قالوا أن الأمانة هي عدم الخيانة.ووصفوا الأمين بأنه الحارس الحافظ لما يُستأمن عليه، والجدير بالثقة والتصديق.ورددوا أن الأمانة من الأخلاق.
بمعني أن الوعي الأخلاقي هو وعي المجتمع، ووعي الشخص لقيمة الأخلاق ومكانتها التي يدل عليها سلوك الشخصية في المجتمع. وبقدر استطاعة الشخص أن يقدم الخير للمجتمع وأن يدافع عن الكرامة الإنسانية في سلوكه، بقدر ما يمتلك الصفة التي يمكن تسميتها بالاخلاقية.
ويُعبّر عن هذه الصفة الاخلاقية بمفاهيم: “العدل” “الخير” “الوفاء” “الشرف” “النبل” “الكرم” “الواجب” “الامانة”…الخ.
أما الصفة اللأخلااقية، فيُعبّر عنها بمفاهيم هي ضد ما تقدم، مثل: “الظلم” “الشر” “العار” “عدم الوفاء” “الاستهتار” “الغش” “الخيانة”…
وهناك مستويان للوعي الاخلاقي:
المستوى الأول: سيكولوجي؛ ويتمثل في العادات والأخلاق والشعور والوجدان.
المستوى الثاني: أيدلوجي؛ ويتمثل في وجهات النظر، والمُثل العليا والمفاهيم والتقييمات، والمتطلبات والمعايير. وكلما زاد وعي الإنسان الأخلاقي للجماعة المحيطة به، فإنه يصبح أكثر شعوراً بالمسئولية ويتمتع بسلوك اجتماعي أشد رسوخاً وأكثر رقياً مما يضمن نجاح الشخص في مختلف مجالات حياته.
الإنسان كائن أخلاقي، لديه الدوافع النبيلة والقيم الإنسانية التي لا يضعها المجتمع أو يفرضها الدين فحسب، وإنما يرجحها عقله وضميره وحسه الداخلي، كذلك، فالإنسان يختار طائعاً بدون اكراه، أن يكون أميناً ،لأن الاخلاقيات تتجلى بمقتضى حرية الشخص وطواعيته واختياره، لا نتيجة الضغط أو الإجبار الخارجي، أو الخوف من توقيع العقوبة.
بقدر ما يتمسك الإنسان بالصفة الأخلاقية بمفاهيمها كالعدل والخير والوفاء والشرف والواجب والأمانة – بقدر ما يجمع بين قيمتين عظيمتين هما النقاء الاخلاقي والسعادة. وذلك لأن السعادة بمفهومها النسبي ترتبط بالرضا الاخلاقي وفقا لمعايير الزمان والمكان والمجتمع، مع التركيز على ضرورة وجود الضمير الحي والصدق والأمانة والوعي بقيمة الواجب والشرف والكلمة الطيبة وغيرها.
وتتكامل السعادة بالنقاء الاخلاقي في حالة تكامل الأمانة؛ فالامانة لا تُجزأ. فلا يمكن أن يوصف شخص بالأمانة في التجارة مثلاً، بينما يشجع أبنه على الغش في الامتحان.
هل أنت أمين؟
أمين على صحتك، يعني أن تتناول بإعتدال طعاماً متوازناً يحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لسلامة جسدك، وألا تكون عبداً لعادة ضارة، أم متلفاً لصحتك بالمخدرات أو بالتدخينأو بالإفراط في احتساء الشاي أو القهوة.
أن تكون أميناً على صحتك يعني أن تحصل على كفايتك من النوم والراحة بدون كسل. وأن تهتم بصحتك النفسية بعيداً عن القلق والتوتر.
أن يكون الإنسان أميناً على ماله عندما لا يسمح لعينه أن تشتهي ما قد يزيد عن حاجته. ومن الأمانة على المال الا تنفقه فيما يضر صحتك أو يؤذي غيرك.أن تكون أميناً على مالك يعني الا تكون مسرفاً أو بخيلاً، وألا تتردد في مساعدة المحتاجين من حولك.
الأمانة نحو الأسرة تقتضي أن تقتنع بحق كل فرد فيها أن يكون نفسه، وليس صورة مطابقة للأصل منك.
أن تكون أميناً نحو أسرتك يعني أن تحترم وجهة نظر الآخر وتقدر ميزاته، وتسرع لنجدته، وتفرح لفرحه.
أما أمانتك نحو عملك أو دراستك تعني أن تقدم من قلبك الإخلاص والتفاني، وأن تبتكر دائماًلصالح هذا العمل حتى يتحقق النجاح والتطور.
وهكذا أمانتك نحو وطنك فتتمثل في كل معاني الولاء والانتماء والحب.
وأخيراً الأمانة في العلاقة مع الله تستدعي أن يُراعي الإنسان ربه في كل تصرفاته وافكاره وكلماته، وأن يعلم أن أبواب الله مفتوحة دائماً لتوبة من يلجأ إليه طلباً لرحمته وغفرانه.
الأمانة في العلاقة مع الله تعني الأمانة في الإيمان به بقلب خاشع، وليس في عصيانه ثم محاولة شراء رضاه بأعمال الخير.