“دير الوادي” في طور سيناء كان مركزا لاستقبال المقدّسين المسيحيين منذ القرن السادس الميلادي فى رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر سيناء، والقادمين من أوروبا عبر ميناء الإسكندرية إلى نهر النيل ومنه بريا إلى خليج السويس حتى طور سيناء.. هذا ما كشفت عنه دراسة أثرية للدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي في سيناء ووجه بحري بوزارة الآثار.
موضحاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن دير الوادى هو الدير الوحيد بسيناء الذى يحتفظ بكل عناصره المعمارية الباقية من القرن السادس الميلادى حتى الآن، وهو مستطيل92م طولاً 53م عرضاً، وبه أربع كنائس ومعصرة زيتون وحجرة كبرى للطعام (مطعمة) وبئر مياه وفرن ومنطقة خدمات، و 96 حجرة تقع خلف سور الدير على طابقين وهذه الحجرات بعضها قلالي للرهبان والأخرى حجرات للمقدّسين المسيحيين الوافدين للدير، للإقامة فترة وزيارة الأماكن المقدسة بالطور قبل التوجه إلى دير سانت كاترين ثم إلى القدس.
وأشار ريحان إلى طريقين مشهورين للرحلة المقدسة إلى القدس عبر سيناء بطول 575كم بسيناء، وهما طريق شرقي وطريق غربي، والطريق الشرقى هو للمقدسين القادمين من القدس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حالياً) إلى النقب ومنه إلى عين حضرة ثم وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها نقوش نبطية ويونانية وأرمينية حتى سفح جبل سيناء (منطقة سانت كاترين حالياً) بطول 200كم ، أما الطريق الغربى فيبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء مارا برافيا (رفح)، رينوكورورا (العريش)، أوستراسينى (الفلوسيات) ، كاسيوم (القلس) ، بيلوزيوم (الفرما) ، سرابيوم (الإسماعيلية) ، القلزم (السويس) ، عيون موسى إلى وادى فيران ومنه إلى جبل سيناء بطول 375كم.
مضيفا أن المقدّس المسيحى كان يرسو بالطور ليقيم فترة بمركز المقدسين المسيحيين بدير الوادى ويزور المواقع المسيحية بالطور ومنها قلايا المتوحدين الأوائل بوادى الأعوج وعدة مناطق وجبل الناقوس الذى تركوا عليه نقوشاً مسيحية تذكارية ثم يتوجهوا إلى ديرسانت كاترين ومنه إلى القدس ، ويستكمل الحاج المسلم طريقه عبر ميناء الطور فى خليج السويس وامتداد البحر الأحمر إلى جدة ومنها للمدينة المنورة ومكة المكرمة.