بعد تأجيل ثلاثة أسابيع متتالية, أجريت الأسبوع الماضي بنجاح عملية إزالة وتفتيت وتركيب دعامة للصديق كريم إبراهيم, وبين التأجيل والوصول إلي بر الأمان هناك قصة تستحق أن تروي.
العملية التي كان يحتاجها الصديق كريم إبراهيم الذي يبلغ من العمر 57 عاما, والذي احتلت جسده الحصوات لتصبح مصدرا للأوجاع والآلام الدائمة منذ سنوات طويلة الأمر الذي علي أثره أجري 6 عمليات ما بين استئصال حصوات وتوسيع حالب وتركيب دعامات, وهو ما أدخله في دوامات متعددة بين العيادات والمستشفيات والأطباء, باحثا عن الراحة والتقاط الأنفاس لكي ينجو من هذا الوخز المدمر الذي يفعله المغص الكلوي بالإنسان, فيجعله في حالة بشعة من الوجع يكاد حسب التعبير المصري الصميم يعض في الأرض ..لقد ضاقت الدنيا كثيرا بالصديق كريم فبعد كل عملية كان يجريها . كان يتمني أن تكون هي العملية الأخيرة التي سوف تنهي هذه الآلام الموجعة لكنه وبعد فترة وجيزة يدخل في التجربة مرة أخري, وكأنها رحلة متكررة أو طريق للأوجاع للأبد, فلابد من المرور عليه.
وهكذا بعد هذه العمليات الست لم تعد المشكلة في التكاليف فقط , ولكن أصبحت المشكلة أكبر من ذلك فقد أنهك جسده ولم يعد يحتمل إجراء علميات جراحية جديدة .. وهنا أشار عليه الأطباء بالصعيد أن يلجأ إلي القاهرة , وقام أحد الخدام بالكنيسة بإرشادها إلي باب المحطة بجريدة وطني.
جاءنا كريم وكله أمل أن تقف إلي جواره , وعلي الفور قمنا بإصطحابه إلي الأستاذ الدكتور ثابت إلياس استشاري جراحة الكلي في مستشفي السيدة العذراء بالزيتون , لنبدأرحلة إنقاذ الصديق كريم الذي رافقه أصدقاؤه وجيرانه, لأن الله لم يرزقه بأطفال, الأمر الذي كان يسبب له وجعا دائما إلي جانب وجع الحصوات .
في البداية طلب الدكتور ثابت إلياس تحاليل وأشعة صبغة وأشعة تليفزيونية وكلها كشفت عن إصابته بحصوات مرتجعة بالكلي اليسري أكبرها يصل حجمها لسمك 3 سم وهي حصوة متشعبة بالجزء الأسفل من الكلي اليسري , كما يعاني كريم أيضا من وجود حصوات بالكلي اليمني أبعادها (5.0X5.5 سم) .
هذا هو التقرير المؤلم الذي كتبه الدكتور ثابت إلياس وقرر في نهايته إجراء عملية بالليزر لتفتيت الحصوات للصديق كريم , وتحدد موعد, ولكن في الموعد المحدد أصيب كريم بتوتر شديد ظهر علي وجه مع هبوط بالضغط , وطلب الدكتور ثابت إجراء بعض التحاليل , والتي أدخلتنا نتائجها إلي دوامة جديدة حيث أظهرت كسل في الكبد واضطررنا عرضه علي الدكتور أمير حلمي استشاري أمراض الكبد بمستشفي العذراء الذي قام بدوره بتوقيع الكشف الطبي علي كريم وتأكد من إصابة كريم بكسل في الكبد , وقرر له بعض العلاجات الدوائية التي قام صندوق الخير بتوفيرها للصديق كريم .. أيضا اضطررنا إلي تحويله للدكتور باسم ظريف استشاري أمراض القلب لعلاجه مما يعانيه من هبوط بالضغط, والذي قرر له أيضا مجموعة من العلاجات الدوائية .. وهكذا أصبح الأطباء الثلاثة يتابعون حالة كريم علي مدار الأسابيع الماضية حتي أجري له الدكتور ثابت ألياس العملية بمهارة فائقة , إذ قام فيها إلي جانب تفتيت وإزالة الحصوات بتركيب الدعامة .. وهكذا استطاع الصديق كريم أن يلتقط أنفاسه مرة أخري .. ونتمني هذه المرة أن تذهب الحصوات من جسده بلا عودة..
روبير الفارس