عانت المرأة المصرية منذ بداية تاريخ مصر من حروب وثورات ، تدفع ثمن واجبها الوطنى اضعاف ، مرة بروحها كمصرية تشارك فى الحرب والثورة ، ومرة اخرى بأرواح اولادها كأم ، وثالثة بأرواح ازواجها كزوجة ، فتتحمل الالم مضاعف ، وجع لا يشعر به سوى من ذاق الم فقدان ابن او زوج ، فنجدها تقف وهى تفقد اعز ما لديها ، والذى تقتله يد غادرة بلا سبب ، فلم يكن يفعل ما يستوجب عليه القتل ، سوى انه وقف ليحمى وطنه ويحمى اخوته وابناؤه .
وفى دور ليس بجديد على المرأة المصرية فى استمرارها بالنضال وعدم اليأس ، خرجت نساء مصر لتساند ام الشهيد ، بعد مقتل 31 جندى فى سيناء ، وتدعمها وتطلب عنها وتعزيها وتبكى معها على ابنها المقتول ، فقامت مجموعة من الحركات والناشطات بعمل عدة مبادرات ووقفات تطالب عن هذه الامهات وتساندها ، وتقدم طلباتها للدولة لحماية ابنائها فى الفترة القادمة ومساندة الدولة متمثلة فى الجيش والشرطة ضد الارهاب .
مطالب النساء
فى البداية قالت منى منير ، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار : ان الهدف من الوقفة مشاركة نساء مصر ، وعزاء الشعب المصرى ، وخاصة امهات وزوجات وبنات شهدائنا جنودنا فى سيناء ، ودعم الجيش والشرطة ، وتأييد حربهم على الارهاب ، وقد قدمنا خلال وقفتنا ثلاث مطالب هم ، اولا طالبنا اهالينا فى سيناء بمساعدة الجيش فى الاخلاء الطوعى للاماكن الذى اصبحت بؤر للارهاب ، وبها جماعات تكفيرية مسلحة ، ثانيا المطالبة بسرعة المحاكمات والعدالة الناجزة لرموز وقيادات جماعة الاخوان الموجودون بالسجون ، تعبيرا عن العدالة الناجزة ووقف للرسائل الارهابية لجماعاتهم المنفذة ، ولشفاء جروح امهات الشهداء ووقف استنزاف افراد الجيش والشرطة .
واخيرا طالبنا بتنمية سريعة لسيناء وغلق الانفاق وتجديد عهدنا للجيش فى الضرب بيد من حديد ضد البؤر الارهابية ، ووضع حد للتسلل والعمق للجماعات الارهابية التى توغلت فى سيناء فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى .
وتؤكد منير ، اننا كنساء مصر سنقوم بعمل توعية للشعب المصرى بأعمال وبطولات جيشنا ، لنحر اى اقاويل او انشقاقات ضد الجيش ، واطالب بشخصى بدعم دور الازهر لخطاب دينى وسطى معتدل ، حيث نسمع كل يوم جمعة خطابات كراهية ضد الجيش والشرطة .
وتوضح عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار ، انه يجب التثقيف والتوعية للطلبة والسيدات الذى يتم إغرائهم وغسل عقولهم من خلال الاموال ، وبسبب تردى الحالة الاجتماعية لهذه الاسر ، مما ساعد على استقطاب هذه المواطنين البسطاء ، كما نحتاج الى منظمات المجتمع المدنى والكيانات السياسية والاحزاب ، للتفاعل مع الشعب المصرى البسيط ، لان جماعة الاخوان والجماعة السلفية استطاعوا ان يصلوا لهؤلاء ، والسيطرة عليهم ، بنزولهم الى الشارع والتعامل المباشر مع هؤلاء ، مع قصور الكيانات السياسية والمجتمعية فى النزول للشارع والتعرف على هؤلاء ومساندتهم .
وتضيف انه على الجيش والشرطة ارسال رسائل طمأنينة واستقرار للعالم كله لحدوث تنمية واستثمار فى المنطقة ، مع التوجه للشعب فى الكشف عن حرب الشوارع الدائرة من خلال فضح هؤلاء الارهابيين مؤكدين ان من يقتل هو ابن وزوج واخ لهم .
الضرب بيد قوية
وتوضح الدكتورة سعاد حمودة عضو حركة مصريات من اجل التغيير، اننا كنساء متألمات لما حدث وما نقوم به من وقفات هو تعبير عن ذلك ، كما نقدم طلباتنا للمسئولين من تشريعات فورية للقصاص، فكما يوجد مادة فى القانون يقاضى بها عسكريا كل من يقترب من ثكنة عسكرية او منشاة عسكرية ، فيجب ايضا وجود تشريع بالنسبة للجندى المصرى ، فإذا كنت تحاكم من اعتدى على منشأة فماذا عن روح جندى اهم من 100 منشاة ، لذا نحن نطالب بيد الدولة القوية ضد الارهاب مع تأكيد ان فى حالة الحرب والارهاب يتوارى حقوق الانسان . مؤكدة ان القوانين هزيلة وغير مفعلة ، بداية من الطالب وليس فقط من الارهابى ، فالطالب الذى يقذف بحجر اتجاه الجامعة يحاكم جنائيا .
اضافت حمودة ، الحل هو القصاص لهؤلاء ، و تفعيل القوانين والضرب بيد قوية فعندما اخترنا الرئيس عبد الفتاح السيسى ، اخترناه لقوته واعطائنا الامل فى عودة كرامة الشعب المصرى ، فلا يوجد شعب فى العالم يقتل جنوده لذا وجب الضرب بقوة ضد الارهاب .
لا لتسييس مساندة النساء
وتقول تريزة سمير الصحفية والمرشحة المحتملة للبرلمان القادم ، ان ما نقوم به كنساء مصر ، هو رد فعل رمزى للتنديد بالارهاب ، وان كنا نؤكد ان دور المرأة مستمر فى دعم الدولة ورفض الارهاب ،كما نقدم رسالة لتشجيع المصريين على دعم الدولة ضد الارهاب رغم ان المرأة المصرية هى الاكثر تألما فى هذه الاحداث لانها الام والاخت ، كما نوصل رسالة ان الارهاب مستمر وان هناك خطر على مصر من توغل الارهاب ، ليس فقط فى سيناء ، بل فى كل القطاعات ، مثلما نرى ما يحدث فى الجامعات الان ، وان من يقتلون هم اولادنا واغلبهم من الاسر البسيطة ، لذا يجب على الشعب الوقوف صف واحد ، وان النساء مستمرة فى دعم الدولة وليس النظام ضد التطرف والعنف .
وأكدت سمير ، ان من واجبنا نحو الدولة وابنائها سواء الواقفين على الحدود او الذين داخل الوطن ، هو دعمهم وتوعيتهم بضرورة التكاتف معا ضد الارهاب ، موضحة ان ما نقوم به من فعاليات كنساء مصر بلا اى دعم حزبى او مرجعية سياسية ، ولن نسمح باستغلال عملنا كنساء لدعم القضية فى العمل السياسى ، رافضة تسييس انشطتهم ، او تسييس الاحداث من عنف وقتل ضد المواطنين ، فيجب ان يعى الجميع اننا نواجه ارهاب وتطرف ، وعلى الشعب مساندة جيشه وشرطته للقضاء على الارهاب والتطرف دون تحزبات او تحيزات .