زار قداسة البابا تواضروس الثاني والوفد المرافق لقداسته اليوم دير نوفوي يروساليم سكاي وهو اسم معناه أورشليم الجديدة في منطقة استرا، وهو دير للرهبان، كان في استقبال وصوله الراهب ثيوفلانك خادم الدير الذي رحب بقداسة البابا ومرافقيه، ونقل لهم تحيات غبطة البطريرك كيريل رأس الكنيسة الروسية ثم شرح لهم تاريخ ومعالم الدير، وقد تحدث قداسة البابا إلى رهبان الدير قائلاً: نحن سعداء بزيارة دير أورشليم الجديدة وهذه آخر زيارة في البرنامج وسعدنا بالشرح الذي قدمه أبونا ثيوفلاك لمسنا تعاليم القديس أنطونيوس ومكاريوس وباخوميوس، ونحن كما تعلمون أبناء أنطونيوس الكبير الذي نشأ في أرض مصر عندنا أديرة كثيرة منها دير الأنبا أنطونيوس وهو من القرن الرابع، مصر بها أديرة وكنائس كثيرة.
وكان هدف الزيارة في الأساس هو مقابلة غبطة البطريرك كيريل إنها زيارة محبة وهي زيارة تأتي بعد 26 سنة، منذ أن حضر البابا القبطي الاحتفالية الألفية الأولى للمسيحية في روسيا، وفي هذه الزيارة زرنا أديرة رهبان وراهبات وتقابلنا مع آباء مطارنة وأساقفة وكهنة وأمهات راهبات.
وأضاف: كما تقابلنا مع طلبة يدرسون في المعاهد اللاهوتية نعود إلى بلدنا ونحمل بركات كثيرة.. أنا قمت قبل ذلك بزيارات لدول كثيرة لكن هذه الزيارة نحمل فيها حضور المسيح والالتقاء بالماضي، حيث أن الكنيسة الروسية تعرضت لضيقات كثيرة.. لكن نعلم أن كل وردة لها شوك فإذا كانت الفترة السابقة فيها أشواك فالآن نرى في روسيا الورد والزهور تتفتح في كل مكان.. باسم الوفد القبطي نرسل محبتنا نشكركم على محبتكم الكبيرة، صلوا لنا في عودتنا إلى بلادنا أكرر شكري ومحبتي ونتمنى أن نراكم في مصر .
يذكر أن دير نوفوي يروساليم أو أورشليم الجديدة ويسمى أيضا دير القيامة، أسسه البطريرك نيكون عام 1656 بتصميم يتشابه مع المعالم المقدسة في مدينة أورشليم القدس، فنهر استرا يشبه نهر الأردن، وبه كنيسة القيامة مصممة على غرار كنيسة القيامة بأورشليم، وقد حرص البطريرك نيكون على أن يكون به رهبان من عدة جنسيات لكي يمثل الدير الأرثوذكسية المتعددة الأجناس والأعراق، كما هو الحال في أورشليم السماوية.
كان البابا تواضروس قد توجه إلى دير نوفو ديفيتشي للراهبات اليوم، وقال رئيس الدير خلال استقباله البابا: إن الكنيستين المصرية والروسية لهما تاريخ عريق وظروف متقاربة، مضيفا أنه زار مصر من قبل ولاحظ أن فكر التلمذة متجذر في الكنيسة القبطية.. وإلى نص الكلمة:
“أشعر بالسعادة أن أستقبلكم هنا في هذا المكان العريق في إطار زيارتكم التاريخية للكنيسة الروسية ولغبطة البطريرك كيريل، كل حياتي قضيتها في خدمة الكنيسة، ولقد رافقت من قبل ثلاثة من بطاركة كنيستنا في زيارة الكنيسة القبطية ورأيت كثير من تلاميذكم وخدام الكنيسة، ولقد هزتني كلماتك التي قلتها لأحد الصحفيين في موسكو حينما سألك: ألا تريدون أن تكون للأقباط دولة مستقلة في مصر فجاءت إجابتكم بالنفي وأضفتم: أقدامنا تمشي على الأرض وفكرنا في السماء. لقد كانت هذه أعظم رسالة لشعبنا.. أعلم أن تاريخ كنيستينا متقارب ونحن الاثنان نخدم الناس، من أعماق قلبي أقول لقداستكم ولكل المرافقين: مرحباً بكم”.
من جانبه عبر قداسة البابا في كلمته عن سعادته بزيارته للبلد العريق روسيا، مشيراً إلى المعاناة التي عاشتها الكنيسة الروسية قبل أن تشرق عليها شمس الحرية من جديد.
وقال البابا تواضروس:”أشعر بالسعادة أن آتي لهذا الدير المبارك، وباسم الوفد القبطي المرافق نعبر عن سعادتنا لزيارة روسيا، لقد نلنا بركات من الأديرة والكنائس التي زرناها، والآن ننال بركة الأب المطران ذي الشيبة الوقورة، فالشعر الأبيض هذا يوحي بالنقاء، نقاء القلب، والوجه المبتسم وروح المحبة التي قوبلنا بها، نشعر بالسعادة أيضاً أن نلتقي بالراهبات المباركات، فشكراً لكم لأجل محبتكم الكثيرة، أعلم أن الأب المطران زارنا من قبل والتقى بقداسة البابا شنودة أكثر من مرة، نحن سعداء أننا تعرفنا أكثر على تاريخ كنيستكم العريق، وإن كنا كمسيحيين نتعرض لبعض المتاعب فهذا ما قاله لنا السيد المسيح، ولكننا نثق في وعده الثمين: ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر”.
“لقد عشتم هنا فترة كانت الكنائس والأديرة مغلقة وربما الكلام عن المسيحية ممنوع، ولكن بعد الليل توجد شمس جديدة، وها نحن نجدها في هذا الدير من تجديد، نسأل الرب أن يديم هذه النعمة ويعطي للأب المطران وللأم رئيسة الدير الصحة والعمر الطويل، ونرجو صلواتكم من أجلنا ومن أجل مصر وكنيسة مصر ومن أجل ضعفي، نأمل أن نراكم في مصر قريبا وسنكون سعداء لأننا حينما تقابلنا مع غبطة البطريرك كيريل اتفقنا على تشكيل لجنة بين الكنيستين تعمل على أكثر من محور، من بين هذه المحاور تبادل الزيارات بين المطارنة والأساقفة والرهبان، فأهلاً بكم في مصر”.