة نيافة الأنبا أبيفانيوس أسقف ورئيس الدير، وقد تفقد أبونا ماتياس ومرافقوه معالم الدير وتعرفوا على الأعمال والمشروعات التي يقوم بها رهبان الدير ..
●● ثم توجه قداسته لدير الانبا بيشوى بوداى النطرون و كان فى الاستقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، و زار قداسته الدير وحضر جانبا من سيمينار الرهبنة الثاني الذي جرى فاعلياته بالدير.
●● فى مساء الإثنين زار قداسة أبونا متياس بطريرك أثيوبيا والوفد المرافق لقداسته مدينة الأسكندرية وبدأت الزيارة باستقبال كنسي و شعبي لقداسته بالكاتدرائية المرقسية، وصلى قداسته بعض الصلوات باللغة الحبشية، وبعدها ألقى القمص رويس مرقس كلمة ترحيب بقداسة البطريرك ذكر فيها محبة الشعب القبطي لرجال الكهنوت بالكنيسة الأثيوبية وكذلك محبتهم للقديس الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي الذي توجد كنيسة باسمه في الإسكندرية، وبعدها ألقى قداسة البطريرك كلمة عن علاقة الكنيسة القبطية بالكنيسة الأثيوبية وقال أننا في الكنيستين أبناء مارمرقس والقديس أثناسيوس الرسولي.. ثم توجه قداسة البطريرك لزيارة مزار القديس مرقس الرسول بالكاتدرائية و كذلك مزار الأباء البطاركة .
●● وفى صباح الثلاثاء قام قداسة البطريرك بزيارة كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت بالإبراهيمية، بدأ ابونا متياس بالصلاة ثم ألقى القمص كيرلس قلتة كلمة رحب فيها بزيارة البطريرك وتحدث عن القديس الأنبا تكلا ومحبة الأقباط له، ثم تحدث قداسة البطريرك عن سعادته بزيارة مصر وترحيب مسؤوليها الرسميين والكنسيين وكذلك شعبها بالوفد الأثيوبي في كل مكان، وتحدث قداسته عن القديس الأنبا تكلا هيمانوت وسيرته وعبر عن سعادته بأن يزور كنيسة في مصر تحمل اسم هذا القديس العظيم، وقال قداسته إن العلاقة بين الكنيسة القبطية والأثيوبية قوية ووثيقة كانت في الماضي وحالياً في الحاضر متمنياً استمرار هذه العلاقة وثيقة كما هي إلى الأبد.. ثم عُرض على شاشة الكنيسة فيلم عن تاريخ كنيسة الأنبا تكلاومستشفى الأنبا تكلا التخصصي التابعة للكنيسة.
●● وعقب ذلك قام قداسته بزيارة مكتبة الأسكندرية و كان فى أستقبل قداسته اللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية و أعرب أبونا متياس الأول عن سعادته بزيارة هذا الصرح الثقافي والحضاري وقام بكتابة كلمة تذكارية في سجل كبار الزوار بالمكتبة وأثناء اللقاء قام اللواء طارق بتقديم مفتاح الإسكندرية لقداسته تعبيرا عن المحبة والتقدير لشخصه هذا وقد ذكر المحافظ في كلمته اثناء اللقاء ان العلاقة مع أثيوبيا علاقة مصيرية وعلاقة حياة واستمرار وعلاقة نيل عبر التاريخ كما ان هذه العلاقة الحياتية والثقافية والاقتصادية علاقة مصيرية قد تعتريها صعوبات لكن إصرار الجانبين على ان تكون العلاقة وطيدة ومستمرة سيجعلها كذلك ، كما أكد بطريرك إثيوبيا خلال كلمته، أن كل ما يحدث بين البلدين مصر وإثيوبيا” من سوء تفاهم أمور لحظية، وأن ما يبقى للأبد هو مصر وإثيوبيا، مضيفا: “ونحن نشرب من مياه واحدة هي مياه نهر النيل، مما جعلنا نعيش في وئام وتماسك، وأتمنى أن تستمر هذه العلاقات العريقة إلى الأبد.
●● ثم توجه بعد ذلك ابونا متياس لزيارة دير الشهيد مارمينا العجايبي بصحراء كنيج مريوط غرب الأسكندرية حيث كان في أستقبال قداسته نيافة الأنبا كيرلس أفامينا اسقف و رئيس الدير والأباء الرهبان بالدير و بحضور اصحاب النيافة الأنبا هدرا والأنبا بيمن و الأنبا رافائيل والأنبا يوليوس والقمص رويس مرقس وكيل عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالأسكندرية وأعرب أبونا متياس عن سعادته بزيارة الدير و نوال بركة جسد القديس مارمينا العجايبي كما قام بزيارة مزار المتنيج البابا كيرلس السادس الموجود بالدير ومزار الأنبا أفامينا المتنيح رئيس الدير السابق وقام بجوله بصحبه الأباء الرهبان شهد من خلالها كافة الأنشطة الموجودة بالدير والكنائس.
●● و فى يوم الاربعاء 14 يناير و هو اليوم الاخير فى زيارة ابونا متياس لمصر استقبل فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قداسته بمقر المشيخة .. في بداية اللقاء رحَّب شيخ الأزهر بابونا متياس في رحاب الأزهر الشريف، وفي لفتة إنسانية منه أمر فضيلته، بعد علمه بصيام الوفد، برفع كل المشروبات عن جميع الحاضرين، مؤكدًا أن إثيوبيا لها مكانة عظيمة في نفوس المسلمين؛ إذ هي الحاضنة الأولى للإسلام التي أنقذته في مهده وصباه حين تعرض كفار قريش للمسلمين بالتنكيل والعذاب، وقد لقى المسلمون الأوائل ترحيبًا من أهلها وملكها الذي أحاطهم برعايته وكرمهم أيما تكريم.
وأكد فضيلة الامان أن نهر النيل يجب أن يعمق العلاقة بين الشعبين المصري والإثيوبي ويكون مصدر خير لهما ويزيد من المحبة والمودة بينهما مع احتفاظ الجميع بحقوقه المتساوية في هذا النهر العظيم، إذ لا يمكن أن يرتوي منه أحد على حساب عطش الآخر، مضيفًا أننا لا نتوقع من الشعب الإثيوبي إلحاق الضرر بالمصريين، لأن هذا ضد التعاليم الدينية، وضد كل القيم الإنسانية.
من جانبه، أشاد البطريرك ماتياس الأول، بجهود الأزهر الشريف وإمامه الأكبر في نشر روح المودة والمحبة بين أبناء الشعب المصري وكافة الشعوب، موضحًا أننا في إثيوبيا لدينا مؤسسة تضم كل الأديان المختلفة، مشددًا على أن كل المشاكل والقلاقل التي تحدث في مجتمعاتنا هي في حقيقتها مفتعلة ومدبرة من الخارج، ودعا قداسته إلى ضرورة أن يعمل رجال الدين الإسلامي والمسيحي على نشر قيم المحبة والسلام، مؤكدًا سعيه لتعميق العلاقة بين الأزهر الشريف والكنيسة الإثيوبية.
●● عقب مغادرته مشيخة الأزهر توجه أبونا ماتياس والوفد المرافق لقداسته لزيارة دير الأمير تادرس و هناك خرجت الراهبات حاملات الشموع و دقت الاجراس فرحاً بزيارة بطريرك اثيوبيا لهن.
●● و فى مساء يوم الاربعاء و قبل ساعات من مغادرت مصر للعودة لاثيوبيا استقبل قداسة البابا تواضروس الثانى ابونا ماتياس الأول بطريرك إثيوبيا استقبال كنسي بكنيسة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية و قال البابا تواضروس.. نحن سعداء فى هذه الليلة المقدسة ان نستقبل البطريرك الاثيويبى ابونا ماتياس الاول فى اول زيارة له لكنيستنا القبطية الارثوذكسية ويكتب صفحة جديدة فى التاريخ الطويل الذى يربط بين الكنيستين الشقيقتين.. فالكنيسة القبطية عريقة منذ القرن الاول الميلادى تأسست بكرازة القديس مارمرقس وفى القرن الرابع الميلادى وفى حبرية البطريرك العظيم فى البطاركة البابا اثناسيوس الرسولى البطريرك رقم 20 رسم أول اسقف ابونا سلامة لكنيسة الحبشة ومنذ ذلك التاريخ صارت العلاقة بين إثيوبيا ومصر علاقة حميمية قوية وصارت العلاقة بين الكنيستين علاقة قوية وخلال حبرية البطاركة عبر كل السنيين كانت لهم علاقات قوية مثلاً قداسة البابا كيرلس السادس وقداسة البابا شنودة الثالث وهذا فى التاريخ المعاصر كانوا دائما على علاقة قوية بالكنيسة الاثيوبية فى افراحها واحزانها ايضاً, وبعد نياحة البابا شنودة فى مارس 2012 تنيح البابا باولوس بطريرك اثيوبيا فى اغسطس 2012 وحسب البروتوكول بين الكنيستين فان الكنيسة الاثيوبية شاركت معنا فى نياحة البابا شنودة وشاركت ايضاً فى الانتخابات التى عقبت نياحة البابا شنودة فشاركوا فى انتخابنا وايضاً فى تجليسنا وبالمثل شاركت كنيستنا القبطية فى مراسم الجناز ومراسم اختيار البطريرك الجديد.
أبونا ماتياس دخل الدير وهو فى عمر 12 سنة فى عام 1952 لذلك هو يحمل عمق الروحانية الديرية ويحمل كرامات القديسين الذين عاشوا فى البرارى الاثيوبية وزار مصر قبل ان يكون بطريرك منذ 30 عام وكان فى زيارة ثانية قبل الانتخابات السابقة فى كنيستنا, نرحب بقداسة البطريرك والوفد المرافق له من الاباء المطارنة والاساقفة والكهنة والشمامسة ونرحب باسم المجمع المقدس لكنيستنا باسم كل المطارنة والاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات وكل الخدام والخادمات.
نحن نفرح كثيرا بتبادل المحبة فلا ياخذ الانسان معه شئ إلى السماء سوى المحبة, فالذى لا يحب لم يعرف الله بعد, وكانت وصية السيد المسيح لتلاميذه دائماً احبوا بعضكم بعضاً لذلك الكنيسة الاثيوبية تحتل فى كنيستنا القبطية الارثوذكسية موضع القلب فهى اولا كنيسة افريقية مثلنا وثانياً اسم اثيوبيا واسم مصر ذكر فى الكتاب المقدس مرات عديدة ويربط بيننا شريان النيل العظيم الذى هو هبة من الله لم يصنعه الانسان ولكن اودعه الله فى يد البشر كهدية عظمى مثل الهواء والشمس وقدمها لنا جميعا لكى ما نشكره صباحاً ومساءاً.
كما تعلمون اننا نحتفل فى كل عام بعيد الملاك ميخائيل والعيد الذى ياتى فى 19 يونيو نسميه ايضاً بعيد النقطة والمقصود اول قطرة ماء تسقط على الحبشة ويستمر نزول المطر هناك الى ان يصل الينا فى نهر النيل ولذلك عندما نشرب الماء فى بلادنا نتذكر بلاد اثويبا التى اودعها الله هذا الماء لكى ما يخدم ملايين البشرحيثما يمر نهر النيل العظيم.
نحن تربطنا بالكنيسة الاثيوبية علاقات المحبة القوية والعميقة وهذا ليس فقط على مستوى الكنيسة ولكن ايضا على مستوى الشعبين والبلادين وتتقوى علاقتنا مع اثيوبيا يوما بعد يوم ليس فقط فى المجال السياسى بل فى كل المجالات التى تساهم فى رفع مستوى الحياة والمعيشة فى كل من البلدين ولذلك محبتنا قوية للكنيسة الاثيوبية ولكل الشعب الاثيوبى.
وانا اعبرهنا ليس عن المسيحيين فقط ولكن عن كل المصريين وهذه المحبة نستمدها من وصية السيد المسيح احبوا بعضكم بعضا فلا يمكن ان يقول انسان انه يحب الله ولا يحب اخاه ونحن فى مصر نقول اننا نحب الله ولذلك نحب اشقائنا واخواتنا فى الجيرة فى افريقيا وتحتل اثيوبيا مكانة متقدمة فى هذه المحبة , منذ اسابيع قليلة استقبلنا الوفد الشعبى للكنيسة الاثوبية هنا فى هذه الكاتدرائية ورحبت بهم كل دوائر المسئولية فى مصر وقضوا بيننا اوقات طيبة ولذلك نحن فى محبتنا نعتمد على وصية الرب والتاريخ الطويل ويد الله الذى عطاياه جديدة فى كل صباح ولذلك اذا نشأت اى موضوعات بين البلدين نحن نثق ان علاقات المحبة تستطيع ان تتوصل الى ما يرضى الله اولاً والبشر ثانياً هذه المحبة هى رأس مالنا وقد سمعت من الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما زرناه انه يرغب فى تقوية كل العلاقات بين هذه البلاد الشقيقة وبين مصر ونحن نشجع هذا الاتجاه ونثق ان المحبة تستطيع إلى أن تصل إلى كل أمر يرضى الجميع.
●● و فى كلمة من قداسة البطريرك الاثيوبى ابونا متياس الأول قال .. قداسة البابا تواضروس الثانى نشكركم لما عرضتموه لنا من التاريخ العريق الذى يربط بين بلدينا والذى يعود الى زمن بعيد , من المعلوم هذه هى زيارتى الاولى بعد ان اصبحت بطريرك معى الاباء الاجلاء من الكنيسة الاثيوبية وكما ذكرتم سابقاً هذه هى زيارتى الثالثة بطبيعة الحال الى مصر ونحن ننهى زيارتنا هذا المساء ونستعد للرحيل ونحن سعداء جداً ان ناخذ بركات السيد المسيح والمسيحيين جميعاً اخواتى فى الايمان الذين تواجدتم فى هذه الكنيسة اود ان اشكركم لحسن استقبالكم لنا نحن اخذنا من هنا زوادة ثقيلة من مصر ونرسلها الى الشعب الاثيوبي وتتمثل هذه الزوادة بالعلاقات التى استمرت لزمن طويل بيننا ورسالة التى نحملها الى اثيوبيا اننا عززنا هذه العلاقة بشكل عميق ومتين, وهى ترسيخ للتعاليم التى نؤمن بها بان نحب اخواتنا كما نحب انفسنا وانا واثق انكم تشطروننى هذا الشعور ولقد حققتم ذلك بالتصفيق والمشاعر الصادقة وسوف نبلغ هذا كله للشعب الاثيوبى مما سوف يعزز من مودته للمصريين جميعا , الوحدة التى تربط المسيحيين الاثيوبين بالكنيسة القبطية هى قوية جدا ويؤمن الاثيوبين ان الاباء الاجلاء من الكنيسة القبطية هم اباء لهم ولا تستطيع اى عاصفة او رياح ان تهز هذه العلاقة القوية والمتينة بيننا والماء التى تجرى فى اثيوبيا هى عطية من الله وهى سوف تستمر الى الابد لانها ازلية ولان ما يربطنا ويجمعنا هو تلك المحبة التى هى منبثقة من ايماننا وايضا هذا النهر العظيم ويجب ان نشكر الرب على عطاياه , لقد كانت لنا زيارات عديدة فى هذه الايام التى قضينها بينكم وزرنا الحياة الرهبانية فى اديرة الرهبان والرهبات ووهؤلاء لا يصلون فقط من اجل مصر بل من اجل العالم كله سوف ترعانا هذه الصلوات ولان كل وقتهم هو للصلاة وصلواتهم مقبولة من الله ونحن نؤمن ان صلواتهم ليس فقط لبلادهم بل للعالم كله وشاهدنا ان الاديرة تم الحفاظ عليها وتحديثها وهى جميلة جداً, الاديرة الخاصة بالرجال وتلك الخاصة بالامهات فى أثيوبيا ويجب ان نتعاون ونتبادل الخبرات فى كيفية تعزيز هذه الاديرة ويجب ان نتعاون فى مجال التعليم الكنسى وعلينا ان نكثف من علاقتنا ونقوم بواجبنا ونتمنى من الله ان يحقق لنا امانينا وهذا يحتاج الى صلواتنا جميعا نحن نشكركم لحسن استقبالكم…