أعربت المنظمة المصرية لحقوق الانسان ادانتها الشديدة للعمل الإرهابي الدموي الذي شهدته مدينة باريس صباح الأربعاء 7 يناير 2015، مسفرًا عن مقتل 12 شخصًا، وهو ما يعد اعتداء صريحاً على المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وعلي الأخص حريات الراي والتعبير والحق في سلامة الجلسة والحق في الحياة التي نصت عليها المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الانسان، وعليه تناشد المنظمة المصرية السلطات الفرنسية بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة دون اتخاذ أي إجراءات استثنائية ضد الجاليات العربية والمسلمة في فرنسا.
كانت قد شهدت العاصمة الفرنسية باريس حادثا مؤسفا صباح أمس الأربعاء، عندما قام مسلحون مدججون بأسلحة ألية باقتحام مقر جريدة شارلي هبدو وقتلوا 12 شخصا بينهم ضابطي شرطة وعدد من الصحفيين مرددين شعارات إسلامية اثناء ارتكابهم جريمتهم الاثمة.
ومن جانبها تستنكر المنظمة المصرية مثل هذا الحادث الإرهابي تحت راية الإسلام والذي هو منه براء، لكونه يتعارض مع كل القيم والمبادئ التي يدعوا لها هذا الدين الحنيف والأديان الأخرى. مؤكدة أن خطر الارهاب وتنظيماته المسلحة أصبح ظاهرة دولية وليست إقليمية من الممكن ان تمتد الى جميع بلاد العالم إذا تجاهله المجتمع الدولي، وبالتالي تطالب المنظمة بضرورة تكوين تحالفات دولية على المستوي الأمني والعسكري والفكري والثقافي والعلمي والإعلامي وذلك لمواجهة الخطورة الممتدة للإرهاب، ويجب تكثيف جهود التصدي بكل حزم وشجاعة.
كما تطالب المنظمة الحكومة المصرية بوضع سفارتها وقنصلياتها بفرنسا في وضع استعداد لاستقبال أي شكاوى من المصريين القاطنين هناك والعمل على حمايتهم وضمان حقوقهم إذا تعرضوا لأي نوع من الانتهاكات.
من ناحية أخرى، تطالب المنظمة السلطات الفرنسية بعدم اتخاذ أي إجراءات استثنائية ضد الجاليات العربية والمسلمة بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة مطالبة السلطات الفرنسية بضمان امن هذه الجاليات التي أصبحت عُرضة للمضايقات بعد هذا الحادث الكارثي.
من جانبه ندد حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية بهذا الحادث الإرهابي مستنكرًا بشدة قتل المدنيين الأبرياء تحت أي مبرر فهو جريمة ضد الإنسانية، موضحًا أن هذه الأعمال والممارسات الارهابية بجميع أشكالها ومظاهرها تهدف إلى تقويض حقوق الانسان والحريات الاساسية وتهدد أمن الدول و سلامتها الإقليمية.
كما أكد أبو سعدة على ضرورة محاربة الإرهاب باعتباره ظاهره عالمية وهو ما يستدعي من المجتمع الدولي ان يتحرك بشكل حازم تجاه الانتهاكات التي ترتكبها هذه التنظيمات، داعيا الى تفعيل قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن المتعلقة بالتدابير الرامية إلى القضاء على الارهاب الدولي والتي ذات الصلة بحماية حقوق الانسان والحريات الاساسية، نظرًا لما يمثله من اخطار تتعدى الى فكرة تقويض منظومة الدول نفسها وعدم الاعتراف بالشرعية القانونية وجعل الاديان سببا في الخلاف البشري والعداء الانساني.