المجلس الثقافي البريطاني أعلن اليوم عن إطلاق بحثين مهمين لدعم الحكومات، وشركات الأعمال والمنظمات في منطقة الشرق الأسط وشمال أفريقيا لتلبية احتياجات الشباب فيما يتعلق بالتوظيف.
جاء ذلك اثناء عقد المجلس الثقافي البريطاني مؤتمراً لصانعي السياسة والقادة التربويين للإعلان عن خططه للمشاركة ببحثين هامين
حيثاعلم المجلس الثقافي البريطاني عن خططه للمشاركة ببحثيين يمكن استخدامهما لدعم تطوير البرامج التعليمية التي تُعنى بتعزيز التوظيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
حيث قال المدير الإقليمي للمجلس الثقافي البريطاني لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدريان تشادويك في هذا السياق: “إن توظيف الشباب من أهم التحديات الاقتصادية والإجتماعية التي تواجهها المنطقة. فنحن نعمل في المجلس الثقافي البريطاني منذ نحو 80 عاماًعلى نشر لغة المملكة المتحدة وثقافتها والتعليم فيها. ويؤكد هذا الإعلان على التزامنا بخلق فرص تعليمية للشباب ورغبتنا بإقامة شراكات مع الحكومات والمؤسسات التعليمية والشركات الخاصة لدعم الشباب عبر تزويدهم بالمهارات اللازمة للحصول على الوظائف التي يطمحون إليها.”
وتطرقت الورقة البحثية الأولى إلى عادات المعلمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الخاصة بإستخدام التكنولوجيا الرقمية ، أما البحث الثاني فيدرس إمكانية التعلم الكترونياً عبر الانترنت مع تقديم أدلة تم جمعها من الإمارات العربية المتحدة، والسعودية، ومصر والمغرب. ويأتي هذا الإعلان بعد يومين من المناظرات وتبادل الأفكار بين المتخصصين من صانعي القرار والتربويين وقادة الأعمال المشاركين في ندوة القاهرة.
و سلط المشاركون في المؤتمر الضوء على محدودية الأبحاث في مجال التدريب على المهارات في المنطقة، بالإضافة إلى النقص الشديد في الأبحاث التي تتناول الكفاءة في اللغة الإنجليزية وقدرات المعلمين.
هذا ويشمل البحث الأول الذي أجراه المجلس الثقافي البريطاني في 2014 بعنوان ” عادات المعلمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الخاصة بإستخدام التكنولوجيا الرقمية ” مخرجات لمقابلات جرت مع 1200 معلم لغة إنجليزية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تدرس أراءهم حول سبب إنخفاض مستوى الشباب في اللغة الإنجليزية.
وقد تناول البحث أربعة مسائل رئيسية:
1) الميل إلى تكريس معلمي اللغة الإنجليزية الأكثر قدرة وكفاءة لتدريس الطلاب الأكبر سناً على حساب صغار المتعلمين
2) تطرق البحث إلى توظيف المعلمين وقدراتهم وسلبيات التدريب الذي يحد من تطورهم المهني كتربويين.
3) عدم توافق مناهج اللغة الإنجليزية وخطط الدروس القديمة مع الممارسات الدولية المثلى، بمعنى أن الأساليب والمناهج المستخدمة في التدريس والتعليم لا تؤدي إلى تخريج طلاب يتمتعون بالمستويات المطلوبة من المحادثة، والقراءة والكتابة باللغة الإنجليزية.
4) وأخيراً، أظهر البحث أن ثمة تركيزاً كبيراً على الدرجات النهائية، مما يعني تجاهل النتائج طويلة الأمد، حيث يقوم المدرسون بتدريس الامتحان بدلاً من تأسيس الطلاب في اللغة الإنجليزية.
وقال أدريان معلقاً على بحث عادات المعلمين الخاصة بإستخدام التكنولوجيا الرقمية: “يدرك الأفراد والحكومات والشركات في المنطقة أن الإنجليزية تعد مهارة هامة جداً فيما يتعلق بإيجاد فرص عمل للشباب. إلا أن البحث يشير إلى حقيقة أن معلمي اللغة الإنجليزية في المنطقة يحتاجون إلى تدريب وتحفيز أفضل حتى يتمكنوا من تعليم لغة إنجليزية أفضل للشباب، وأن بعض مناهج اللغة الإنجليزية لا تؤدي إلى تخريج طلاب شباب بمستويات ملائمة في اللغة الإنجليزية تؤهلهم للحصول على وظائف.”.
أما البحث الثاني فيتطرق إلى إستخدام الانترنت عند تعلم الإنجليزية مع أدلة مقدمة من الإمارات العربية المتحدة، والسعودية، ومصر والمغرب. وقد أظهر البحث الذي أجراه المجلس الثقافي البريطاني العام الماضي أن ثمة أعداداً كبيرة من الأشخاص يميلون إلى تعلم الإنجليزية الكترونياً عبر الانترنت لا سيما عند تزويدهم بجلسات تجري وجهاً لوجه مع معلم متمرس. ويوحي هذا البحث أن تبني مثل هذا النهج قد يكون أفضل بالنسبة للمتعلم من ناحية التكلفة وقد يصل إلى أشخاص أكثر لأنه يجري عبر الانترنت.
وبناء على هذا البحث الأولي، أجرى المجلس الثقافي البريطاني برنامجاً تجريبياً لتعلم الإنجليزية الكترونياً عبر الانترنت في المغرب وتونس، حيث تألف التدريب من 20 ألف طالب وجرى بالشراكة مع ثلاث جامعات في المغرب بالإضافة إلى تطبيق نموذج مختلط للتعلم في تونس يجمع بين التعلم الالكتروني والتعلم المباشر وجهاً لوجه. وقد أظهرت النتائج أن 70 بالمائة من الطلاب قد تحسنت مستوياتهم في اللغة الإنجليزية بعد أربعة أشهر من الدراسة.
وسيقوم المجلس الثقافي البريطاني بإتاحة هذين البحثين للحكومات الشريكة ومؤسسات التعليم والمجتمع المدني، عبر الطلبات المباشرة المقدمة لفريق اللغة الإنجليزية الإقليمي بالمجلس. وعندما طُلِب منه التعليق على سبب اتخاذ المجلس الثقافي البريطاني قرار إطلاق هذين البحثين في هذا الوقت، أردف تشاوديك قائلاً: ” لقد تطرقت الندوة إلى وجود فجوات في مجال إجراء البحوث حول تحسين تعلم اللغة الإنجليزية وتعليمها. وباعتبارنا خبراء اللغة الإنجليزية في العالم، فنحن نعتقد أن من المهم إطلاع الشركاء على هذه البحوث حتى نتمكن على المدى البعيد من الوصول إلى تعليم، وتدريس وتقييم أفضل للغة الإنجليزية، والذي سيخلق بدوره فرصاً أفضل للشباب في المنطقة”.