إسحاق تادرس : المشروع قديم منذ الثلاثينيات وتوقف لفشل تنفيذه
صرح الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة فى وقت سابق ،إنه بدء فى التنسيق مع عدة وزارات للبدء فى مشروع منخفض القطارة لتوليد الكهرباء، الذى يهدف إلى توليد الكهرباء عن طريق شق مجرى مائى بطول 75 كيلومتراً تندفع فيه مياه البحر المتوسط إلى المنخفض الهائل الذى يصل عمقه إلى 145 متراً تحت سطح البحر، لتكوين بحيرة صناعية تزيد مساحتها على 5 ملايين فدان، ويستغل إندفاع المياه لتوليد طاقة كهربائية رخيصة ونظيفة تصل إلى 2500 كيلووات/ساعة، توفر سنويا 1500 مليون دولار ثمن توليدها بالمازوت.
حول مشروع منخفض القطارة توليدالكهرباء ومدى الاستفادة منه ومدى الخطورة فى إستخدامه فى توليد الكهباء كان ل ” وطنى ” هذا الحوار مع نائب رئيس إتحاد الفلاحين بالاقصر إسحاق تادرس بطرس، يبلغ 62 عام ، والذى أجري مشروع مخفض القطارة بالإضافة إلي مشروع الطاقة الشمسية قبل ثورة 25 يناير ، مستغرقا فى الدراسة والاعداد حوالي 8 سنوات ، ثم قدمهم إلي المسئولين ولكن لم يتم قبول تلك المشاريع نظراً لإستخفافهم بــ”جلابية الفلاح” – على حد تعبيره – .
وحول المشروع الذى طرحه وزير الكهرباء والطاقة أعلن إسحاق تادرس رفضه لفكرة إنشاء هذا المشروع وإستخدام منخفض القطارة في توليد الكهرباء ، لوجود عدة إستخدامات أخري له قد تزول بتوليد الكهرباء ، لوجود موارد أخري طبيعية يمكن إستخدامها في توليد الكهرباء بدلا من هذا المنخفض ، ولكن يجب أولاً التعرف علي مشروع مخفض القطارة بتفاصيل أكثر عمقاً من نائب رئيس إتحاد الفلاحين.
· بداية..أعطنا نبذة مختصرة عن منخفض القطارة ؟*
* قال إسحاق تادرس : أن منخفض القطارة يقع شمالي غرب مصر وطرفها الشمالي الشرقي يبعد حوالي 70 كيلو متر جنوب مدينة الحمام الساحلية علي البحر المتوسط ، وتبلغ مساحة هذا المنخفض من 16 إلي 20 ألف كيلو متر ، فيما ينخفض قاعه الى خمسون متراً من سطح البحر ، وتحيطه صخور جيرية غير سامة وأعمق بكثير من منسوب القاع ، بدليل عدم تسرب مياة البحر أو المياة الجوفية إليه ، ويبلغ إرتفاع الهضبة الجيرية شمال المنخفض مائتي متر من منسوب البحر.
وبدأ الإهتمام بالمنخفض إعتباراً من الدكتور إسماعيل سري وزير الأشغال في ثلاثينيات القرن العشرين أملاً في تحويله إلي مشروع قومي لتوليد الكهرباء ، وبذل جهودً جبار ولكن إنهارت جميعاً علي صخور الهضبة الجيرية ، حيث كان التصور الوحيد حينئذ هو حفر مجري مائي سطحي يمتد من المتوسط حتي المنخفض مخترقاً للصخور الجيرية مما يتطلب كم هائل من التفجيرات التقليدية وتحطم الحلم.
ثم أكمل المصري الرائع د.حسن رجب مسيرة الحلم بدارسة أكثر عمقاً وإتساعاً ولكن لكونها تستهدف أساساً توليد الكهرباء ورؤية باقي الفوائد بوصفها فوائد جانبية تكسر الحلم أيضا ، وعلي نفس الصخور الجيرية رغم إختلاف المنهج وتحول رفع المياة إلي مراحل إعتمادا علي طاقة الرياح لتوليد كهرباء لطلمبات الرفع بديلاً عن منهج المجري المائي موحد المنسوب ورغم منطقية الحلول الهندسية للعبقري المصري الجميل إلا أن المناخ السياسي لم يدعمه ، واذعن للضغوط السياسية والإقتصادية ولم يتوازن حماسة مع حماس المرحوم د.م.حسن رجب وتوقف الحلم.
· ما هى أسباب رفضك لمشروع توليد الكهرباء عن طريق مخفض القطارة؟
* تكمن الكارثة في الإهتمام بمنخفض القطارة أساساً بتوليد الطاقة الكهربائية عبر سقوط كتلة الماء من البحر علي توربينات توليد الكهرباء إعتماداً علي منسوب المنخفض دونما مراعاة محدودية تدفق الماء المولد للكهرباء ، والذي سيقتصرعلي كمية ما يفقد من البحيرة عن طريق البخر ، ودونما مراعاة تعاظم نسبة الملوحة بالبحيرة بإضطراد سنويا نتيجة للبخر ، بما لا يسمح بنمو الكائنات البحرية من اسماك وقشريات وتناقصها سنويا حتي النهاية مثل البحر الميت بالأردن ، وصولا لتحويلها إلي بحيرة من الملح في النهاية ، رغم أننا نستطيع الإستفادة من حرارة شمسنا حيث تعد مصر من أكثر دول العالم سطوعاً شمسياً وأن ثراؤنا الحقيقي في عالم الطاقة يكمن في حرارة الشمس ، والتي ستؤهلنا لنكون من مصدري طاقة الكهرباء عن طريق الطاقة الكهروشمسية ، ولكن تنفيذ مشروع منخفض القطارة يعني أننا نحكم بالإعدام علي كل الروائع التي قد نحصل عليها من هذا المنخفض بحثاً عن الكهرباء.
· ما هي الفوائد الهائلة لمنخفض القطارة في حالة عدم إستخدامه في توليد الكهرباء ؟
* نستطيع من خلال منخفض القطارة تشكيل مجتمع عمراني عبقري ينافس بل يتفوق علي بحيرة لوزان بسويسرا ومثيلاتها جمالاً وطقساً بديعاً وبمساحة تفوق مساحة دول بأكلمها ، كما أننا نستطيع إستغلال كمية الأمطار الناجمة عن كم البخار الذي تحملة الرياح الشمالية الشرقية لتهطل أمطار في عدة أماكن محددة سلفاً تحتاج للماء لتتحول إلي مساحات خضراء، تصل هذه الكمية إلي ثلث مواردنا المقررة من نهر النيل ولا تحتاج سوي للعلم والتكنولوجيا لإحتجازة والتحكم بتصرفاتة قد تصل من 10 إلي 15 مليار متر مكعب سنويا.
يضيف تادرس ، ليس هذا فحسب بل أننا نستطيع خلال كمية الأمطار الهائلة التي تمطر بناحية الوادي الشرقي والذي يحتوي علي تربة جيرية ، زراعة الزيتون بواقع 5 مليارات متر مكعب ، و نستطيع زراعة مائتان وخمسون مليون شجرة زيتون تشغل مساحة مليون فدان كاملة تضاف إلي الرقعة الزراعية بواقع 250 شجرة لكل فدان ليكون لدينا 5 مليون زيوت يضعنا في مصاف الدول المصدرة لزيوت الزيتون ، غير الإكتفاء الذاتي لسلعة نستورد منها ملايين اللترات سنويا.
وأيضا نستطيع خلال زراعة هذه المساحات من تشغيل ثلث مليون فلاح ، ولو وزعت تلك المساحات تعاونياً بواقع ثلاث أفدنة لكل فلاح ، والقيام من خلالها بالعديد من الأنشطة المرتبطة بالزراعة مثل عصر الزيوت وتحويل المخلفات إلي أعلاف عالية القيمة ومخصبات زراعية فائقة الأهمية الإقتصادية ، وذلك في وجود وفرة من الأعلاف علاوة علي وجود مساحات شاسعة من المراعي نتيجة هطول هذه الأمطار نحصل من خلالها علي ثروة حيوانية هائلة تحقق الإكتفاء الذاتي لمصر في اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان.
· وكيف نستطيع إنشاء مزارع سمكية كبري من خلال هذا المنخفض؟
* بالفعل نستطيع ذلك في وجود أكبر بحيرة صناعية في العالم تتصل بالبحر عبر نفق سفلي في قاعها وهو الحل المبتكر الذي ستنشأ عليه أكبر مزرعة سمكية بأسلوب علمي متقن لإنتاج كما هائلا من الأسماك الثمينة التي ستختار بعناية ، وأيضا في وجود إتصال مباشر بالبحر نضمن ثبات نسبة الملوحة بالماء وهو ما سيجعل البحيرة بيئة مثالية لنمو الأسماك والقشريات البحرية قد يصل إلي ملايين الأطنان سنويا .
· ماهي رؤيتك لتحويل القوس الغربي لبحيرة منخفض القطارة إلى أروع القري السياحية في العالم؟
* نستطيع ذلك عن طريق البدء في إعداد تصميات القوس الغربي لبحيرة مخفض القطارة “بحيرة اللوتس” ، بطول 150 كم شمالي و80 كم غربا و150 جنوبا وبإجمالي 380 كم طولي وبعمق خمسة كيلومترات أي بمساحة إجمالية 1900 كيلو متر مربع ، تطل علي أروع إطلالة وأروع طقس طوال العام وتم إختيار القوس الغربي حتي نضمن عدم إحتجاب الشمس معظم أيام الشتاء إنطلاقا من إتجاه الرياح الشمالي الشرقي، ويتم طرحها لتكون من أروع المدن السياحية بالعالم مع إطلاق تعاونيات السياحة المصرية مع دول العالم.