السامرية وأنا مع يسوع :
قصتي مع يسوع ، كقصة كل واحدٍ منّا ، أنه يعمل ليلتقي بنا من خلال لقاء شخصيّ .
إنه ينتظرني رغم تهربي منه . في خفايا حياتي ووحدتي . فأفاجأ امام حبه لي ، انا الذي أرفض محبته . فيعيد لي كرامتي ويقدرني من خلال اعمالي ، مهما كانت وضيعة ومادية ، ليرفعني نحو أبيه ، لأعبده عبادة حقيقية ، وهو يعرف جيداً أنني أحتاج إلى محبته رغم نكراني لحقيقة حبّه .
يطاردني ، يسوع ، ويوجهني إلى ينبوع حبه لي ، لأكتشفه بخطوات صغيرة ، وأجد فيه واحداً من كبار آباء العهد القديم ، بمداخلاته العجيبة وربما بمنحي ماء غريبة تخفف عني تعبي اليومي ويبسّط حياتي المعقّدة . فأجده أكثر أنيساً يشرح الصدر في الصعوبات ، ومستحباً يمنحني الماء التي تشفي غليل توقي إلى الأسمى والأفضل .
في جهلي أكاد لا أفهم إشارته وتلميحاته . فيلجأ إلى دخول عمق أعماقي ، وفي خصوصياتي . ليكشف لي عن ذاته، فأعترف أنه ليس رجل عادي . أجلس بالقرب منه وأطرح عليه أسئلة تخصني وتدّل على عطشي للحقيقة ولله.
ويدعوني لخوض طريق مختلفة عما كنت اعتقده أنه لخيري وسعادتي . ويلح عليّ لأتخلّص من آفاقي المادية الضيّقة والمحدودة ، لأنفتح على المسكونة والإنسانية جمعاء ومن خلالها ارى الله ، الآب والابن والروح القدس ، وأعقد معه علاقة حميمة نابعة من القلب لأشّع بنوره حولي وأنشر ابّوته الرحومة بصلاة وثقة بنوية .
وهكذا تنقلب حياتي لتكون فعل إيمان حيّ بشخص يسوع المسيح ، الذي ظهرت أمامه على حقيقتي وظهر هو ، يسوع ، على حقيقته ، مسيحاً مُحبّاً غيوراً ، طريقاً ونوراً ، معلماً وصديقاً مخلصاً، مستعدّاً لكل تضحية ، مهما عظمت ، لكي يوصلني بتعاليمه وإرشاداته إلى هدفي ، ألا وهو تجّردي من تفكيري وممارساتي الدنيوية ، للوصول إلى سعادتي الحقيقية ، التي أجدها في قلب الله ، ولأعمل في سبيل البشارة ، وأُعيد إلى بيت الآب كل من ضلّ الطريق وتنكّر للحقيقة وخسر الحياة .