الدكتور عمرو أبو القاسم، أصغر مدير يتولى إدارة مستشفى حكومي، في جمهورية مصر العربية، فضلا عن كونه الطبيب المثالي على مستوى الجمهورية، وهي البادرة الأولى من نوعها من قبل وزارة الصحة أن تتخذ مثل هذه الخطوة …لنعرف ماهو خلف الكواليس جراء تعيين هذا الشاب لإدارة المستشفى أجرت “وطني” هذا الحوار.
نبذة عنك بإختصار ؟
* عمرو أبو القاسم أبوالمجد عبدالرحمن ، أبلغ 29 سنة ، مقيم في محافظة الاقصر، حصلت على لقب أكفأ طبيب رعاية أساسية طبيب تكليف في 2010 ، وتم اختياري ضمن اللجنة المعنية بمناقشة التأمين الصحي الشامل ليشمل برنامج الصحي الرئيس الأسبق “حسني مبارك” عام 2011 ، وعملت كطبيب أنف وأذن وحنجرة في مستشفى الاقصر العام في عام 2013 .
ثم كنائب مدير لإدارة البندر الصحية في عام2013 ، وفي عام ” 2013-2014 ” عملت في الحجر الصحي بمطار الاقصر ، وحصلت علي الطبيب المثالي على مستوى الجمهورية في 18مارس 2014 وتم تكريمي بهذا اليوم وهو يوم الطبيب، كما عملت في عام 2014 كمدير طوارئ ومدير عيادات خارجية بالمستشفى العام 2014، وأخيرا عملت كمدير لمستشفى القرنة 21 ديمسبر 2014 وحتي الأن ، ليس هذا فقط ولكني كما حصل علي 25 دورة مابين دورة تخطيط إستراتيجي في الاقتصاديات الصحية ، دورات في التنمية البشرية ودورات في إدارة المستشفيات ، ودورات في القيادة دورات طبيبة ودورات كمبيوتر ،ودورات في التنمية البشرية عملت من خلالها كمدرب تنمية بشرية منذ عام 2010 وحتى الان .
أسباب اختيارك كمدير لمستشفي القرنة رغم صغر سنك ؟
بسبب وجود سيرة ذاتية قوية تؤهلني لأن أتولى أي منصب ، ولعدم وجود أطباء لديهم نفس الكفاءة الإدارية في هذا السن، وتحمس وكيلة وزارة الصحة بالأقصرالدكتورة ناهد محمد، لإختيار الكفاءات لتولي المناصب وليس علي حسب السن أو الدرجة المالية ، فضلا عن كوني حصلت علي دورات للتنمية التدريبة فذلك يؤهلني للتعامل جيدا من المرضى وذويهم والأطباء، ولما رأت وكيلة وزارة الصحة كل هذا وفي ظل وجود مشاكل كثيرة في مستشفي القرنة في هذا التوقيت ، كانت لزاما بوجود شخصية لديها حكمة في إحتواء الموقف الراهن ، تمتلك خطة للتعمل مع هيئات المجتمع المدني وشعب القرنة .
*كيف تم تكليفك بهذا المنصب ، وماهو رد فعلك ؟
* تلقيت إتصالا هاتفيا ظهر يوم 18 ديمسبر2014 من الدكتورة ناهد محمد وكيلة وزارة الصحة بضرورة الحضور إليها معبرة”تكون عندي الساعه 7 مساءا” ، وحضرت في المعاد المقرر، وقبل أن أتحدث بأي شئ سألتني عن السي في ، وأرسلتة إليها بالفعل وقالت أستشرت كثيرا وعليك إجماع عارضة عليّ 3 مناصب هامة في وزارة الصحة بالاقصر ، منهم مدير مستشفى القرنة ، وخيرتني بينهم وإن كانت هي تزكي لي إدارة المستشفى، وتابعت” أنا اتحدى بك الوزارة كلها لصغر سنك وأثق أنك ستنجح” ، مشيرا إلى انها تريد تولية المناصب للكفاءات وليس على حسب السن ومضيفه “ومش هديك تورتايه هديك قنبلة موقوتة ومتأكدة انك هتعرف تتعامل معاها” .
وبعد قراري من داخلي على الموافقة لتولي هذا المنصب من بين بقية المناصب ، قمت برصد جميع عيوب المستشفى وموقفها الراهن ، مع إجرائي خطة للرقي بالمستشفى، وقدمتها لها في يوم بملف كامل في الأحد الموافق 21 من ديمسبر الماضي ، وجدتها حينها في اجتماع مع مدير المستشفيات ومدير الطب العلاج ومديرعام الصيدلة ، ومدير إدارة الإدارة الهندسية ، وبعد مطالبتها الجميع بمساندتي في الفترة الأولى قمت بالإمضاء على قرار تولي مدير لإدارة المستشفي، وعندما رأت الملف الذي قدمته لها قالت لجميع الموجودين بالاجتماع “أانا مش قولت إني اخترت صح ” .
*التحديات التي واجهتك في بداية توليك عملك بالمستشفى؟
* واجهت عدة صعوبات في بداية تولي هذا المنصب بتلك المستشفى وأولها صعوبات مالية نظرا لان صندوق تحسين الخدمة وهو راس مال المستشفى غير كافٍ لسد إحتياجات المستشفي ، فضلا عن وجود نقص شديد في القوى البشرية والموارد المالية والأجهزة الطبية بالمستشفى، كما واجهت بعض المعوقات كــ فقدان ثقة الأهالي في كفاءة المستشفى من حيث توافر الأطباء والأجهزة الطبية والتي تسبب تحويل الحالات إلى مستشفيات لديها إمكانيات أقوى بالمحافظة.
* كيف ترى نفسك الآن بين زملائك؟
* أنا شايف اني أنا متاخر جدا عن طموحي ، كنت أتمنى أن أكون في مكان أكبر وأفضل رغم ان تولي إدارة مستشفى في هذا السن بجمهورية مصر العربية بشكل عام يعد إنجازاً، ولكن حقيقة أرى أن هذه أول فرصة حقيقة تقدم لي في مصر ، ولكنها لن تكون نهايه طموحي .
* ماهي رود أفعال مسئولي وزارة الصحة و الأطباء عند سماع خبر توليك هذا المنصب؟
* الجميع صعق عند سماع هذا القراروتعجب من اتخاذه من قبل وكيلة الوزارة ولكن تباينت الآراء فالبعض رأي أن هذا المنصب أقل مما أستحق ، وأخرين أيقنوا بأني ظلمت حين وضعت بهذا المكان ، حيث عبر عن ذلك الدكتور هاني عبدالباقي استشاري جراحة عبر صفحتة على الفيس”أنت رائع ولازلت أري خسارتك في هذا العبث”،.
ولذا فالجميع كان مترقباً فشلي ، وحدث أن أثنى شيخ الأزهر الدكتورأحمدالطيب ووزير الصحة الدكتور خالد العدوي في المؤتمر الذي عقد في مستشفى الأقصر الدولي على هامش افتتاح وحدات صحية بالأقصر منذ أسبوعين وبعد 10 أيام من تولي إدارة المستشفى …حينها الجميع قال ” احنا غلط وانت صح “.
*حدثنا عن خطتك لتطوير المستشفى؟
*الخطة مقسمة إلة خطة توعوية وتدريبة وإعلامية وتنموية وشعبية، فبالنسبة للخطة للتدريبة فهي تستهدف تدريب جميع العاملين بالمستشفى من ممرضين موظفين ، بهدف رفع قدراتهم في التعامل مع المرضى وذويهم ، وتم بالفعل إمضاء بروتوكول مع منظمة واي بير لتدريب أفرد المستشفى بدأ من فبراير القادم، كما سيتم تنظيم دورات تدريبة لبعض من شباب المركز للتدريب على الإسعافات الأولية ، وذلك بالتنسيق مع جمعية براءة الخيرة بالقرنة .
أما عن الخطة الإعلامية ، فقررت إنشاء لجنة إعلاميىة بالمستشفى هي الأولى من نوعها بمستشفيات الصحة بالمحافظة التي يتم إنشائها ، للترويج لإنجازات المستشفى وإنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي يتم نشر جميع الأخبار المتعلقة بالمستشفى عليها .
كما بدات فعليا في تنفيذ الخطة الشعبية ، حيث قمت بتنظيم مؤتمر جماهيري في السابع من يناير الجاري، ألتقيت خلاله بهيئات المجتمع المدني واللجان الشعبية وبعض من رجال الاعمال والشخصيات العامة بغرض المساعده في حل مشكلات المستشفى، لمحاولة استعادة الثقة بين المستشفى والاهالي من جديد ، وتم إتخاذ قرار حينها بإنشاء لجنة أصدقاء المستشفي وإنشاء صندوق تبرعات يكون مسئولة عنه الجمعيات الاهلية لمزيد من الشفافيه ،و لسد احتياجات المستشفى و كما تم تفعيل صندوق المقترحات والشكاوى .
وعن الخطة التنموية ، فأطمح بالوصول باقسام المستشفى خلال 6 شهور من عمر الخطة إلى أعلى مستويات الجودة لمنافسة مستشفيات الأمانة العامة.
*كيف ترى المستشفى بعد سنه من توليك المنصب في حالة استمرارك؟
* في حالة توافر كافة مقومات النجاح التعاون من حيث تعاون المجتمع المدني ووزارة الصحة ، نستطيع حينها أن ننافس مستشفى الأقصر الدولي من حيث النظام ووجود إمكانية لإجراء عمليات فريدة من نوعها على مستوى المحافظة .