الشريان النابض في جسد الحقيقة.. الإلهام الواعي في النفوس الحنونة.. الصدق المدعوم بسبل الحق.. إنها الرحمة.. أينما حلت تمحو عكارة الأيام وتمسح زيفها.. تسد فجوات واقع صار مسموما.. وتبدل الآلام وتزرع الأحلام وتكتب علي جدار الوطن العاجز هنا قلوب رحيمة تحملك حتي المنتهي يا وطني المكلوم.. حتي تتعافي وتعبر آلام المخاض وتستوحي من عذابات الناس وفقرهم عزك بدلا من تيهانهم في دروب المنسدة وخزائنك الموصدة بفعل شياطين الفساد.. تتحدي الموصد بالمفتوح من عند الله.. فخزائنه عامرة دائما.. إنها الرحمة التي نستدعيها اليوم بكل ما أوتينا من إلحاح وجهد ربما ننقذ من هم فوق حافة الموت واقفين..
عن درويش الغلابة أتحدث.. إنه -محب- الذي نشرنا عنه منذ أسبوع.. مأساة احتلت آلامها سطور العدد الماضي من افتح قلبك.. ذلك الشاب الذي لم يتعد الثامنة والثلاثين من عمره ويعاني تقرحات وريدية بالساقين.. أهمله مستشفي صيدناوي للتأمين الصحي حتي كادوا يعرضونه لبتر الساقين.. ليس لديه من يعوله أو يهتم بأمره.. طفنا بحثا عن دار يأويه بالقاهرة لحين شفائه دون جدوي..
ساءت حالته للغاية.. صمم الأطباء علي أمر خروج له.. فكان الشارع ملاذه الأخير.. وقبل أن ينطلق إليه لجأت إلي الدكتور عفت شوقي مدير المركز الطبي الإنجيلي الذي رحب بوجوده في المستشفي.. علي كرسي متحرك حملناه خلسة من مستشفي صيدناوي إلي المركز الطبي الإنجيلي فلم تقبل سيارة الإسعاف نقله لثقل وزنه.. في شوارع الأزبكية وعلي الكرسي المتحرك دفعناه ليشق طريقا جديدا نحو الشفاء.. كان يبكي متأوها مرة من آلامه, ومرة من حاله!
داخل المركز الطبي الإنجيلي فحصه الأطباء.. قرر طبيب الأوعية الدموعية الذي جاء متطوعا من خارج المركز فور اتصالنا به الدكتور ماجد ليون استشاري جراحة الأوعية -له جزيل الشكر- أن حالة محب لا تتطلب البتر وإنما علاجا تحفظيا لفترة تطول لأشهر.. وهو أمر مكلف جدا.. أما طبيب القلب فأكد أن محب لديه اضطراب أذيني وهو نوع من الاضطراب في ضربات القلب قد يتسبب فجأة في إحداث ذبحة صدرية أو جلطة مخية.. فضلا عن الروماتيد… وجرعات المخدر الزائدة التي تعرض لها خارج المستشفي لتسكين آلامه.
مستسلما لآلامه رقد محب, لكن الألم لا يعترف بالاستسلام.. بدأ الأطباء في سحب كميات المخدر من جسده تدريجيا.. بجوار فراشه منضدة عليها عشرات الزجاجات من المطهرات والمحاليل والكريمات وعشرات الأربطة من الشاش والضواغط والبلاستر لتكفي غيار يوم واحد علي ساقيه.. يتكلف الغيار أكثر من ستمائة جنيه في اليوم.. فضلا عن تكلفة الإقامة في المستشفي..
دخلت إلي حجرته فوجدت أنبوبة أكسجين إلي جواره إذ يعاني من ضيق التنفس فيتابعونه بالتنفس الصناعي.. حدثتني الطبيبة المناوبة حينها بعيدا عن مسامعه: الحالة متأخرة للغاية.. محب احتاج للرعاية المركزة أكثر من مرة ولم نتمكن من تحويله لأننا نعلم أنه لن يستطيع الدفع وأن الإمكانيات محدودة لكن إذا تطلب الأمر سوف نحوله فلن نتركه يموت لضيق ذات اليد.. أجبتها.. ونحن لن نقبل أن نتركه معذبا.. اتخذوا اللازم دون النظر لأية تكلفة.. نحن نطلب من الله في الصباح وهو يرسل لنا احتياجنا في المساء.. لن نتخلي عن محب مهما كلفنا الأمر.. فقط أعملوا اللازم.
تركتها وتوجهت إلي الحسابات لأجد تراكم المبالغ قد وصل إلي حوالي سبعة آلاف جنيه في أسبوع.. ومحب يحتاج إلي ثلاثة أشهر من العلاج والرعاية حتي يستطيع الوقوف علي قدميه والعودة لعمله مرة أخري.. فقط ليخدم نفسه.. تركت غرفة الحسابات, وإلي خارج المستشفي اندفعت لم تحملني قدماي لأكمل السير فتوقفت رافعة عيني إلي السماء.. أشعر بالعجز والأمل في آن واحد.. لا أعرف كيف اختلطت المشاعر داخلي.. كدت أصرخ في المارين أليس بينكم من يساعده؟.. يارب لا استطيع التخلي عن هذا الرجل فلا أحد له سوانا فمد يديك فخزائنك لا تنضب أبدا.. ضخ لنا من كنوز مجدك ما يسد العوز.
===
شكر خاص
نتوجه بجزيل الشكر وخالص العرفان إلي الدكتور ماجد ليون استشاري الأوعية الدموية لجهوده التي بذلها معنا في رعاية حالات باب افتح قلبك.
كما نتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان للدكتور ماجد كمال أستاذ المخ والأعصاب بجامعة بنها لرعايته المستمرة والمتواصلة لكل من يتوجه له من طرفنا من مرضي بشكل أسبوعي.
===
كيرلس في المدرسة
بمتابعة حالة الطفل كيرلس جرجس الذي توجه إلينا لمساعدته في الإلتحاق بالتعليم المجتمعي.. إذ يبلغ عمره 11 عاما ويعاني من إعاقة جسدية منعته من الانضمام للتعليم في مراحله الطبيعية.. توجهنا لوزارة التربية والتعليم وبعد شهر من التواصل تم قبول الطفل وإلحاقه بفصل التعليم المجتمعي بمدرسة روض الفرج الابتدائية بإدارة روض الفرج التعليمية.. وإذ نقدر تعاون الوزارة في هذا الصدد نتوجه بخالص الشكر للسيد الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم والأستاذ أحمد المراغي مدير مكتب رئيس قطاع التعليم العام.. والأستاذ فرج الشاعر مدير عام إدارة التعليم المجتمعي بديوان عام الوزارة.. والأستاذة إيمان صبحي مدير عام الإدارة العامة للتعليم الابتدائي والأستاذ مختار إبراهيم مدير عام التربية الخاصة بديوان عام وزارة التربية والتعليم.. الأستاذة سعاد محمود مدير إدارة شئون الطلبة للتعليم المجتمعي في ديوان عام الوزارة والأستاذة نعيمة إبراهيم بنفس الإدارة.. والأستاذ سيد الزيات مدير التعليم المجتمعي بإدارة روض الفرج التعليمية والأستاذ يحيي حامد مدير مرحلة التربية الخاصة بإدارة الساحل التعليمية..